إبراهيم خليل إبراهيم
رسالة الإنسان في الكون الإعمار والبناء ولكن هناك من يخرب ويدمر وغاب عن أولئك أن الإنسان مهما طال عمره في الحياة الدنيا فمصيره إلى الدار الآخرة ولن يأخذ معه سوى عمله الذي قدمه في الدنيا ولكن في خضم التوترات المتصاعدة بين دولتي إيران وإسرائيل برزت صواريخ الهايبرسونيك التي تعد ثورة عسكرية وربما تُغير ميزان القوى في العالم وكسلاح يُعيد تشكيل المشهد العسكري والجيوسياسي في المنطقة وهذه الأسلحة المتطورة تتجاوز سرعتها خمس مرات سرعة الصوت وليست مجرد تطور تكنولوجي بل رمز لسباق تسلح جديد يُهدد بتغيير قواعد اللعبة.
صواريخ الهايبرسونيك تتميز بسرعتها الهائلة التي تتجاوز أكثر من 6170 كيلو متر في ساعة وقدرتها على المناورة داخل الغلاف الجوي على عكس الصواريخ الباليستية التقليدية التي تصل إلى سرعات عالية خارج الغلاف الجوي ثم تتبع مسارًا متوقعًا وتطير صواريخ الهايبرسونيك على ارتفاعات منخفضة نسبيًا داخل الغلاف الجوي مما يتيح لها تغيير اتجاهها وارتفاعها بمرونة وهذه القدرة تجعلها صعبة التتبع والاعتراض مما يُشكل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي .
تتميز صواريخ الهايبرسونيك بعدة خصائص تجعلها مختلفة عن الصواريخ الباليستية التقليدية فبينما تصل الباليستية إلى سرعات هايبرسونيك خارج الغلاف الجوي فإن الهايبرسونيك تحافظ على سرعتها العالية داخل الغلاف الجوي وتتبع الصواريخ الباليستية مسارًا ثابتًا يسهل التنبؤ به بينما تتمتع صواريخ الهايبرسونيك بقدرة فائقة على المناورة مما يسمح لها بتفادي أنظمة الدفاع و تطير الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية خارج الغلاف الجوي بينما تتحرك صواريخ الهايبرسونيك على ارتفاعات منخفضة مما يقلل من فرص رصدها وبفضل سرعتها ومناوراتها تُعتبر صواريخ الهايبرسونيك أصعب بكثير في الاعتراض مقارنة بالصواريخ الباليستية وفي شهر يونيو عام 2023 كشفت إيران عن صاروخ فتاح 1 وهو أول صاروخ هايبرسونيك لها بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر وبحلول نوفمبر 2023 طورت إيران نسخة محسّنة وكانت صواريخ فتاح 2 المزودة برأس حربي منزلق يعزز دقة الصاروخ وقدرته على اختراق الدفاعات وفي أكتوبر 2024 استخدمت إيران هذه الصواريخ في هجمات استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية مما أظهر تقدمًا ملحوظًا في قدراتها العسكرية وتُعد هجمات أكتوبر 2024 التي شملت إطلاق حوالي 200 صاروخ بما في ذلك صواريخ فتاح1 و2 دليلاً على تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل واستهدفت هذه الهجمات قواعد جوية إسرائيلية مثل نيفاتيم وتل نوف مما تسبب في أضرار محدودة ولكنها أبرزت قدرة إيران على تحدي أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة وهذا التطور يعكس دخول المنطقة في مرحلة جديدة من سباق التسلح حيث تسعى القوى الإقليمية لامتلاك أسلحة متقدمة تُغير موازين القوى ومع استمرار تطور تكنولوجيا صواريخ الهايبرسونيك فمن المرجح أن تستمر في لعب دور حاسم في الصراعات الإقليمية ومع استمرار سباق التسلح ستظل هذه التكنولوجيا محورًا للجدل والتطور مما يجعلها واحدة من أبرز التحديات الأمنية في العصر الحديث ولكن في الختام أتمنى أن يعم السلام كل العالم وأن يحرص كل إنسان على وجه المعمورة أن يكون فاعلا في الخير والبناء والتعمير والمحبة .