ماهين شيخاني
—
في كل زمان، وفي هذا الزمن خصوصاً، تتردّد على الألسنة شعارات عن “الحريّة” داخل العلاقات العاطفية.
وكثير من الرجال، تحت بريق هذه الشعارات، يُبالغون في محاولة كسب ودّ المرأة بمنحها كل شيء:
وقتاً بلا حساب، موافقة بلا نقاش، حرية بلا حدود.
لكن هناك حقيقة يغفلها كثيرون:
الحرية المطلقة داخل العلاقة، خصوصاً مع المرأة العنيدة، ليست ضماناً للحب… بل هي طريق سريع نحو فقدانه.
—
بين العطاء… والذوبان
من الطبيعي أن يمنح الرجل شريكته مساحة من الحرية.
الحرية في التعبير، في اتخاذ بعض القرارات، في عيش تجربتها الذاتية.
لكن حين يُفرط في هذا العطاء إلى حدّ الذوبان الكامل، تنقلب الآية.
يصبح وجوده هامشياً.
تتضاءل صورته في عينيها شيئاً فشيئاً.
والمرأة، مهما طالبت بالحرية، لا تحترم رجلاً يُلغي نفسه لأجلها.
—
مع المرأة العنيدة… الأمر أكثر دقّة
المرأة العنيدة ليست سيّئة بطبيعتها، لكنها تختبر حدود الشريك.
ترى كم يستطيع أن يصمد أمام الاختلاف.
كم يمتلك من الشخصية ليُبقي العلاقة في إطار متوازن.
الرجل الذي يظنّ أن تلبية كل رغبة ستجعله محبوباً أكثر، يجد نفسه بعد حين في موقع الضعف:
يُنفّذ، يُساير، يتنازل… إلى أن يفقد احترامها.
بينما المرأة تحتاج إلى شريك يُحاورها، يناقشها، يُشعرها بنديّته، لا بأنّه ظلّ يتبعها.
—
لا تخلطوا بين الحبّ وبين إلغاء الذات
في كل علاقة ناضجة، التوازن هو الأساس:
نعم، امنحوا الحب، لكن دون أن تُفقدوا أنفسكم.
نعم، افسحوا مجالاً للحرية، لكن لا ترفعوا كل الضوابط.
نعم، اصغوا باحترام، لكن امتلكوا الجرأة على قول “لا” حين يلزم الأمر.
فالمرأة العنيدة، ككل امرأة، تحتاج إلى شريك يشعرها بالحب… وبالقوة في آنٍ معاً.
—
كلمة أخيرة
قد يبدو هذا الحديث قاسياً للبعض.
لكن الحقيقة البسيطة تقول:
الحرية التي تُعطى بلا حدود… تُفسد العلاقة.
تُحوّلها من شراكة إلى فوضى.
من حبّ إلى نفور.
من احترام إلى استهتار.
والمرأة، مهما بلغ عنادها، تحتاج إلى رجل يُشعرها بأنه موجود حقاً،
لا مجرّد صدى لرغباتها.