مرور 11 عاماً على سقوط الموصل بيد داعش ولاتزال آثار الحرب شاخصة على أجساد ونفوس الموصليين

 

أربيل- التاخي

مرَّ 11 عاماً على سقوط الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، بقبضة تنظيم داعش الإرهابي في العاشر من يونيو/ حزيران 2014، وما خلّفه الحدث من مآسٍ إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية، وأحداث مروعة مرَّت على أهالي المدينة وبقية المناطق التي انسحبت إليها أعمال العنف والتشريد والتقتيل، كما لم ينس الناجون الانسحاب المشبوه للقوات العراقية، الذي لم يُفسر حتى مع كل هذا الوقت الطويل. وكما أن آثار الحرب التي لا تزال شاخصة في الموصل، فإن ندوباً وجراحاً لا تزال في أجساد ونفوس الموصليين.

ومنذ سقوط الموصل وحتى إعلان استعادة آخر المناطق من سيطرة التنظيم بين عامي 2014 و2017، أدت معارك تحرير المدن إلى سقوط أكثر من ربع مليون قتيل وجريح، إلى جانب عشرات آلاف الأشخاص المختطفين والمغيبين، فيما يؤكد ناشطون من المدينة أن كل مواطن من الموصل أخذ حصته من الآلام والذكريات المريرة، فيما هناك من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة نسبة كبيرة، بالإضافة إلى المصابين بالحالات النفسية. وبالرغم من أن أغلبيتهم مسجلون لدى الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية بحالاتهم، لكنهم يطمحون إلى مزيدٍ من الرعاية.

بعد سقوط مدينة الموصل بيد “داعش”، توالى سقوط أكثر من 20 مدينة عراقية في أقل من أسبوع، في شمال البلاد وغربها، أبرزها البعاج وتلعفر وسنجار والقيارة والحظر وربيعة والجزيرة، ثم تلتها تكريت وبلد والدور والإسحاقي، وصولاً إلى الرمادي وهيت والرطبة والقائم والكرمة وراوة وعانة وآلوس وبلدات أخرى، والتي شكّلت مساحة تزيد عن 45% من إجمالي الخريطة العراقية.

وخاضت قوات البيشمركة والجيش العراقي، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على الموصل بدءاً من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، استمرت نحو عشرة أشهر، لتنتهي بطرد مسلحي “داعش” في يوليو/ تموز 2017، مخلّفة عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين.

وتبدو مدينة الموصل في أوضاع جيدة حالياً، عدا بعض المشكلات في مناطق الأقليات ونشطاء الموصل يعتبرون أنّ الأوضاع مستقرة، لكن الآلام النفسية والحسرات في قلوب كل الأهالي من جرّاء ما حصل معهم.

وطيلة السنوات الماضية، غُيّب ملف التحقيق في سقوط الموصل الذي ناقشه البرلمان العراقي، ورغم استضافته قادة في الجيش والشرطة ومسؤولين من المدينة وآخرين من بغداد، لم تتحقق المحاسبة أو أي مظهر من مظاهر المحاكمة.

وخلّف احتلال الموصل تداعيات أمنية وسياسية واجتماعية شملت جميع مدن العراق بلا استثناء، ناهيك عن دمار البنى التحتية، الذي كلّف، وفقاً لوزارة التخطيط العراقية، أكثر من 88 مليار دولار، كان نصيب الموصل منها كبيراً، بعد تدمير أكثر من 56 ألف منزل، وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

قد يعجبك ايضا