متابعة التآخي
وصفت شبكة ذا ناشيونال الدولية للأنباء جهود مكافحة الفساد التي تقوم بها السلطات العراقية بـ “المزحة”، فيما أكدت سقوط البلاد كليا تحت سيطرة شبكات رعاية الفساد التابعة لجهات سياسية رسمية.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها ، أن “العراق يخوض اليوم معركة خاسرة ضد الفساد استمرت لما يزيد عن عشرين عاما، ولم يتمكن خلالها من تحقيق أي نصر يذكر”، مشيرةً الى “هروب المتهمين بقضية سرقة القرن من المسائلة القانونية”.
وذكرت الشبكة أن “الخبراء أكدوا بان مشكلة العراق التي تمثل عائقا يمنع تمكنه من الانتصار في الحرب على الفساد هي تورط جهات سياسية عديدة بشبكات الفساد ورعايتها بشكل مباشر”، مبينةً أنه “من المستبعد ان تتمكن حكومة السوداني او لجانه لمكافحة الفساد من محاسبة مسؤولين رفيعي المستوى في أجهزة الدولة والأحزاب السياسية المشكلة للحكومة”.
احد المسؤولين عن لجنة مراجعة السجلات الحكومية السابقة، صرح للشبكة بشكل سري مؤكدا لها “ان أي بحث في قضية فساد كبرى يقود الى ارتباطات بجهات سياسية رفيعة المستوى، لا توجد سرقة كبرى لم يتم منح تلك الجهات حصة منها”.
وتابع القول إن “الدرجات الخاصة هي احد اكبر عوامل الفساد الكبير في البلاد، حيث يتم تعيينهم من قبل مجلس الوزراء ويستحيل ازالتهم من مناصبهم او نقلهم حتى من قبل الوزير المسؤول عن المؤسسة التي يعملون فيها، حيث يتطلب ذلك موافقة مباشرة من مجلس الوزراء ذاته، الامر الذي يجعل من إزالة الفاسدين منهم امرا مستحيل خصوصا اذا كانت لهم ارتباطات وثيقة بجهات سياسية داخل مجلس الوزراء”.
الشبكة بينت أيضا أن “خبراء اخرين ومسؤولين محليين في العراق رفضوا الكشف عن هوياتهم، اكدوا أن “المناصب الخاصة يتم منحها في العادة لشخصيات غير كفؤة او مرتبطة بجهات سياسية متنفذة يقومون بالعادة باستغلال مناصبهم للحصول على أموال غير قانونية يمولون عبرها تلك الجهات”.
من جهته، أكد الباحث في مركز تمكين السلام في العراق عمر النداوي، للشبكة أيضا، ان “التحدي الأكبر الذي يواجه لجان مكافحة الفساد في العراق هي غياب الكوادر الكفؤة او تلك التي لا تخشى التعرض للترهيب من قبل الأحزاب السياسية”، مشددا “بعد عشرين عاما من نمو نظام شبكات رعاية الفساد الرسمية، بكل بساطة لم يعد هنالك العديد من المسؤولين النزيهين او القادرين على تولي مسؤولية مكافحة الفساد في الدوائر الرسمية والدخول في حرب مع تلك الجهات”، على حد تعبيره.
مدير مركز اتويكا رسك الاستشاري كيروك سويل، وصف جهود مكافحة الفساد في العراق بانها “مزحة”، موضحاً أن “رئيس المفوضية الجديد ذو ارتباطات سياسية والسابق فشل تحت إدارة سلطتين في تحقيق أي نتائج ملموسة بجهود مكافحة الفساد”، بحسب قوله
ترجمة –بغداد اليوم