الفنان نجاح عبدالغفور في حوار خاص مع التآخي

 

 

حاوره :  جاسم حيدر / التاخي

 

كان لشقيقه الفنان الراحل صلاح عبد الغفور الأثر الكبير في حياته و مسيرته الفنية، حيث يتذكر جيدا ما  قاله له شقيقه الراحل الفنان صلاح عبد الغفور وهو في طريقه إلى برنامج ” ركن الهواة” الذي كان يعده ويقدمه الفنان المرحوم (كمال عاكف) في عام (1972) : الفن ليس فيه واسطة فاذهب وقدم فنًا جميلًا و سوف تجتاز لجنة الإختبار.

وفعلا ذهب وغنى مقام المخالف و نجح في الاختبار إلى جانب المطرب الريفي فرج وهاب، واعتمدوهم ضمن فرقة الإنشاء.

ذلك هو الفنان والملحن نجاح عبد الغفور الخالدي ولد في ناحية السعدية بمحافظة ديالى عام 63 من عائلة معظم افرادها يمتلكون الصوت الجميل والاداء الجيد في المدائح النبوية وتلاوة القرآن الكريم وحفظ المقامات ومن هذه البيئة تعلم العديد من الاغاني الجميلة بصوته المقتدر .

 

كما قدم الملحن نجاح عبد الغفور العديد من الالحان الرائعة لمجموعة من المطربين العراقيين الكبار، قدم لشقيقه الاكبر صلاح عبد الغفور اغنية (شلونك عيني شلونك) من كلمات فلاح عسكر و اغنية (لاتذب الصوج بيه) من كلمات كاظم السعدي وقدم اغنية (تمنيتك) كلمات سعدون قاسم واغنية (شنسه منك) كلمات اسعد الغريري واغنية (الرحيل) من كلمات كريم العراقي .

 

“الحمدلله لحد الان مستمر في تقديم العطاء الفني على الساحة الغنائية، أعمالي الفنية هي أغنية ( على كردستان ياعيني )، وأغنية ( بصرتنا الحلوة )، وايضا أغنية ( بغداد )، لها وقع كبير في قلبي لما تحمله من اسم ( بغدادنا ) ،علما أنني  أرسلت الأغنية إلى القنوات التلفزيونية والأذاعية العراقية، ولكن دون جدوى ،لكن الأعمال الغنائية الهابطة، أصبحت محط إهتمام القنوات العراقية، بدلا عن إهتمامها بالأغاني الأصيلة”

 

قدم للفنان فاضل عواد اغنية (اسف على اللي جرى) من كلمات مكي الرباعي، وقدم للفنان رياض احمد اغنية (ما اريد اشوفك بعد) من كلمات الفنان سعدون قاسم وأغنية (ولو كلمن قسمته) للشاعر بشير العبودي ومن أداء الراحل محمود شاكر وأغنية (أنا اللي كلت التوبة) كلمات حسن الخزاعي للمطرب احمد نعمة ، وأغنية (شلونك عيني شلونك) والتي لحنها لشقيقه الفنان الراحل صلاح عبد الغفور، غنوها العديد من المطربين العراقيين والعرب والفنان التركي إبراهيم تاتلسس، قلنا له :

 

*كيف كانت البدايات، ثم أنت لم تتصادم مع الاهل بسبب الفن؟

 

– كانت بداياتي في المراحل الدراسية الاولى حيث كنت اشترك في المهرجانات الطلابية والمناسبات والأعياد مع مجموعة من الطلبة ، وبعدها التحقت للدراسة في معهد الدراسات النغمية لصقل موهبتي في العزف والغناء ولمعرفة أصول الغناء العراقي .. اشرف على دراستي في تلك المرحلة كبار الفنانين والموسيقيين العراقيين وهم اصحاب الفضل علي ، كانت اول مشاركاتي في مهرجان للمقام العراقي في أواخر السبعينات بحضور عميد المقام العراقي الاستاذ ( محمد القبانجي ) وبعدها قدمت ألحان عديدة في عقد الثمانينات لكبار المطربين والمطربات أمثال ( فاضل عوّاد ، صلاح عبد الغفور ، رياض احمد ، احمد نعمة ، حميد منصور ، ياس خضر ،امل خضير ، سرمد عبدالجبار  ، محمود شاكر ، جاسم حيدر ) وعدد اخر من المطربين الرواد والشباب، لم تعترض العائلة على دخولي الفن كونها متذوقة للفن و قد سبقني في ذلك شقيقي الراحل صلاح عبد الغفور، والذي كان وما يزال ملهمي في كثير من اعمالي الفنية والغنائية، واعتبره استاذي ومعلمي وهو اول من تبناني فنيا، وتتلمذت على يديه كما الملحنين والمطربين الكبار.

 

* أين أنت الآن؟!

– كنت ولا زلت و سأبقى في بلدي العراق، فقد تلقيت الكثير من العروض و كانت أمامي فرص كثيرة لاسافر واتغرب، لكنني لا أستطيع العيش بعيدا عن أرضي و شعبي ، ولست نادما على ذلك، فهذا البلد صاحب فضل علينا جميعا.

 

نجاح عبد الغفور : أحرص على تقديم الموسيقى والغناء العراقي الاصيل و مستمر بعطائي الفني

 

 

* ماذا عن أمنياتك في ظل الأوضاع التي نعيشها؟!

– امنيتي ان يسود السلام والحب والوئام وان يعم الخير في كل العالم ويعيشون الناس في طمأنينه لا حروب ولا دمار  وان يسود الحب والسلام بين الناس .

 

* حدثنا عن فرقة ناظم الغزالي التي تقودها انت؟

–    تخليداً للفنان الكبير الراحل ناظم الغزالي وإحياء لذكراه العطرة أسست فرقة تحمل اسمه ( ناظم الغزالي ) وهي فرقة مؤلفة من مجموعة الأساتذة الموسيقيين الكبار ، تقدم الفرقة في الحفلات والمهرجانات مجموعة من الأغاني العراقية التراثية ، ولها عدة مشاركات محلية وعربية.

 

* ما هي أسباب انتشار الأغنية العراقية عربيا؟!

– ان ما يميز الغناء العراقي تنوع ألوانه وأطواره ، فالغناء العراقي ينبع من تضاريسه الجغرافية ، فتجد الغناء الريفي يغنى بأطوار سلسلة محببة وبهدوء يرمز الى الهور والنهر و المشاحيف ، وتجد الغناء في المنطقة الغربية هو ( البداوة ) وتجد في كوردستان الغناء ( الجبلي ) الرخيم ، اما في بغداد فهناك المقام العراقي الذي تفرد بهذا النوع من الغناء عربياً ، فهذه الألوان والإشكال جعلت انتشار الاغنية العراقية وسماعها في جميع الدول العربية لانها تحمل هوية حقيقة أصيلة ، كذالك هناك دور مهم للفنانين العراقيين اللذين يحيوا الحفلات في عدد من الدول العربية وغناهم للأغاني العراقية التراثية اضافة الى فرسان الاغنية العراقية اللذين لهم قاعدة جماهيرية عربية أمثال ( سعدون جابر ، فؤاد سالم ، ياس خضر ، سعدي الحلي ، كاظم الساهر ) وغيرهم .

 

مشاركتي الأولى في مهرجان المقام العراقي حضرها محمد القبانجي

 

* ماذا قدمت خلال هذا العام من الاعمال الفنية ؟

– شاركت بالحضور والمشاركة في عدة مناسبات وقدمت اغاني عراقية وابتهالات دينية و هكذا، وحصلت على عشرات الدروع والشهادات التقديرية، وذلك تثمينا وتقديرا لما قدمته خلال مسيرتي ومشاركاتي المحلية و الدولية.

 

* كيف تنظر إلى اغاني اليوم؟

– بصراحة موجة الاغاني الهابطة سيطرت على معظم الساحة الغنائية، وادت الى افساد الذوق العام ، خاصة لدى جمهور الشباب، ولكن هذا لا ينفي اطلاقا وجود مشاريع غنائية شبابية، لربما سيكون لها مستقبل ناجح اذا صقلت موهبتها بالدراسة ومعرفة ضروب الفن الغنائي.

 

 

* أين تجد نفسك أكثر، ملحنا أو مطربا؟

–  اجد نفسي موسيقارا ، ولست ملحنا ومطربا فقط، فانا عازف مطرب ومايسترو ، وقد شاركت في العديد من المهرجانات الفنية المتخصصة بالغناء والعزف وقيادة الفرق، داخل وخارج العراق.

 

* حدثنا عن قدراتك في مجال التلحين ؟

–   قدمت ألحانا لأبرز الفنانين  العراقيين من بينهم الفنان الكبير المرحوم صلاح عبد الغفور  والفنان الكبير فاضل عواد  والفنان الكبير المرحوم رياض احمد  والفنان الكبير حميد منصور والفنانة الكبيره أمل خضير  والفنان عارف محسن  والفنانة  فينوس  وللعلم انا كنت ضمن الفرقة الموسيقية  التي عزفت مع الفنانين  وديع الصافي  والفنان  عبد الله رويشد  والفنانة  نزهت يونس  وغيرهم،  ولديّ  العديد من الالحان قدمتها  للوطن  وابتهالات  دينيه في مناسبة شهر رمضان الكريم.

 

* وهل شاركت مع فرق موسيقية معروفة ؟

–  نعم، كنت عضوا في الفرقة العراقية الموسيقية الذي كان يشرف عليها الفنان الراحل منير بشير. ..وعضو في فرقة  التراث الذي كان يشرف  عليها الراحل منير بشير أيضا . وعضو في الفرقه النغميه المركزية الذي كان يشرف عليها الفنان فاروق هلال.

 

 

* برأيكم، ما هي اهم مقومات نجاح الفنان ؟

 

– ان أهم مقومات اي فنان أن يكون محبا لفنه يعشقه ويسعى من أجل أن يقدم الافضل دائما لكي يحافظ على حب جمهوره له لذا مطربات العراق في جيل الزمن السابق كان لهن هدفهن الاول أسعاد الناس في اختيار المفردة الغنائية والملحن الذي يمكن بحسه المرهف أيصال ذلك الصوت الى أكبر عدد من المستمعين ولاسيما عندما كانت الاذاعة الوسيلة الوحيدة فعدد من الفنانات كن يقدمن الاغاني في الملاهي المهم أن يسمع الناس، وهكذا ظلت اسماء الكثيرات خالدة في الذهن ومن منا لايتذكر أو يردد الى الان (كلبك صخر جلمود، غريبة من بعد عينج يا يمه، أدير العين ماعندي حبايب وعشرات الاغاني هذا هو سبب بقائها خالدة الى يومنا هذا.

 

 * اذن كيف يمكن ان نرتقي لغناء راق ؟

– الاعمال الموسيقية الجيدة موجودة الآن ولكن شحيحة مقارنة مع (الزبد الذي يذهب جفاء)، ولكي نستطيع الوصول الى الاصيل لابد من البحث والجهد من خلال المعاهد الموسيقية في صقل المواهب بالتعلم أضافة الى الاكثار من برامج المسابقات للاصوات الشابة لكي نكتشف من بينهم الجيد.

 

* بعيدا عن الغناء، انت ضليع في اداء الابتهالات الدينية ؟

– نعم، قدمت العديد من الاعمال الفنية من خلال مشاركاتي في عدد من المهرجانات المحلية (مهرجان الاغنية العراقية) ومهرجان (المقام العراقي) و(مهرجان النصر الكبير) الذي قدمت به عدد من الأغاني الوطنية، اضافة الى تقديمي (ابتهالات دينية) في شهر رمضان المبارك ، وكانت من أعمالي تقديم قصيدة عن الامام الحسين (ع) وعرضت في قناة العراقية قبل سنوات.

 

# ماذا عن اخر اعمالك الغنائية ؟

الحمدلله لحد الان مستمر في تقديم العطاء الفني على الساحة الغنائية، أعمالي الفنية هي أغنية ( على كردستان ياعيني )، وأغنية ( بصرتنا الحلوة )، وهي من كلمات الشاعر راسم كمال، ومن ألحانه وغنائه .

وايضا أغنية ( بغداد )، لها وقع كبير في قلبي لما تحمله من اسم ( بغدادنا )”، وعلما أنني  أرسلت الأغنية إلى القنوات التلفزيونية والأذاعية العراقية، ولكن دون جدوى ،لكن الأعمال الغنائية الهابطة، أصبحت محط إهتمام القنوات العراقية، بدلا عن إهتمامها بالأغاني الأصيلة، ومؤخرا طلب الفنان محمد عبدالجبار مني ومن الشاعر بشير العبودي  أعاد اغنية (ولو كلمن قسمته) سبق غناها الراحل محمود شاكر  وعلما الفنان محمد عبدالجبار قدم الأغنية بأداء وإحساس جميل .

 

*كلمة أخيرة؟

– شكري وتقديري لكم ولصحيفة التآخي الغراء، لتسليطكم الضوء نحو مسيرتي الفنية وأهم المحطات فيها، متمنيا لكم التوفيق والازدهار.

قد يعجبك ايضا