أربيل – التآخي
أعلن مدير مركز تنسيق الأزمات بوزارة داخلية إقليم كوردستان، حسين كلاري، أن عدد النازحين واللاجئين في إقليم كوردستان، يبلغ حالياً 930 ألفاً و888، مبيناً أن تكلفة الرعاية التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان لهم، تبلغ نحو 3 دولارات للشخص الواحد في اليوم، في وقت تقلص منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المساعدات التي تقدمها لهم.
حسين كلاري، أبدى خلال مشاركته في برنامج حدث اليوم “رووداوي أمرو” من شبكة رووداو الإعلامية، يوم (30 كانون الأول 2022) استغرابه لما ذكرته وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، ايفان جابرو، بشأن اغلاق المخيمات في إقليم كوردستان، مشيراً إلى أنهم شاركوا في اجتماع لجنة الإغاثة بمشاركة الوزيرة في (5 كانون الأول 2022)، ولم يتم التطرق لهذا الأمر.
وكانت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان جابرو، قد قالت في مؤتمر صحفي يوم (29 كانون الأول 2022)، إن “توجه الحكومة هو اغلاق ملف المخيمات التي توجد غالبيتها في إقليم كوردستان”.
مدير مركز تنسيق الأزمات بوزارة داخلية إقليم كوردستان، شدد على أن حكومة إقليم كوردستان تريد أن “تكون عودة النازحين طوعية، وعبرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في الاجتماع الذي أشرت اليه عن الموقف ذاته، وقالوا لنا بأنهم كانوا يعارضون موقفنا حتى العام الماضي، لكنهم توصلوا إلى أن وجهات نظر إقليم كوردستان هي الأصح، حيث لا يمكن إجبار المواطنين على العودة إلى مناطقهم، لكن ما جرى الحديث عنه أمر جديد، ولم يتم التنسيق معنا بشأنه”.
بشأن ما إذا كان من الممكن إغلاق ملف النازحين خلال 6 أشهر، قال حسين كلاري إنه “قبل كل شيء عليهم حل العوامل التي دفعت المواطنين إلى النزوح، ومن ثم يفكروا في إعادتهم”، متسائلا: “هل تمت إعادة البنى التحتية والأمن في تلك المناطق إلى حالتها الطبيعية، كي يعود المواطنون اليها؟ هل التقوا بالنازحين في إقليم كوردستان، ليستمعوا إلى مطالبهم عن كثب، قبل أن يحددوا سقفاً زمنياً لعودتهم؟”.
ومضى يقول: “نحن في حكومة إقليم كوردستان مع العودة الطوعية للنازحين، والذين وصل عددهم بعد حرب داعش إلى نحو مليونين ونصف”، مشدداً على أن حكومة إقليم كوردستان لم تطلب من المواطنين التوجه إلى إقليم كوردستان، “لكننا فتحنا أبوابنا أمامهم، ووفرنا لهم أماكن داخل مدن وبلدات إقليم كوردستان وفي المخيمات، وقدمنا ولانزال المساعدة لهم”.
وأشار إلى أن “أعداداً منهم عادوا إلى مدنهم بهد انتهاء حرب داعش، ولدينا فريق العودة الطوعية الذي يضم ممثلين عن وزارة الداخلية، الآسايش، مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، وتشارك جهات أخرى أيضاً في الزيارات اليومية للمخيمات، لمعرفة الراغبين في العودة إلى مناطقهم، أي لا يوجد أي مانع من جهتنا على عودتهم”.
حول أعداد النازحين في إقليم كوردستان، بيّن أن نحو 330 ألفاً منهم من أهالي قضاء سنجار، وهم من الإزيديين من سكنة أطراف المدينة، كما هناك نازحون آخرون من نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى، مشيراً إلى أنهم “يقولون لنا إننا لن نعود ما لم يعود الأمن إلى مناطقنا ويضمنوا سلامتنا”.
مدير مركز تنسيق الأزمات بوزارة داخلية إقليم كوردستان، لفت إلى أنه فيما يتعلق بالوضع في سنجار، “لم تنفذ أي من فقرات اتفاقية سنجار” بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية، مؤكداً أن “النازحين غير مستعدين للعودة إلى مناطقهم قبل تنفيذها”.
وأشار إلى أن “أكثر من 10 آلاف نازح عادوا إلى سنجار، تركوها مجدداً خلال 72 ساعة، بسبب الاشتباكات التي وقعت بين حزب العمال الكوردستاني والفصائل التابعة له من جهة، والجيش العراقي من جهة أخرى، مطلع شهر آيار 2022″، مضيفاً أن نازحين من مناطق مثل جرف الصخر يقولون بأنه “لا يسمح لهم بأي شكل بالعودة” إلى ديارهم واستعادة أراضيهم.
يشار إلى أن وزيرة الهجرة والمهجرين قالت في مؤتمرها الصحفي إن الوزارة تنتظر “الضوء الأخضر من الأجهزة الأمنية” كي تعيد العوائل النازحة من جرف الصخر.
حول عدد النازحين واللاجئين في إقليم كوردستان، قال حسين كلاري إن “مجموع النازحين واللاجئين في إقليم كوردستان يبلغ 930 ألفاً و888، منهم 665 ألفاً و204 أشخاص نازحون داخليون من المحافظات الأربع التي أشرت اليها، وبإمكاني القول إن نسبة 45-48% منهم من أهالي سنجار”، أما اللاجئون فيبلغ عددهم “265 ألفاً و684 شخصاً، أغلبهم من سوريا، والآخرون من تركيا وإيران، وحتى فلسطين”.
وبيّن أن “هناك 36 مخيماً في إقليم كوردستان حتى الآن، 10 منها مخصص للاجئين السوريين، و10 منها للنازحين الداخليين”، منوّهاً إلى أن “26% من النازحين واللاجئين يعيشون في المخيمات، و74% منهم خارجها”.
بشأن تكلفة الرعاية التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان لهم في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم، قال إنها “تبلغ 2.5-3 دولارات للشخص الواحد في اليوم”، موضحاً أن “مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية كانت تقدم مساعدات كبيرة لنا في السابق، لكن هذه المساعدات تشهد تقليصاً مستمراً منذ عام 2021”.
في هذا السياق أوضح أن “منظمة اليونيسف، وهي من المنظمات التابعة للامم المتحدة، أوقفت اعتباراً من (1 تموز 2022)، كل الخدمات التي كانت توفرها للمخيمات، والمتمثلة في أعمال النظافة وتوفير المياه لها، كما قلص برنامج الأغذية العالمي “المبالغ النقدية التي كان يمنحها للنازحين واللاجئين لشراء المواد الغذائية، بنسب بلغت 50% في بعض المخيمات و80% في مخيمات أخرى”.
ونوّه إلى أن مفوضية اللاجئين التي تعد جهة رئيسية في تقديم المساعدات للنازحين، داخل وخارج المخيمات، أبلغت حكومة إقليم كوردستان رسمياً، بأنها “ستقلل الميزانية المخصصة لهم بنسبة 30% العام المقبل، الأمر الذي يزيد العبء على عاتق حكومة إقليم كوردستان مرة أخرى”.