الدعاية المضرة

 

جاسم العقيلي

تعود جذور الدعاية المضرة إلى العصور القديمة، حيث استُخدمت الأساليب الإعلامية للتأثير على الرأي العام، سواء في الحروب أو الصراعات السياسية .

في القرن العشرين تطورت الدعاية المضرة مع ظهور وسائل الإعلام الجماهيري مثل الراديو والتلفزيون، واستخدمتها الأنظمة الديكتاتورية (مثل النازية في ألمانيا) لنشر الأفكار المتطرفة، واليوم تنتشر عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من تأثيرها السلبي .

إن الدعاية المضرة تمتلك الايجابيات والسلبيات معا في استخدامها، فمن الناحية الإيجابية يمكن استخدامها لنشر الوعي بالقضايا المهمة مثل الصحة العامة وحقوق الإنسان، وتساعد أيضا في تعبئة الجماهير لأهداف إيجابية مثل الحملات الخيرية، وكذلك ممكن المساهمة في مواجهة الشائعات بنشر المعلومات الصحيحة ، أما من سلبيات الدعاية المضرة فأنها تضلل الرأي العام بنشر معلومات كاذبة أو مُحرَّفة، و تأجيج الصراعات الطائفية أو السياسية، فضلا عن التأثير على الصحة النفسية للأفراد عبر الترويج لأفكار سلبية، وكذلك تقويض الثقة في المؤسسات الإعلامية والرسمية.

لذا يكمن التصدي للدعاية المضرة يتم من خلال التوعية الإعلامية و تعليم الناس كيفية تحليل المعلومات والتحقق من مصادرها، وتشجيع التفكير النقدي وعدم تصديق كل ما يُنشر دون تمحيص، ودعم وسائل الإعلام الموثوقة والابتعاد عن المصغرات المشبوهة، واستخدام التكنولوجيا مثل استخدام أدوات كشف الأخبار المزيفة والتنبيهات الأمنية، فضلا عن التشريعات الصارمة و فرض قوانين تجرم نشر الدعاية الكاذبة التي تضر بالمجتمع .

وبالرغم أن الدعاية قد تُستخدم لأغراض إيجابية، إلا أن تأثيرها السلبي خطير إذا وُظِّفت للتضليل والتلاعب. لذا يجب تعزيز الوعي وتطوير آليات الحماية لمواجهة هذه الظاهرة .

 

قد يعجبك ايضا