ضجة في الجزائر بين مؤثري مواقع التواصل والصحافيين

 

التأخي / وكالات

تثار ضجة واسعة في الوسط الإعلامي الجزائري على خلفية دخول مؤثري الشبكات الاجتماعية حقل التقديم التلفزيوني دون مؤهلات بل لغرض تجاري بحت ما قوبل باستهجان شعبي وصحافي، واستياء من قبل الهيئات المعنية بالعمل الصحفي التي تطالب بوضع حد للفوضى والإساءة للمهنة

حيث برزت ظاهرة تحول مؤثري الشبكات الاجتماعية في الجزائر إلى وجوه إعلامية في الجزائر رغم عدم توفر شروط الممارسة المهنية والخبرة الصحافية في استغلال للفوضى القائمة في قطاع الصحافة الجزائرية والخلط القائم بين النشاط الصحفي الذي يخضع لضوابط مهنية وقانونية، وبين النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي .

وعبّرت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين في بيان عن قلق بالغ إزاء تطورات شهدتها الصحافة الجزائرية في الفترة الأخيرة، تتعلق “بظهور أشخاص، يدّعون زورا وبهتانا الانتماء لمهنة الصحافة المحددة بوضوح في القانون العضوي المتعلق بالإعلام”، مشيرةً إلى أن “الأدهى أن هؤلاء أصيبوا بهستيريا كبيرة، من خلال تهجمهم بالسب والشتم والطعن في شرف أهل المهنة ما يمثل سابقة خطيرة لم تشهدها الساحة الإعلامية من قبل”

جاء بيان المنظمة على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أطلقها مغني راب سابق وممثل فكاهي، لقيت رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي. واستغل المؤثران شهرتهما لتقديم برامج تلفزيونية اجتماعية في قنوات محلية. كما أثيرت ضجة واسعة بعد الاعتراض على تعيين مغني الراب السابق محمد عبيدات في خلية الإعلام في مطار الجزائر الدولي، ما قوبل باستهجان شعبي وصحفي أدى إلى إلغاء تعيينه

وفي وقت سابق أثار إعلان انضمام إحدى فنانات الراي الجزائري إلى طاقم قناة تلفزيونية خاصة لتقديم برنامج فني، استياء بين أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي عامة وخريجي الإعلام والصحافة خاصة، مع أن هذه الخطوة لم تكن الأولى من نوعها على مستوى القنوات الخاصة التي عرفت استقطابا واسعا لمشاهير الفن، والرياضة والشبكات الاجتماعية

ويقول صحافيون أن بعض وسائل الإعلام غذت الظاهرة المسيئة للمهنة إذ أن العديد من القنوات هي مجرد مشروع تجاري يعتمد على نسبة المشاهدة، مما يفسر اعتماد البرامج على الموديل ومدونات الانستغرام في الموضة والجمال كمقدمات برامج، وتركيز القنوات الخاصة على هذه الشخصيات يفتح المجال لظهور دخلاء على المهنة على حساب المعلومة والذوق العام، ليصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له، وهذا ما يحدث اختلالا في منظومة القيم وعدم احترام للمهنة والعلم وأهل الاختصاص، على حد قولهم.

 

 

ويحذر هؤلاء من أن يصبح الإنتاج الإعلامي في الجزائر مشروعا اقتصاديا تُرصد له ميزانيات مالية ضخمة، وهدفه تجاري بحت لمستثمرين أدركوا أهمية ذلك القطاع الحيوي الذي يدرّ الأرباح. وحتى المرأة كمقدمة برامج يتم التعامل معها مثل أية سلعة، وهو ما دفع بعض مشاهير الشبكات الاجتماعية إلى التهجم على الصحافيين بالسب والشتم، والطعن في شرف أهل المهنة ما يمثل سابقة خطيرة لم تشهدها الساحة الإعلامية من قبل .

قد يعجبك ايضا