حين يُصافَح الشيطان : مخطط الدمار القادم من بوابة الدجال ..

الصحفي حيدر الشمري

لا تستغرب حين ترى الوحش ينهش في وضح النهار ، فحين تتعامل مع كيان خُلِق بلا أخلاق ، لا تندهش من فعله ، بل توقّع الأسوأ ، إننا أمام منظومة تتكامل بخبثٍ ودهاء ، تسعى لتمهيد الأرض لقدوم الدجال ، لا ككائنٍ خرافي من المجهول ، بل كحاكمٍ ميدانيّ يتربّع على عرش العالم بعد أن أنهك الشعوب واستنزف الأرض ، من حكمه الخفي الى حكمه العلني ..
ومن هذا المنظور ، لا تبدُ ضربات متطرفة لمراقد مقدّسة في سوريا أو إيران محض عبث أو تطرف ديني ، حين نسمع عن فئة تدّعي نصرة السنّة تتبنّى ضرب مرقد السيدة زينب الكبرى يوم أمس ، وحين تظهر تهديدات بضرب مقامات أهل البيت في إيران ، علينا أن نقرأ المشهد كما هو : محاولة إشعال حرب إقليمية طائفية موجهة ، تسعى لتفجير المنطقة من الداخل .
إنها لحظة دقيقة من لحظات الصراع ، حيث لا تتدخل أمريكا إلا حين تفشل أذرعها ، فتبدأ بتحريك أدواتها : فتح جبهة من سوريا باتجاه العراق ، وجبهة أخرى باتجاه شمال لبنان ، لإبقاء الجبهات الكبرى – جبهة العراق وجبهة جنوب لبنان – مشلولة ، تخوض حرب بقاء بلا حسم ، وهنا تبدأ أمريكا بتنفيذ خطتها ، ضرب إيران من حيث لا تحتسب ، وعزلها عن محيطها الدولي .
وإذا تُركت إيران دون إسناد ، ستجد نفسها مضطرة للرد على القواعد الأمريكية المنتشرة في الدول العربية ، وحينها ستشتعل حرب شاملة تلتهم بنى المنطقة التحتية كاملة ، وتجعل من شرقها الأوسط خرائب على وقع قرع الطبول الصهيونية .
لهذا لا بدّ من موقف عربي حاسم ، بعيد عن التبعية وشراء الأمان بالدولارات ، على الحكومات العربية أن تسند إيران لا لأنها دولة شيعية أو جارة ، بل لأنها تمثل السد الأخير أمام المشروع الأمريكي-الصهيوني ، الذي يهدف إلى تفتيت المنطقة ، في حين يبقى الكيان محصّنًا ، مزدهرًا ، يراقب الخراب من ناطحات حلمه التوراتي الممتد من النيل إلى الفرات .
دول الخليج ، ومصر ، والأردن ، تعرف تمامًا أبعاد هذا المشروع، لكنها – بفعل الإعلام المضلَّل – تتغافل ، وتظن أن آلاف المليارات التي دفعتها سابقًا لترامب ستحميها من الطوفان ، لكنها واهمة ، من يصافح الشيطان الأكبر ، يسقط معه في الهاوية .
الفرصة لا تزال قائمة ، إذا أُحكم الطوق على الكيان ، وقُطعت عنه الإمدادات ، سيجد نفسه محاصرًا ، منبوذًا ، يتلقى الضربات وحيدًا ، ويرى حلمه يتهاوى ، حينها فقط ، يمكن أن نمنع الدجال من أن يجد موطئ قدم على هذه الأرض ..

قد يعجبك ايضا