التآخي – ناهي العامري
استضاف منتدى بيتنا الثقافي الناقد والمؤرخ مهدي عباس لتقديم محاضرة بعنوان ( التحديات التي تواجه صناعة السينما في العراق).
تطرق عباس في بداية محاضرته عن بدايات السينما العراقية قائلا: كانت البدايات فيها نوع من المباشرة والتقريرية لان التجربة حديثة، وفي ستينات القرن الماضي قدم المخرج حكمت أمين عدد من الأفلام منها قطار الساعة السابعة، وهو فلم تجري أحداثه في نهار واحد، وأيضاً أوراق الخريف، بطولة سليم البصري، وبعد أن حقق نجاحات سافر المخرج حكمت أمين الى امريكا، حيث أخرج هناك ١٢ فلما روائيا، جميعها من نوع الاكشن الطويلة.
واضاف عباس: في عام ١٩٥٩ تأسست مصلحة السينما، وهي مؤسسة حكومية، انتجت افلام قصيرة ، اطول فلم كان الطريد ٤٥ دقيقة، عرض في سينما اطلس، واكثر فلم حقق نجاحا كبيرا هو فيلم الضامئون الذي انتجته المؤسسة العراقية للسينما التابعة للمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون، وفلم الحارس لخليل شوقي الذي عرض في سينما الخيام عام ١٩٦٧، وعرض في مهرجان قرطاج وحاز على الجائزة الذهبية، اما المؤسسة العامة للسينما والمسرح بدأت بفلمين هما، الرأس لفيصل الياسري، حقق نجاح كبير وبيوت في ذلك الزقاق، عرض في سينما بابل عام ١٩٧٧. كذلك فلم يوم آخر، من الافلام الجميلة، الذي اخرجه صاحب حداد، فلم الاسوار حاز على جائزة افضل فيلم في مهرجان دمشق السينمائي، فلم المسالة الكبرى الذي تحدث عن ثورة العشرين.
ثم عكف الناقد السينمائي مهدي عباس الى السينما اثناء الحرب العراقية الإيرانية وقال: اصبحت السينما تعبوية
اثناء الحرب، وتم انتاج فيلم الحدود الملتهبة لصاحب حداد، ومن ثم صخب البحر، وبعد الملل الذي لازم المتفرج من افلام الحرب، بدأ انتاج وصنع افلام كوميدية، مثل فائق يتزوج إخراج ابراهيم عبد الجليل، وحب في بغداد و ١٠٠٪ ثم جاء فلم القادسية الذي حقق ارباحا عالية.
ثم عرج على صناعة السينما في كوردستان، قائلاً: ان الافلام الروائية الطويلة في كوردستان بدأت في عام ١٩٩٠ وهي اليوم الأهم والأكبر في السينما العراقية، ورغم وجود ثلاث مديريات للسينما وهي اربيل، سليمانية، دهوك، الا ان هناك نجد كل الافلام، ومعظمها ينتجها القطاع الخاص، حيث ينتج الاقليم سنويا بين سبعة الى عشرة افلام طويلة، فضلاً عن عشرات الافلام القصيرة، علما ان جميع الأفلام الطويلة تعرض في دور عرض الاقليم، وتحقق اقبالا جماهيرياً طيبا.
كما لم يغفل عباس في محاضرته عن ذكر الفساد المالي الذي يحدث في المهرجانات الدولية، منها مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية، حيث حدثت جريمة (كما يقول ) في الاختلاس والرشاوي التي حدثت في وقتها، وكشاهد راى بام عينه كيف يتم اختلاس الاموال، وذكر بأنه تم رصد مليار وربع لاجل انتاج فلم هزيل لم يعرض سوى في المهرجان، ولاجل تمرير الموافقة على صرف الاموال الطائلة على ذلك الفلم، تم رشو الوزير بمئة مليون دينار وهدية سيارة بثلاث شدات لمدير الحسابات، واضاف انه استلم مليون دينار عن ترجمة فلم طويل، وبالصدفة اطلع على قائمة الحسابات ، مثبت فيها خمسة ملايين اجور ترجمة الفلم.