الحرب الاسرائيلية الايرانية وخفاياها

لطيف دلو

المعركة الدائرة اليوم بين اسرائيل وايران بالصواريخ طويلة المديات والطائرات هي بداية للنسخة الثانية بعينها من الحرب العراقية الامريكية ونتائجها معلومة مسبقا حيث استخدمت امريكا وسائل عديدة لانهاك العراق لسنوات طويلة في تجويع الشعب وزوال سيادة البلاد واضعاف قواته المسلحة الى حد يرمي الجنود اسلحتهم دون قتال كما عاصرنا اوضاع تلك الحرب واجبرت الحكومة العراقية في خيمة صفوان التوقيع على ورقة بيضاء لها لانهاء الحرب ومن ثم جرى ماجرى من انتهاكات الى ان اسقطت الحكومة العراقية بكافة مؤسساتها الادارية والعسكرية والامنية في 9 نيسان 2003 ولم تستقر الاوضاع السياسية الى اليوم وإن تبحث عن خيوط هذه الكارثة سيؤدي بك السبيل الى الخطأ الذي ارتكبته الحكومة العراقية في توقيع اتفاقية الجزائر للقضاء على الثورة الكردية بمنح نصف شط العرب الى الد اعداءه شاه ايران مقابل عدم منح الكرد حقوقه القومية.

اما المعركة الدائرة منذ ثلاثة أيام بالصواريخ والطائرات بين ايران واسرائيل بالنيابة عن امريكا المشاركة في الدفاع  عن اسرائيل ضد الهجمات الايرانية دون الهجوم لا بالطائرات والصواريخ و لا الهجوم البري هي من ادق الخطوات العسكرية القتالية لامتصاص امكانيات ايران العسكرية الضخمة في المناوشات البعيدة التي لاتكلف الا خسائر مادية قد تعوض باقصر وقت وبنسبة ارواح قد لاتذكر لو حدثت الحرب المباشرة على الحدود الايرانية بالنسبة لاسرائيل وامريكا ومن وجهة اخرى قتل واغتيال قادة وعلماء ايران النوويون والفيزياويون وانهيار معنويات قواتها وتدمير بنيتها التسليحية بكافة انواعها وتجفيف منابع ادارتها بالضربات الاسرائيلية ولشدة المعارك وضراوتها قد لا تطول كما حدثت في العراق وتحقق امريكا غايتها في اضعاف امكانيات ايران القتالية من جهة والاحتفاظ بقواتها القريبة من ايران من الخسائر واستعدادها للهجوم البري باسرع وقت وباقل الخسائر إن لم تخضع ايران لتسليم مشاريعها النووية كما حدثت في ليبيا او يكون مصيرها كما حدث في العراق.
الحروب تحسم القوة نتائجها وليس التهديدات التي لا تجلب إلا الويلات والكوارث لاصحابها .  

قد يعجبك ايضا