حسن سليفاني
إقترب مني وقال : أحاضر لتأتي معي ؟
قلت له : لا
قال : لم ؟ قلت : لقد وعدتها بنزهة في جزيرة لم أرها بعد ، وان نسير حفاة على شاطئها الذي ربما سيغرينا للغوص في مائه اللازوردي .
ربما لأول مرة في حياتة الأزلية يبتسم ، قال :
– سأقول له ذلك
قلت : انه أوصانا بحب الحياة والجمال ، وهي كما يعلم هو، تكاد تصنف ربة اخرى للجمال المهذب ، عدى أنها مفعمة بالحب ، وفرح خفي ينساب من ثنايا شعرها المحب لأصابعي . ابتسم ثانية وغاب بلحظة فائقة في لبسه الابيض كالثلج . ثم بعد دوي البرق وضوئه المخيف ، سمعت هاتفا قريبا من صوته، قبل ان افتح ممر الماء الذي سيؤدي لخارج البيت بإنسيابية ، يقول : اذن لك بجني لوزك الذي سينضج بعد ايام والأكثار من القبل ، على ان تفي بوعدك.
رفعت رأسي الى السماء الماطرة بغضب ، وقلت لمن كان يمتطي غيمة داكنة :
شكرا يامن إنتصرت لها .
إبتسمت طفلتي التي كانت قرب الشباك وقد سرقت كثيرا من سيمائها ، وتراقب جداول الماء التي افترشت حديقتنا من جهة الجبل ، وتشق كالبرق طريقها لحوش البيت والباب الابيض المؤدي للخارج . و قالت : وه ره جايىَ فه خوه ( تعال اشرب شايك )
قبلتها بعيني وقلت لها : ( بلا ئه فه ئه ز هاتم ) حسنا ها أنا آت .
لكن بالله عليك هلا قلت لي ، كيف ارتسمت صورتك على زجاج النافذة بتلك الابتسامة الشاسعة كفيضان مطر الليلة ؟
دهوک – نوروز – ٢٠-٣-٢٠٢٤