وصفت النائبة الكوردية في البرلمان البريطاني عن حزب العمال فريال كلارك، اقليم كوردستان بأنه مهم جداً لأي حكومة بريطانية، مشيرة الى وجود الكثير من أعضاء المجالس الكورد في عموم بريطانيا.
وقالت فريال كلارك، في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، إن “حل المسألة الكوردية في سوريا تأخر كثيراً، وهناك حاجة لأن تعمل تركيا على هذه المسألة”، مبينة أن “الحكومات البريطانية المتعاقبة طالبت تركيا بالإقرار بوجود الكورد والتعامل معهم بإنصاف، وكل عملية سلام ستحظى بترحيب العالم كله وليس بريطانيا وحدها”.
وأدناه نص الحوار:
رووداو: أود أن أبدأ باسمك، هل هو فيريال أم فريال كلارك؟
فريال كلارك: اسمي هو فَريال كلارك.
رووداو: والداك كورديان ومن ملاطيا؟
فريال كلارك: والداي كورديان ومن ملاطيا، وقد حملت اسم كلارك بعد زواجي من رجل انكليزي.
رووداو: أود أن ننتقل إلى الانتخابات الأخيرة وفوز حزب العمال في بريطانيا. كيف تمكن حزب العمال من تحقيق هذا النصر الكبير وبفارق شاسع؟
فريال كلارك: أعتقد أن للأمر أبعاداً كثيرة، كان ذلك بمثابة زلزال كبير ونصر عظيم لنا، لحزب العمال، أعتقد أن أحد أسباب هذا الانتصار الكبير هو أن الزعيم كيير ستامر قد غير الحزب، وجعله حزباً قادراً على خوض السباق الانتخابي كما ينبغي، والسبب الآخر هو أن البلد معطل الآن وقد كانت السلطة في يد حزب المحافظين 14 سنة، وأقدموا على أمور كثيرة خاطئة أدخلت البلد في حالة يأس. لهذا فإن الأسباب مزيج من قيادة جيدة لحزب العمال وإجارة سيئة للبلد من جانب حزب المحافظين لمدة 14 سنة. فلم يكن عند حزب المحافظين ما يقدمه للبلد، لكن كان لدى حزب العمال الكثير من العروض الإيجابية والقوية جداً للبلد. لهذا فزنا بهذا العدد الكبير من المقاعد.
مما لا شك فيه أن إقليم كودستان مهم جداً لأي حكومة بريطانية. أعتقد أن حكومة المحافظين السابقة كانت أيضاً مهتمة بهذه العلاقة، لكن لا أدري إلى أي مدى كانت تساند حكومة إقليم كوردستان، لكن هذه العلاقة مهمة جداً لنا، وسأعمل أنا للتأكد من أن هذه العلاقة ستتعزز وستقوى أكثر فأكثر.
رووداو: هل كانت مشكلة المهاجرين واللاجئين من بين الأسباب التي جعلت حزب المحافظين يواجه هذه الهزيمة الكبيرة؟
فريال كلارك: الأمر السيء هو أن حزب المحافظين وكدأبه في كل انتخابات، حاول استخدام مسألة المهاجرين كسياسة وطريقة لتقسيم الجماهير، لكن سياسته هذه وترحيل الناس إلى رواندا لم ينجحا، فقد كانت سياسة قاسية وغير قانونية، كما أن الناس لم يكونوا يثقون بها، لهذا لم يتمكنوا من تقسيم الناس مثلما كانوا يفعلون في السابق.
رووداو: الآن وقد آلت السلطة إليكم في حزب العمال، كيف ستحلون مسألة المهاجرين واللاجئين، فأنتم تقولون إنكم ستجعلون الحدود أقوى، ماذا ستفعلون؟
فريال كلارك: الآن، وكما تعلمون، امتلأت أعمال القناة الانكليزية وأعماق البحار بأحلام وآمال المهاجرين الذين يخوضون في رحلة خطيرة وهو أمر غير مقبول، ونحن بحاجة إلى طريقة أكثر عدالة وأفضل للتعامل مع المهاجرين، نحن بحاجة إلى طريق قانوني للهجرة، مثل الذي عندنا للأوكرانيين والأفغان الذين يستطيعون تقديم طلبات الهجرة إلى بريطانيا من ديارهم ثم يسافرون بدون سلوك سبيل الخطر. نحن نريد أن نعقد الأمور على عصابات التهريب التي تهرب المهاجرين وتنقلهم في قوارب وتعرض أرواحهم للخطر، ونريد مساءلتهم، لكي لا يستطيعوا استغلال الناس وتعريض حياتهم للخطر.
رووداو: هناك ملفات في قطاع الصحة أيضاً، كالانتظار فترات طويلة في مستشفيات بريطانيا، وقد تحول الأمر إلى مسألة ذات شأن أثارت الكثير من الجدل، أنتم في حزب العمال ما هو الحل الذي ستقدمونه لهذا الملف؟
فريال كلارك: كما تعلمون، دائرة الصحة الوطنية البريطانية هي واحدة من بين الأفضل، أو تريد أن تكون من بين الأفضل عالمياً، الخدمات تقدم للجميع بالمجان، وهي واحدة من الأكثر نفعاً عالمياً. لكن حزب المحافظين تعمد في السنوات الأربع عشرة الأخيرة تعطيل الاستثمار فيها لتتعطل الآن. خطة حزب العمال هي تنظيم 40 ألف مقابلة إضافية لأطباء للقضاء في أقرب وقت على طوابير الانتظار الطويلة تلك. هناك أكثر من سبعة ملايين شخص بانتظار العلاج، ومنها عمليات جراحية. لهذا سننظم المزيد من المقابلات، ونمول عمل الأطباء والممرضين في عطلة نهاية الأسبوع والساعات الإضافية لقليل هذه الأعداد. أما على المدى البعيد فسنستخدم المزيد من الأطباء ونضاعف عدد المقاعد الدراسية في كليات الطب، سنضيف 15 ألف مقعد دراسي في كليات الطب، ونستثمر المزيد في الممرضين والقابلات. خطة القوة العاملة تشكل مشكلة كبرى. لذا سنستثمر هذه القوة العاملة التي نحتاج إليها، وهي خطوة لم يتخذها حزب المحافظين طوال 14 سنة مضت. كان أمراً جنونياً، فبينما كنا بحاجة ماسة إلى أطباء قلص المحافظون عدد المقاعد في كليات الطب بمقدار 3000 مقعد. هذا بعض ما سنفعله لتحسين الدائرة الوطنية للصحة.
رووداو: يوجد عدد كبير من الكورد في بريطانيا، لكن قلما نجدهم في السياسة البريطانية. ما هو السبب؟
فريال كلارك: يمكنني القول إننا نعمل جيداً. كما تعلمون، كنت برلمانية عن حزب العمال في الدورة السابقة، وكذلك عندنا نديم الزهاوي الذي أصبح وزيراً للمالية وعمل جيداً مع حزب المحافظين. لدينا الكثير من أعضاء المجالس الكورد في عموم بريطانيا. أي أن الكورد يؤدون عملاً جيداً للغاية في الحكومات المحلية، كما أنهم جيدون جداً في حزب العمال. تاريخنا في بريطانيا ليس قديماً بما يكفي، لكن مع ذلك أنجزنا عملاً جيداً. أعتقد أن المزيد من الكورد سيترشحون في المستقبل، لقد فتحنا أنا ونديم الزهاوي الباب وسنتركه مفتوحاً.
رووداو: بعد فوز حزبكم في الانتخابات وتسلمه السلطة، وجه رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني التهاني لكم. هل تعتقدين أن حزبكم سينتقل بالعلاقات بين بريطانيا وإقليم كوردستان إلى مرحلة أخرى؟
فريال كلارك: مما لا شك فيه أن إقليم كودستان مهم جداً لأي حكومة بريطانية. أعتقد أن حكومة المحافظين السابقة كانت أيضاً مهتمة بهذه العلاقة، لكن لا أدري إلى أي مدى كانت تساند حكومة إقليم كوردستان، لكن هذه العلاقة مهمة جداً لنا، وسأعمل أنا للتأكد من أن هذه العلاقة ستتعزز وستقوى أكثر فأكثر.
رووداو: تعلمون الأوضاع التي تمر بروجآفاي كوردستان، هل يمكن أن يضمن حزب العمال حياة أكثر أماناً لكورد روجآفاي كوردستان، وهل ستحميهم بريطانيا؟
فريال كلارك: عانى الكورد في سوريا من مآسي كثيرة لسنوات. الهجمات التي تشنها الدول المجاورة لم تكن عاملاً مساعداً. من هذه الدول تركيا التي تهاجم باستمرار المناطق الكوردية في سوريا، وقد أثرت هذا باستمرار في البرلمان وسأواصل إثارته. إن حزبي، حزب العمل، يدعو إلى السلام في الشرق الأوسط، وسأسعى للتأكد من أن يشمل هذا السلام سلامة وأمان الكورد في سوريا. معي كثيرون في البرلمان البريطاني يدعمون الكورد في سوريا وسنوحد جهودنا معهم ونشكل رابطة للتأكد من تناول مسألة كورد سوريا ضمن جدول الأعمال. سأتأكد من أن يصل الموضوع دائماً إلى المكان المناسب وأن يلقى آذاناً صاغية.
رووداو: في شمال كوردستان أيضاً، وكما تعلمون، هناك حرب مسلحة طويلة الأمد منذ سنين. الأوضاع السياسية متدهورة ويوجد عدد من السياسيين في السجون، وعلاقات تركيا مع بريطانيا قوية، هل لحزبكم أن يساعد في استئناف عملية السلام؟
فريال كلارك: أعتقد أن المسألة الكوردية في سوريا مسألة تأخر حلها كثيراً، وهناك حاجة لأن تعمل هذه الدولة، أي تركيا، على هذه المسألة. الحكومات البريطانية المتعاقبة طالبت تركيا بالإقرار بوجود الكورد والتعامل معهم بإنصاف. وكل عملية سلام ستحظى بترحيب العالم كله وليس بريطانيا وحدها. فتركيا غير مستقرة ليست من مصلحة أحد. وعندما تضطهد تركيا واحدة من كبرى مجتمعات شعبها وتتعامل بازدراء وعنف مع أكثر من مليون شخص في البلد، ليس ذلك من مصلحة أحد. لذا لا شك أننا نرحب بعملية السلام. إن أرادت تركيا اتخاذ خطوة باتجاه عملية السلام، أنا واثقة أنها ستحظى بدعم كبير، ليس من جانب بريطانيا وحدها بل من العالم أجمع. فمن مصلحتهم أن يكون بلدهم مستقراً آمناً. أنا أتساءل دائماً لماذا لا يحاولون حل المسألة الكوردية والبدء بعملية السلام للتوصل إلى حل سلمي يتمكن من الصمود والدوام.
رووداو: أحوال كورد شرق كوردستان أيضاً سيئة. فتقارير المنظمات الإنسانية تتحدث عنها يومياً. ماذا قد تفعلون ليكون لكورد شرق كوردستان حقوق؟
فريال كلارك: من المؤسف أن الكورد لازالوا يضطهدون في منطقة الشرق الأوسط وإيران ليست مستثناة من هذا. المشكلة هي أن إيران لا تريد التنسيق مع أحد. العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات لم تنجح في الواقع. لكن آمل أن تؤدي نتائج الانتخابات الأخيرة هناك إلى سلام واستقرار أكبر ليس للإيرانيين وحدهم بل للكورد أيضاً.
أقول لشبابنا إن السياسة مهمة في كل جزء من حياتنا. مهما كانت اهتماماتك، أرجو أن تشارك في السياسة سواء أكان الحزب الذي تعمل فيه حزب العمال أو أي حزب آخر، المهم لأن تشارك في السياسة وتنشط فيها وتتأكد من أن الجميع يعرف عن الكورد.
رووداو: هل لنيل الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة حقوقهم أهمية لبريطانيا؟ وهل لدى بريطانيا ستراتيجية في هذا السياق؟
فريال كلارك: الذي يهم بريطانيا كثيراً هو أن تكون هناك دول آمنة لتتعامل معها، كما أن من مصلحة تلك الدول أن تكون لها علاقات جيدة مع الكورد في شمال العراق وكوردستان. هذه الدول بحاجة إلى أن يكون لها حلفاء في المنطقة. آمال وتطلعات الكورد تتمثل في أن تكون لهم دولة. لكن أعتقد أن من مصلحة بريطانيا وجود دولة متقدمة وعقلانية يمكن التحاور معها والتعامل معها، وأعتقد أيضاً أن الكورد أثبتوا منذ سنين عدة أنهم حلفاء جيدون للغرب ولبريطانيا.
رووداو: أود أن أسألك سؤالاً شخصياً، وبإمكانك الإجابة بالكوردية، أنا أعلم أنك تعرفين الكوردية قليلاً وأنك من ملاطيا. هل تستمعين للموسيقى الكوردية؟ وإلى من تستمعين؟
فريال كلارك: أجل، أنا أستمع للأغاني الكوردية.
رووداو: صوت أي من الفنانين هو الأحب إليك؟
فريال كلارك: هناك فنانة اسمها رۆژدا وأنا أحب صوتها.
رووداو: في بيتكم، هل كان والداك يحدثانكم باللغة الكوردية؟
فريال كلارك: أجل، كان والداي يتحدثان الكرمانجية معنا، لكن كرمانجيتنا مختلفة قليلاً. الانكليزية… والداي كانا دائماً يتحدثان الكوردية، ورغم أنها كانت كوردية محلية تخص منطقة معينة، لكن الكوردية هي الكوردية.
رووداو: اللهجة التي تتحدثين بها هي لهجة ملاطيا، وأنا أفهمكم جيداً. هل تحاولين تعليم أولادك اللغة الكوردية؟
فريال كلارك: أجل، بالتأكيد. يتحدث أخي الكوردية والانكليزية مع أولادي وأنا أريد أن يتعلم أولادي الكوردية وأن أضمن تعلم أولادي للغتي. كما سميتهم بأسماء كوردية.
رووداو: السيدة فريال هل جئت إلى كوردستان ذات مرة وهل زرت إقليم كوردستان؟
فريال كلارك: زرتها مرة واحدة في العام 2004، زرت آمد ونصيبين، لكن لم أعد إليها مذذاك منذ 2004، زرتها مرة واحدة فقط.
رووداو: ألم تزوري اقليم كوردستان؟
فريال كلارك: لا لم أزره حتى الآن، لكني سأزوره، كان أولادي صغاراً ولم أكن أستطيع السفر، لكني الآن أحب كثيراً أن أزوره في السنتين القادمتين.
رووداو: يسرنا أن تزوري كوردستان. في الختام أود أن أعرف ماذا تقترحين على شبابنا في أوروبا وبريطانيا ليكونوا أنشط في المجال السياسي؟
فريال كلارك: أقول لشبابنا إن السياسة مهمة في كل جزء من حياتنا. مهما كانت اهتماماتك، أرجو أن تشارك في السياسة سواء أكان الحزب الذي تعمل فيه حزب العمال أو أي حزب آخر، المهم لأن تشارك في السياسة وتنشط فيها وتتأكد من أن الجميع يعرف عن الكورد.
رووداو: أود العودة من جديد إلى موضوع المهاجرين وما يقال عن ترحيلهم إلى رواندا. هل يجري ترحيلهم إلى رواندا أم سيبقون في بريطانيا؟
فريال كلارك: نحن نمنع ذلك بالتأكيد، وكان أحد الأمور التي وعدنا بها هو أننا لن نرسل المهاجرين إلى رواندا. منذ أن أعلن المحافظون عن تلك الخطة، تم إرسال شخصين فقط إلى رواندا، وقد ذهبا طوعاً، ونأمل أن تتم إعادتهما وأن لا ينتهك أحد حقوقهما.
رووداو