جاسم العقيلي
يدرك الصحفيون أن المسؤولية التي تقع على عاتقهم كبيرة جدا بسبب اتصالهم المباشر مع الجمهور من خلال وسائل الإعلام المختلفة، لذا يجب أن تكون هنالك ضوابط وشروط وآليات تحكم الصحفي في عمله منها خلق الثقة مع الجمهور المتلقي .
إن المسؤولية الاجتماعية التي ندرك مفهومها باعتبارها كائن حي يتأثر بسياق المحيط ويتفاعل مع المتغيرات التي تتدفق مع هذه السياقات ، وإذا كان المفهوم هو رمز يشير إلى تدفق متغير واقعي فإننا نستطيع القول إن متغير المسؤولية الاجتماعية لم يكن أبدا متغيرا ثابتا ، ولكنه دائما مفهوم مفعم بالحيوية يتحرك عبر التاريخ كحقيقة تتكشف تدريجيا عن جواب أو صور عابرة أو مؤقتة واحيانا زائفة وهو ما يعبر عن مفهوم وحيوية المتغير الذي يرمز أو يشير إليه .
الصحافة تمثل نشاط الاجتماعي ينظم سلوكيات المنتمين إليها داخل مجتمعاتهم وفي المجتمع هذا النشاط تتيح عنه أشياء وعلاقات يشتبك فيها الصحفيون ووظائف يقومون بها لكي يستمر هذا النشاط الاجتماعي ، وقيم تلتزم بها هذه الجماعة ، أو تسعى للالتزام بها لكي يستمر هذا النشاط والذي يعنينا هو مدى المسؤولية الاجتماعية لهذا السلوك الصحفي .
أن التطورات الاقتصادية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية وظهور قوى الاحتكار واندفاع المشاريع نحو تحقيق المزيد من المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة للجمهور أدى إلى ظهور المستوى الاجتماعي هنالك ، وتاريخيا يعود هذا المفهوم في الصحافة والإعلام إلى تقدير لجنة حرية الصحافة الأمريكية الصادر عام1947 والذي أشار إلى أن التجاوزات التي حدثت في الصحافة ووسائل الاتصال الجماهيري لها أكبر الضرر على المجتمع.
لذا فإن المسؤولية الاجتماعية للصحافة يجب ان تقوم في أداء عمل مجموعة من الوظائف بشرط مراعاة الالتزام بقيم مهنية معينة ، والموضوعية الصحفية هي حالة ذهنية لدى المحرر أو المندوب الصحفي والتي تتضمن جهدا واعيا يهدف إلى عدم إصدار الحكم على ما يرى وعدم التأثر بأحكامه الشخصية او تحيزاته الفكرية أو العرقية أو الدينية . وتبرز أهمية المسؤولية الاجتماعية بسبب طبيعة عمل المواقع الاتصالية التي تعمل على جعل الصحفي والجمهور في موقع واحد من خلال صفة رئيسة . يتبادلون فيها الآراء والمعلومات من دون رقيب .