توفيق رفيق التونچي
من حُمَمِ الشوق والسهر .. من فضاءات الشجن .. انبثقت أغنية بنثر العشق لحنها .. وبروح العطر يتردد صداها..! أغنية .. تنفتح لها الأبواب المقفلة وبسماعها ينهمر الماء في الجداول الجافة ..
الشاعر بدل رفو
ان تجلس في إحدى المقاهي وتشرب قهوتك المفضلة تحت أشعة الشمس في المدينة الأندلسية الساحلية “برج الطاحونة ” هي قمة السعادة وان تتذكر حوادث مرت عليها حوالي النصف قرن وأنت قد تعديت السبعين . تصور قارئي الكريم ، نحنً نرىً اليوم ما لم يراه البشر بأعينهم منذ الخليقة الأولى ومهما كان ذلك الجزء صغيرا واستطاع البشر غور إسرار السماء والكون وروية حتى اصغر النجوم والكواكب وحتى الثقوب السوداء في النظام الشمسي وخارج درب التبانة والمجرات والعناقيد الأخرى.
معلوماتنا عن السماء تعدى جميع المعلومات المتراكمة خلال الدهور الماضية ونكتشف كل جديد يوميا. ناهيك عنً كل ذلك نرى اليوم بان المستقبل سيكون في تجمعات بشرية في محطات على القمر والمريخ في نظامنا الشمسي والكواكب الأخرى وقد نلتقي بكائنات عاقلة هناك او يزورونها من كواكب أخرى وتلك أجمل لقاء بين البشر والبشر وربما سنجد الماء وحتى نخلق لتلك الكواكب غلافا جويا خارجيا مشبعا بغازا الهيدروجين والأوكسجين الضروريان للحياة البشرية والنباتية والحيوانيّة ومن هناك سنكتشف الأكثر والأكثر . “كبلر ” *أسم احد اكبر التلسكوبات السابحة في الغطاء الجوي في السماء مع شقيقه الأخر الذي يسمى “هابل”. و( يوهانس كبلر) عالم رياضيات وفلكي الماني كنت قد درست اللغة الألمانية في المدرسة المسماة باسمة على ساحل نهر “مور ” **السريع الجريان يمر من وسط المدينة وقد شيد عليها كافيتريا حديثة وسط المياه الجارية امام المركز الثقافي للفنون للمدينة المسماة “المثانة ” وقي بناية سوداء تشبه المثانة. وهو متحف للفن المعاصر من تصميم المهندسين المعماريين البريطانيين بيتر كوك وكولين فورنييه، وقد تم تشيده عام ٢٠٠٣. هذا النهر يتغنى بها جميع الشعوب الذين يمر هذا النهر عبر أراضيهم. المدينة مشهورة بعلمائها وقد درست اللغة الألمانية في إعدادية يوهانس كيبلر الواقعة على ضفاف هذا النهر.
المدينة النمساويةً وعشقي الأول “گراتس ” الحبيبة والتي أردت ان أحدثكم عنها ، اليوم والتعريف عن المدينة بعد الاخبار المحزنة والهجوم على المدرسة والتي أدى الى وقوع ضحايا وانتحار الإرهابي.
هذا المدينة التي وصلتها في يوم شتائي قبل اكثر من ٤٥ عاما واحتفلنا مع الأصدقاء لنا أول رأس سنة في سماء الحرية على قمة جبل القصر. بينما كانت الحدود العراقية الإيرانية قد تحولت إلى مقابر للجنود من اخوان في الدين يتقاتلون بأمر جبار ظالم ادخل المنطقة وأبنائها في صراعات وحروب انتهت باحتلال العراق. درست في هذه المدينة (گراتس) وتعلمت لغة ( گوتا ) واستمعت إلى موسيقى موزارت و شتراوس لدي أصدقاء من تلك الفترة ولحد يومنا هذا أتحدث معهم ونتقابل بين الحين والآخر . قضيت فيها ربيع عمري ولا زلت اشتاق لازقتها ولشرب القهوة في نادي الطلبة (مينزا) مع أصدقاء لا يمكن للدهر ان ينسيهم. مدينة جميلة بفعلتها التي كانت يوما قد شيد عليها القصر ولم يبقى الكثير من الآثار فيها إلا بعض الخرائب وبرج الساعة.
مدينة گراتس عاصمة الثقافة الأوربية تعتبر ثاني اكبر مدينة بعد العاصمة ڤينا ومشهورة ببنائها القديم وبشوارعها التراثية وسط المدينة وفيها احد اقدم جامعات اوربا والمدينة عاصمة لولاية (شتايرمارك) ذو البيئة والمناطق الخضراء الجميلة لذا سميت القلب الخضراء للنمسا وذكرها الادريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق باسم اكريزا كمدينة صغيرة تخيطها الجبال مياهها جارية وقراها كثيرة تشتهر بالفواكه والأغنام وهي مدينة تجارية. ولا زلت احتفظ بالعديد من الأصدقاء من تلك المدينة الحبيبة ،وفيها أجمل ذكرياتي نتحدث دوما في التلفون رغم أنهم اليوم منتشرون في دول العالم. تلك الفترة الحياتيةً كانتً مهمةً جداً بالنسبة لي حيث كنت وأنا في العراق اعشق الألمانية لغةً مستمعا جيدا لراديو برلين الشرقيةً التي كانت تبث بالعربية من ألمانيا الديمقراطية ( قبل توحيد الألمانيتين) وكنت أراسلهم آنذاك وأنا طالب في الإعدادية الشرقية (اعدادية الملك غازي) وكنت قد نويت تعلم الألمانية في المعهد الثقافي الألماني في سفارتهم في كرادة مريم ولكني مع نجاحي في امتحان البكلوريا في الدور الأول سافرت إلى خارج العراق للدراسة الجامعية ، عام التأميم وفي گراتس تعلمت اللغة الألمانية بسرعةً رغم أنها من اللغات الأوربية الصعبة حقا والشكر طبعا لأساتذة {مايرهوفر، شبرنگر و ناگل شميت } ولزملائي ولزميلاتي الآتي كنت أتحدث معهن.
كنت قد اشتريت دراجة هوائية للذهاب بها إلى المدرسة يوميا وكانت المدرسة بعيدة بعض الشيء من مكان سكني ولكني كنت اجد لذة كبيرة وأنا امر من شوارع وأزقة هذه المدينة الأوربية القديمة والتي يتوسطها جبل القصر كما كانت عليها القلعة*** في وطني كركوك قبل ان تهدم بمعول حزب البعث القومي الفاشي وتغير معالم أسوارها والتي غادرتها عام ١٩٦٩.
هذه القلعة شهيرة ببرج الساعة. ويروي ابناء المدينة كيف تم إنقاذها من الهدم في احدى حملات نابليون حيث أراد محو تراث المدينة ولكن الرواية تقول بان أهل المدينة فدوها بالذهب ونجا برج الساعة من الهدم ولم يبقى الكثير من القصر هنا كان أستاذي يدعي ان القلعة والطريق المؤدي إلى قمة التل او الجبل وهناك في الطريق أشجار فاكهة من جميع أنحاء العالم والكثير من النباتات والزهور وان بقايا القلعة في احد أقسامها حيث تقام اليوم المهرجانات وعلى مسرحها تقام الحفلات الموسيقية وفي جانبيها يمكن روية غرف صغيرة لزنزانات كان سجنا وهناك كرسي حجري كان يجلس عليه السجناء في طريقهم للصعود إلى الجبل لا يزال باقيا في الطريق المؤدي إلى قمة الجبل.
هناك تلفريك كقاطرة حمراء صغيرة خاص يمكن الصعود عنً طريقها لقمة الجبل حيث المطاعم والكافيتريات وهي على العموم مكان يامه أبناء المدينة في العطل والاحتفالات تلك الحكاية عن برج الساعة في المدينة التراثية وقصتها تترجم مدى حب الناس لمدينتهمً وتقديس أثارهم . هذه الساعة غريبة في كونها تخالف عقارب ساعتها المعهود في ساعات الدنيا.
الصورة: الساعة تشير الى الثانية ظهرا
نحن في الشرق ومع الأسف لا نقدر التراث القديم ونحافظ عليها بالنفيس والغالي. لهذا لا نرى اثرا من بغداد الرشيد ولولا اندثار بابل وآشور وسومر تحت التراب لما وجدنا شيئا من آثارهم والهدم مستمر بحجة القديم الخرب. في حين كان يمكن تحويل أزقة المتفرعة من شارع الرشيد أجمل أماكن التراثيةً كالشارع نفسه لاستقطاب السياح.
أما تعمير القمر فموضوع آخر ، قارئي الكريم.
الأندلس
٢٠٢٥
إشارات توضيحية :
* قوانين الفلكية لعالم كيبلر 1 : يتحرك كل كوكب حول الشمس في مدار بيضاوي، مع تركيز الشمس في أحد محاور الشكل البيضاوي. 2 : الخط المستقيم الذي يربط الكوكب والشمس يجتاح مناطق متساوية في الفضاء على فترات زمنية متساوية. 3 : يتناسب مربع الفترة المدارية للكوكب بشكل مباشر مع مكعب المحور شبه الرئيسي لمداره.
**نهر مور (بالألمانية: Mura) وهو نهر في وسط قارة اوربا ينبع من سلسلة جبال الألب الشرقية الوسطى في جمهورية النمسا وهو أحد نهري درافا و الدانوب وتمر من أربع دول اوربية سلوفينيا و المجر و كرواتيا ومن النمسا.
*** رغم ان تاريخ قلعة كركوكً ترجع إلى فترة الحضارات العراقية القديمة وقد وجد فيها آثار لحقبة الحضارة السومرية وهي موثقة من قبل احد قادة إسكندر الكبير ذاكرا النيران الأزلية في ضواحي المدينة في حقول بابا كركر الخالدة . حيث نرى بان الملك سلوقي الأول يبني فيها متراسا كان القلعة وحيها الكبير المسماة حي القلعة تضم 72 برجًا حول 72 شارعًا ومدخلين إلى القلعة. من اهم آثار القلعة جوهرة «الكنيسة الحمراء»، مع آثار التي تعود إلى فترة ما قبل وفي بيوتاتها آثار من الزخارف والفسيفساء وكأنوا يضعون الأطباق القديمة الصينية على جدرانها يُعتقد أن تيمورلنگ اي الأعرج القائد المغولي قد زار المدينة إبان حملته لاحتلال العراق عام١٣٩٣ خلال حملته العسكرية على العراق. تعود وشاهد القلعة ولم تكن للمدية اي وجود إلا تلك القلعة تخطيها بعض الغابات ويمكن مشاهدة بعض الجدران الحديثة إلتي تعود بنائها الى العهد العثماني وتحت عنوان التجديد وكونها كانت الملجئ الذي حمى ارواح الناس في الشدائد قام النظام البعثي بتعويض، سخي لساكنيها فدمروا بيوتها بالكامل وابقوا على بعض البنايات التي تحولت مع مرور الزمن إلى خرائب. ولكن بعض البنايات التراثية والمعابد يزال هناك عدد كبير من المواقع التاريخية والدينية الموجودة والتي لم تدمر، بما في ذلك نصب يُعتقد أنه قباب لثلاث أنبياء يهود تسمى بالقبة الزرقاء و قبة مرقد برج بوغداي خاتون، التي تنتمي إلى سلالة جنكيز خان، وهي ابنة الأمير جوبان. في بداية حياتها، تزوجت من الأمير حسن الكبير. اشتهرت بوغداي خاتون بجمالها وذكائها، وعندما رآها السلطان أبو سعيد، عشقها وتزوجها بعد أن تخلى عنها زوجها الأول. وفيها كذلك الجامع الكبير المسماة اولوًجامي.