الخزعلي يتفاخر بمشاركته في عملية كربلاء التي أسفرت عن مقتل 5 جنود أميركيين

 

أربيل- التاخي

في مقابلة تلفزيونية بُثت في 29 مايو 2025، عبّر قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا “عصائب أهل الحق” المدرجة على لائحة الإرهاب الأميركية، علنًا عن فخره بمشاركته في الهجوم على كربلاء عام 2007، الذي أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين.

وبحسب تقرير “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، فإن الخزعلي لم يكتفِ في مقابلة على قناة “الأولى العراقية” بالاعتراف بدوره في العملية، بل وصفها بفخر بأنها “مهمة شريفة”.

ذكرى دامية للإرهاب

عملية كربلاء 2007، التي نُفذت بأمر من الخزعلي، استهدفت مقرًا للتحالف كانت تتمركز فيه القوات الأميركية.

ووفقًا لوثائق التحقيقات العسكرية الأميركية التي أُعلنت لاحقًا، فوّض الخزعلي حينها عدنان فيحان، الذي كان قائدًا عسكريًا لـ”عصائب أهل الحق”، بتنفيذ الهجوم. فيحان يشغل الآن منصب محافظ بابل.

كما أوضح “معهد واشنطن”، أن العملية التي حظيت بدعم من فيلق القدس الإيراني، شكّلت نموذجًا لمعسكرات التدريب التي أنشأتها إيران لميليشياتها.

حيث تسلل المهاجمون بزي عسكري أميركي إلى الموقع، وأسروا أربعة جنود أعدموهم لاحقًا  ثلاثة أثناء الأسر وواحد أثناء تلقي العلاج بالمستشفى.

أما الجندي الخامس، ويدعى جوناثان ميليكان، فقد قُتل في بداية العملية حين ألقى بنفسه على قنبلة يدوية لحماية زملائه.

وعندما اعتقلته القوات الأميركية لاحقًا، برر الخزعلي الهجوم باعتباره “واجبًا شرعيًا”، وهو موقف يعكس، حسب معهد واشنطن، تمسكًا خطيرًا بأفكار متطرفة ورؤية طائفية مسلّحة.

صعود سياسي لمتشدد

عدنان فيحان الدليمي، الذي قاد تنفيذ عملية كربلاء ويشغل الآن منصب محافظ بابل، وصفه مايكل نايتس من “معهد واشنطن” بأنه “نجاح سياسي كبير” لعصائب أهل الحق. توليه المنصب في 6 فبراير خلال جلسة سرية لمجلس المحافظة، قاطعها بعض الأعضاء بسبب مخاوف من ماضيه الدموي.

فيحان، الذي كان سابقًا قياديًا في “جيش المهدي” ومقربًا من “حزب الله” وإيران، حوّل مساره من القتال إلى العمل السياسي. دخل البرلمان عام 2014، وأصبح لاحقًا عضوًا بارزًا في لجنة الأمن والدفاع العراقية. ويمثّل تياره السياسي “الصادقون” الجناح السياسي الرسمي لعصائب أهل الحق.

ولم يتراجع فيحان عن دعمه للعنف، ففي 7 أكتوبر 2023، هنّأ حركة حماس على هجوم “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، واصفًا إياه بـ”الصفعة القاسية” للكيان الإسرائيلي.

طريق الميليشيا نحو السلطة

تصريحات الخزعلي عبر قناة “الأولى” حظيت باهتمام خاص، عندما سُئل عن سبب منع أحمد الشرع من حضور القمة العربية في بغداد.

أجاب الخزعلي: “الأميركيون يعتقلون الناس بتهم مختلفة. من يعتدي على القوات الأميركية يُعد شريفًا، ومن يهاجم [القوات العراقية] فلا شرف له. الفرق بيني وبين أحمد الشرع، أنني اعتُقلت بسبب مقاومة الاحتلال الأميركي ومشاركتي في عملية كربلاء. لم أُتهم يومًا بمهاجمة قوات عراقية، بينما هو اعتُقل بتهمة استهداف الأمن العراقي.”

وتعكس هذه التصريحات بشكل صريح موقف جماعات مسلحة تابعة لفيلق القدس الإيراني، التي لا ترى بأسًا في أعمالها الإرهابية بل تسعى لترسيخ نفوذها ضمن المشهد السياسي العراقي. وبحسب “معهد واشنطن”، هناك اتفاق ضمني بين فصائل شيعية بعدم وصف الاعتداءات ضد القوات الأميركية بغير الشرعية أو غير الشريفة.

ويحذر المراقبون من أن هذا “تطبيع العنف” يشكل تهديدًا جدّيًا لمستقبل العراق. فمحمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، الذي ساعده الخزعلي للوصول إلى السلطة، لا يزال مستمرًا في التنسيق مع عصائب أهل الحق، ما يثير الشكوك حول التزام الحكومة بتفكيك الميليشيات وتنفيذ إصلاح ديمقراطي.

رد أميركي غائب

لم تُصدر الولايات المتحدة ردًا رسميًا على تصريحات الخزعلي الأخيرة. لكنها تأتي في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات العراقية وإمكانية حدوث تغييرات في القيادة.

ويؤشر صعود شخصيات متورطة في قتل جنود أميركيين إلى مواقع رفيعة كمنصب محافظ، على التأثير المتزايد لفصائل موالية لفيلق القدس الإيراني داخل النظام السياسي العراقي.

وكما يوضح مايكل نايتس، ينبغي أن تدفع هذه التطورات واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه بغداد. فـ”السياسيون الإرهابيون”، كما يسميهم نايتس، باتوا ممسكين بمفاصل مؤسسات الدولة العراقية.

قد يعجبك ايضا