التأخي / وكالات
أحدثت وفاة لاعب المنتخب الوطني المصري لكرة القدم أحمد رفعت هزة كبيرة في الإعلام الرياضي، وأثبتت تداعياتها أن الجمهور ناقم على المحتوى الذي تقدمه هذه البرامج باعتباره سببًا في تدهور الرياضة، وانجذب قطاع كبير من المواطنين إلى نقاشات مهنية أثارها إعلاميون شباب، تمكنوا من كشف خيوط القضية التي قد تطال مسؤولين عن الرياضة المصرية .
والتقطت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تملك عددا من الفضائيات المصرية، إشارات الجمهور سريعًا واتخذت قرارا، بوقف البرنامج الذي يقدمه الإعلامي أحمد شوبير على قناة أون سبورت، وإنهاء التعاقد معه، لأنه كان يتولى منصب نائب رئيس نادي فيوتشر قبل تغيير اسمه إلى مودرن فيوتشر، والذي لعب له اللاعب أحمد رفعت، واتهم من قبل شوبير بتناول منشطات قبل وفاته .
وقالت الشركة المتحدة في بيان لها إن شوبير “خالف القواعد المهنية وسياسات المحتوى الخاصة بالشركة، والشركة تضع احترام الرأي العام المصري في مقدمة أولوياتها”، مشيرة إلى أن الفوضى في قطاع الإعلام الرياضي تستلزم مواجهة حاسمة حرصا على حق المواطن في إعلام رياضي يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق .
وبرهنت تداعيات وفاة أحمد رفعت أن المشاهدين لهم ارتباط وثيق بوسائل الإعلام إذا وجدوا النموذج الإعلامي المهني الذي يغيب بشكل كبير عن المشهد الحالي، ويعد ذلك أحد أبرز أسباب عزوف الجمهور عن الإعلام التقليدي، وأن تغيير السياسات السابقة التي تقوم على تسطيح الأزمات وإثارة التعصب أمر حتمي الآن .
وبات إبعاد المزيد من الوجوه في الإعلام الرياضي مطروحا لصالح منح الثقة لإعلاميين شباب قد يستحوذون على جزء معتبر في المشهد الإعلامي مع توسع الفضائيات في تقديم برامج رياضية .
وحقق الإعلامي إبراهيم فايق، مقدم برنامج “الكورة مع فايق” على فضائية “إم.بي.سي.مصر” سبقاً إعلاميًا حينما استضاف اللاعب أحمد رفعت قبل أيام قليلة من وفاته، وأشار إلى تعرضه لظلم من جهات لم يسمها ساهمت في تدهور حالته النفسية وقادت إلى سقوطه خلال إحدى مباريات الدوري العام في مارس الماضي. واستكمل فايق سبقه باستضافة وكيل اللاعب نادر شوقي في حلقة حققت نسبة مشاهدة مرتفعة للغاية في يوم وفاته وكشف فيها العديد من تفاصيل ما تعرض له اللاعب .
ووجه الإعلامي إبراهيم عبدالجواد، مقدم برنامج “الهداف” على فضائية “أون تايم سبورت” انتقادات غير مسبوقة للقائمين على إدارة الرياضة في مصر وحملهم مسؤولية ما حدث مع اللاعب، وهو أمر غير معتاد في مصر، ما بعث إشارات إيجابية تؤكد أن قضايا الفساد الرياضي سيتم فتحها بحرية .
وعقب كل حلقة كانت تعلو فيها صوت المهنية تأتي الردود سريعة من الجمهور الذي اختص الإعلاميين الثلاثة بتوجيه عبارات الثناء والشكر والإشادة بالمهنية، وبدا الرأي العام لديه شغف لهذا النوع من الإعلام الذي يكشف الحقائق ويتحول إلى جهة محاسبة ورقابة على ما يدور في المشهد العام، وليس الرياضي فحسب، ما بعث رسالة بإمكانية أن يلعب الإعلام دوره المطلوب، ويسهم في إعادة الثقة مع الجمهور .