منور نصري
تعبت كثيرا من الجيئة والذهاب إلى العاصمة أنا قلق قلق قلق والمسافات ترهقني مدينتي أعشقها والجبال تزين منظرها والشعنبي يعطر كل الفضاءات فيها ولكنني قلق ليس يطربني أي لحن وأي جمال نما في المدينة آخرج عند الصباح ولكن فعل الخروج يكدرني رغم أنني أختلق الموجبات لذلك قبل الخروج أعد بنفسي فطور الصباح وينتابني الحزن لا أدري من أين يأتي ولا أدري كيف أظل بعيدا وقلبي خلاء ولا أدري كيف المشاعر أبعد عنها يلاحقني وجع حيثما كنت أنظر في العمر المتبقي فلا أجد ما أقول وتنشأ عاصفة بكياني أنا من يحرك حزنا عميقا فرح أيها الحزن إني سئمت الوجود وأنت معي دائما فمتى لا أراك تجرني جرا إلى حيث تمضي كرهتك يا حزن هل في حياتي مكان ألوذ به ويكون قصيا أنا قد سئمت المدينة، لا شيء فيها جديد وكل الذي في الفضاء الذي أتنقل فيه يذكرني أن لا شيء قد جد أن الزمان حطام وأني أسير على وقع هذا الحطام وكل الذي في طريقي حطام حطام يجيء، حطام يمر، حطام هنا وهناك، َولاشيء غير الحطام فكابد لعل الحطام يفيق لعل حياتك تنقلب مرحا وسرورا لعل الربيع يعود إليك وأنت ربيع مضى وانتهى قد تكون المشاعر خانقة لربيع وشيك تحرر من الحزن هذا الذي يستبد بك إنك الآن حر ولا شيء يمنعك أن تكون فكن واحدا تستحق الرجوع إليه وناهض علامات حزنك مهما جرى أنت دوما هنا وهناك تعيش الأماني بصدرك لا تكتئب فالطريق لك والمدينة كلها مفتوحة للقائك كن معها صاحبا فهي تفتح في ناظريك مناظرها والظلال التي تتمناها كلها موجودة في طريقك وأعرف أنك تهوى ظلال الشجر هنا شجر أخضر وشديد الظلال وتلك ظلال تلوذ بها في طريقك كن يا صديقي رحيما بنفسك هذي المدينة مسكونة بالأماني وأنت محب لهذي المدينة هذي المدينة تهديك شمسا وظلا ضليلا وأغنية عابرة هذي المدينة تلقي شوارعها وبناياتها تحت شمس مضمخة بنشيد يحبه قلبك والجدران التي تتردد بين الظلال ومشمسة تارة تبتغي أن تراها كرسم جميل يغير فيك الكثير ويجعل عينيك تنظر للنور والظل في جدران المدينة هذي المدينة تستأهل ألف رسم وجدرانها ونباتاتها تقطف الصيف ترنو إلى الشمس تعرف أن لديها جمال بديع وأنها فرحة عمر وقيثارة لأغاني بهيجة