أربيل- التاخي
أشار قائممقام سيدكان إحسان جلبي، إلى أن إعلان عملية السلام في تركية، سيساهم في إعادة إعمار نحو 100 قرية في تلك المنطقة، وسيعزز قطاعي الزراعة والسياحة.
على مدى الثلاثين عامًا الماضية، كان القصف وحرق القرى والحقول والمزارع، وإخلاء القرى هو المشهد اليومي في منطقة برادوست، وقد وضع القتال بين حزب العمال الكوردستاني (PKK) والجيش التركي المنطقة في وضعٍ خطيرٍ وغير مرغوب فيه، ورغم أن الهجمات لم تتوقف تمامًا بعد، إلا أن إمكانية الإعلان عن عملية سلام منحت سكان المنطقة أملًا بالازدهار والسلام.
وقال المواطن محمد بيواسي، من سكان قرية في منطقة برادوست: “نحن سعداء للغاية بإمكانية الإعلان عن عملية سلام بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، إذا أُعلن عن وقف إطلاق النار، ستستقر منطقتنا ويُعاد بناؤها”.
لطالما، لقد كانت حدود قضاء سيدكان بؤرة للقتال بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح وأضرار اقتصادية لسكان المنطقة.
وأضاف إحسان جلبي قائممقام سيدكان: أنه “إذا تم الإعلان عن عملية السلام الجديدة، فسيتم إعادة بناء أكثر من 100 قرية، وسوف يشهد قطاعا الزراعة والسياحة انتعاشا كبيرا، فالمواجهات بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا حالت دون الاستفادة من المعالم السياحية في هذه المنطقة”.
يقع قضاء سيدكان في المثلث الحدودي بين إيران وتركيا وإقليم كوردستان، ويضم 264 قرية، أُخليت 188 منها بسبب القتال بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، بينما تواجه 20 قرية أخرى خطر الإخلاء.
ويتطلع سكان مئات القرى الكوردية المدمرة نتيجة حرب الأربعين عاما بين حزب العمال الكوردستاني والحكومات التركية، يتطلعون للعودة الى قراهم مع انطلاق عملية السلام في تركيا.
تظهر إحصائيات منظمة فرق صنع السلم المجتمعي (CPT) إلى أن الحرب بين تركيا والعمال الكوردستاني، أسفرت عن إخلاء 183 قرية في إقليم كوردستان بالكامل (107 في دهوك، و65 في أربيل و8 في السليمانية، و3 في سنجار). وتشير الى ان هنالك 602 قرية مهددة بالإخلاء، فيما منعت الحرب منذ العام 1991 من إعادة إعمار 405 قرية أخرى.
والأكثر تضرراً من هذا الصراع هي قرى محافظة دهوك فتأثرت 527 قرية في المحافظة، وتأتي بعدها محافظة أربيل بـ 415 قرية متضررة، ثم محافظة السليمانية بـ233 قرية، تضاف إليها 15 قرية تابعة لقضاء سنجار.
وتحصي (CPT) سقوط 721 مواطناً مدنياً ضحية لعمليات القصف التركية، منذ كانون الثاني 1991، توفي منهم 353 وجرح 368 آخرين.
هل يبقى حلم العودة مستحيلا بعد 40 عاما من العنف، وفي ظل استمرار سياسات التمدد والهجمات العسكرية اليومية التركية؟
اشتهرت محافظة دهوك طوال القرن الفاءت بقراها الزراعية التي تنتج مختلف انواع الفواكه وتمد بها باقي مناطق العراق، وكانت تشكل المصدر الرئيسي لمعيشة السكان، لكن العقود الثلاث الأخيرة تغيرت الصورة، نتيجة الحروب ونزوح السكان.
خلال 35 سنة، ونتيجة لتكرار العمليات العسكرية التركية التي تحولت في السنوات الأخيرة الى سيطرة مباشرة على مناطق واسعة، رُحلت مئات الأسر المسيحية عن قراها في قضاءي العمادية وزاخو، حيث كانت تعيش لمئات السنوات الى جانب المسلمين، غالبيتهم هاجروا إلى أوروبا فيما استقر البعض في مناطق أخرى خاصة مراكز المدن.