د. عمر بهاء الدين عطية الجنابي
تفاعل المتعلم مع المحتوي هي العملية التي يقوم من خلالها الطالب باختبار ومعالجة المعلومات المقدمة له أثناء العملية التعليمية. بناء على ما يراه مور وكيرسلي ، فإن ” كل متعلم يبني معارفه الجديدة من خلال عملية تواؤم شخصي مع المعلومات الموجودة في بناءه الإدراكي السابق. تفاعل المتعلم مع هذا المحتوى هو الذي يقود إلى التغير في قدرة المتلقي على الفهم”.
تفاعل المتعلم مع المعلم هو عملية الاتصال بين المعلم والطالب أثناء المقرر والذي يهدف إلى دعم عملية التعلم و تقويم أداء المتعلم و حل ما يعترضه من مشكلات. في حالة التعليم عن بعد، فإن مثل هذا التفاعل عادة ما يحدث عبر وسائط الاتصال الحاسوبية، وهو ما يعني إن التفاعل لن يكون مقيدا بالعملية التعليمية فقط وإنما قد يشمل نواح أخرى مثل طلب النصح والحوار الشخصي.
فإن التفاعل بين المتعلم والمتعلم، هو التواصل بين اثنين أو أكثر من الطلاب المشتركين في نفس المقرر الدراسي. وهذا الاتصال يحدث عادة عبر وسائط الاتصال الحاسوبي، وقد يتضمن التواصل الشخصي أو الجماعي بين الطلاب أثناء فترة المقرر الدراسي.
هذا البناء التفاعلي الثلاثي قد تم توسيعه من قبل باحثين لاحقين في مجال الانترنت والتعلم عن بعد مثل هيلمان وويلز وجنواردينا ، حيث أضافوا مفهوما آخر هو مفهوم التفاعل بين المتعلم-واجهة المستخدم “interface” ، والذي يعكس الدور المتعاظم للتقنية في مجالات التعليم عن بعد، فقد لاحظ الباحثون أنه “عندما نتعامل مع أي أداة، فإنه من الضروري للمستخدم أن يتفاعل ويتأقلم مع هذه الأداة أو الجهاز قبل أن يصبح قادرا على تنفيذ الأوامر أو التعليمات المطلوبة منه.
من جانب آخر لاحظ بورنهام و والدن ، التفاعلات التي تحدث في بيئة التعليم عند بعد وتوصلا إلى ضرورة إضافة تفاعل جديد إلى النموذج السابق وهو تفاعل المتعلم مع البيئة. و تفاعل المتلقي-البيئة على أنه ” الفعل التبادلي، أو التأثير المشترك بين المتلقي وبين الظروف المحيطة به والتي قد تساعد أو تعوق العملية التعليمية”.
من جانبهما فقد أضاف أندرسن وجاريسون ، إلى النماذج المشار إليها تفاعل المعلم-المعلم، وتفاعل المعلم-المحتوى، وتفاعل المحتوى-المحتوى. تفاعل المعلم-المعلم ينظر إليه على أنه يشير إلى مجهودات التطوير المهني للمعلم من أجل التواصل بين معلم وآخر من أجل تعزيز القدرات التدريسية. مثل هذه التفاعلات قد تحدث أثناء المؤتمرات أو عبر وسائل الاتصال الإلكتروني. تفاعل المعلم-المحتوى، عادة ما ينظر إليه على أنه أحد مستلزمات التعلم عن بعد، وهو أحد المكونات الإضافية للنموذج التفاعلي، بسبب أن التقنيات الجديدة مكنت المعلم من التفاعل مع المحتوى بصورة أكثر سهولة وإبداعا مما كان عليه الحال في الماضي. فقد لاحظ المؤلفان أن “الفرص أمام المعلم للتفاعل مع المحتوى التعليمي المعروض من المعلمين الآخرين تتزايد بصورة قوية نتيجة لوجود الشبكة العنكبوتية العالمية.