التأخي / وكالات
تشكل قناة “الأخبار” التي تم إطلاقها بشكل رسمي الأحد نقلة نوعية في المشهد الإعلامي الكويتي. ويستهدف إحداث القناة التلفزيونية مواكبة الإصلاحات التي بدأها الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح والتوجهات الجديدة للدولة الخليجية .
وتحاول الكويت اللحاق بركب جيرانها على مستوى تحديث بنيتها الإعلامية، لتواكب بذلك التطورات، ويكون لها منبر فاعل يعكس توجهاتها العامة .
وأطلقت وزارة الإعلام قناة إخبارية جديدة “الأخبار” لتكون نافذة جديدة لعرض الأخبار الرسمية للدولة، ومنبرا لتفاعل المواطنين .
ويعاب على الكويت أنها لم تستثمر بالشكل المطلوب في تطوير المشهد الإعلامي، على خلاف دول خليجية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، التي قطعت أشواطا كبرى في بناء منظومة إعلامية حديثة فرضت نفسها على الصعيدين الإقليمي وحتى الدولي .
ويرى متابعون أن القناة الجديدة تشكل خطوة أولى في مسار إنشاء بنية إعلامية صلبة للدفاع عن التوجهات الجديدة للدولة الخليجية تحت رعاية الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح .
وقال الوكيل المساعد لشؤون الأخبار والبرامج السياسية بالوزارة الدكتور بدر العنزي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن القناة ستحرص على التفاعل مع الشأن المحلي والإقليمي والدولي وستعكس أثر القرارات الحكومية في مختلف المجالات وتبرز إنجازات الدولة التنموية .
وأضاف العنزي أن قناة “الأخبار” ستناقش كل القضايا المطروحة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية بما يتوافق مع السياسة الخارجية لدولة الكويت .
وبين أن القناة هي أيضاً مصدر رسمي لأخبار الدولة وقراراتها ومواقفها وهي منبر للمواطنين لتوصيل مطالبهم واقتراحاتهم من خلال المحتوى الإعلامي المباشر والمسجل لتكون همزة وصل بين المواطن والمسؤول، موضحاً “أننا إعلام مسؤول لا نسعى للإثارة بل نهدف إلى إعلاء القيم المهنية بالموضوعية في الطرح والمصداقية في تناول المعلومة والموثوقية في تقديم الخبر .”
وبحسب ما صرح به العنزي لوكالة الأنباء الرسمية فإن القناة تعمل حالياً من خلال خمسة استديوهات منها استديوهان داخليان وثلاثة استديوهات خارجية، لافتاً إلى أنه في مرحلة لاحقة “نعمل على تجهيز أربعة استديوهات في مبنى ‘الشويخ’ لمختلف البرامج المباشرة والمسجلة بعد إتمام كافة الترتيبات الإدارية والمالية والفنية .”
واستبقت الكويت خطوة تطوير بنيتها الإعلامية، بإدخال تعديلات على المنظومة التشريعية للقطاع، حيث أقرت العام الماضي قانونا جديدا ينظم المهنة .
ويأمل الصحافيون العاملون في الكويت أن تشكل قناة “الأخبار” نقلة نوعية في المشهد الإعلامي الكويتي وأن تنجح في منافسة القنوات الإخبارية في المنطقة، على غرار شبكات سكاي نيوز والعربية والجزيرة .
وذكر الوكيل المساعد لشؤون الأخبار والبرامج السياسية بوزارة الإعلام الكويتية أن المرحلة الأولى لانطلاقة القناة ستتضمن ثلاث نشرات أخبار رئيسية ستركز في محتواها على الشأن المحلي دون إغفال الأحداث العالمية بالتناغم مع السياسة العامة للدولة وكذا ذات الطابع السياسي والاقتصادي والرياضي والثقافي وغيرها من المجالات الإخبارية .
وقال العنزي “اعتمدنا تجهيز وتقديم نشرات اقتصادية ورياضية وجوية منفصلة في مواعيد مختلفة على مدار اليوم وسنعمل على مضاعفة فترات البث بالإضافة إلى استحداث برامج مختصة بالشؤون الاقتصادية والرياضية والاجتماعية .”
وأوضح “إننا سنبدأ في المرحلة الأولى بسبعة مواجيز إخبارية ونرفع الوتيرة عبر مضاعفة عدد المواجيز مع تصاعد الزخم في ساعات البث والتغطيات ومواكبة الأحداث والفعاليات المحلية والدولية.” وأشار إلى أن “بث قناة “الأخبار” سيمتد على مدار الساعة عبر برامج ونشرات ومواجيز وتغطيات خاصة .”
وأشار إلى أن هناك أكثر من 15 برنامجاً ستبثها القناة ما بين برامج مباشرة وأخرى مسجلة تغطي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية وغيرها بالإضافة إلى عدد من البرامج الوثائقية. كما ستكون هناك برامج حوارية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية وذلك لإثراء المادة الإعلامية وإعطاء المجال لأصحاب التخصص في إبداء آرائهم.
وحول الكوادر العاملة في قناة “الأخبار”، أكد الدكتور العنزي أن وزارة الإعلام تزخر بالكوادر الفنية والتحريرية التي أثبتت جدارتها عبر مختلف التغطيات في الأحداث والمناسبات العديدة ما يشكل رصيداً بشرياً ذا كفاءة عالية يرفع التحدي الآن في إطلاق قناة “الأخبار” في وقت قياسي .
وبين أن الوقت كان التحدي الأكبر للعاملين في قطاع الأخبار لإطلاق القناة وأنه رغم المدة القصيرة التي لا تتجاوز الشهرين للعمل على إطلاقها إلا أن دعم وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري ووكيل وزارة الإعلام ناصر محيسن وجميع الزملاء في مختلف القطاعات وإصرار الكوادر العاملة في قطاع الأخبار ساعد في تحقيق هذا الإنجاز الذي سيضيف لبنة جديدة إلى مسيرة الإعلام الكويتي .
وأكد العنزي أن مشروع قناة “الأخبار”، “حلم وطموح كل مهني ومحترف في الإعلام وقد وصلنا إلى اللحظة التي نجعل فيها هذا الحلم حقيقة وهي البداية فكما أعلنا سابقاً أننا نسير بمراحل لتطوير هذه القناة واليوم هي بداية المرحلة الأولى التي ستعقبها إن شاء الله مراحل أخرى تخدم المحتوى الإعلامي والرسالة الإعلامية لدولة الكويت .”
وبدأت وزارة الإعلام الكويتية منذ العام 2021 في تنفيذ خطة خماسية تستمر للعام 2026، وهدفها النهوض بالقطاع. وقد تم خلال السنوات الماضية إطلاق عدد من المحطات الإذاعية، فضلا عن انخراط المنظومة الإعلامية في التحول الرقمي .
وأكد وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري في وقت سابق أن الوزارة تبنت في إعدادها لإستراتيجيتها الخمسية نهجا تشاركيا في التخطيط يهدف إلى إشراك جميع الأطراف المعنية في عملية صنع القرار ما يضمن تحقيق الأهداف بشكل فعال ومستدام .
وقال المطيري إن مسيرة تقدم الوزارة وتحقيق إنجازاتها كانت وفق رؤية واضحة وهي تقديم إعلام يليق بمكانة دولة الكويت ودورها الإعلامي البارز إذ تم العمل بجد وتفان لتحقيق هذه الرؤية مستلهمين من التوجيهات السامية للقيادة السياسية في البلاد باتباع منهج الشفافية والتواصل كأساس لبناء مجتمع واع ومثقف .
وأوضح الوزير الكويتي أن القناة الإخبارية الجديدة ستكون نافذة جديدة في السياسات الإعلامية التي تؤمن أن الإعلام ملك للشعب يخاطبه ويحاوره ويشركه في صناعة الحدث .
وقال إن ذلك يتم من خلال تبني منهجية فعالة لإدارة المعرفة وتبسيطها بسردية أعمق وتحليلات منطقية للحفاظ على دقة وموضوعية الأخبار المتداولة والتحقق من مصادرها ومن هنا جاءت أهمية إطلاق القناة الإخبارية التي ستقدم نشرات ومواجيز إخبارية على مدار الساعة وبرامج ثقافية وحوارية .