سوبرانو أوروبا تصدح في أربيل 

التآخي : وكالات 

ارتفعت أصوات السوبرانو والبايتون في قاعة للفنون وسط مدينة أربيل، لتنسج أمسية أوبرالية أوروبية خالصة أدّتها فرقة “ران أوبيرون” التشيكية أمام جمهور كوردي وعربي ودولي، اجتمع على وقع الموسيقى التي تجاوزت حواجز اللغة والسياسة والجغرافيا.

الفرقة، التي يقودها شباب تشيكيون موهوبون، قدمت مقاطع من أوبرات كلاسيكية وعصرية بلغات تشيكية وفرنسية وألمانية ونمساوية، ضمن عرض يُعد نادرًا في سياق المشهد الثقافي الكوردي، وأقيم بالتعاون مع القنصلية العامة لجمهورية التشيك في أربيل.

غوران صباح، مدير العلاقات في القنصلية وصف الحدث خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، بأنه “جسر فني بين الثقافات”، مؤكداً أن أربيل تستحق أن تكون على خارطة العروض الموسيقية العالمية.

وأضاف “هذه ليست مجرد حفلة، بل رسالة مفتوحة من أوروبا إلى كوردستان. نحن نؤمن بقوة الثقافة كأداة للتقارب. من المهم أن يرى الناس هنا أن الأوبرا ليست فنًا نخبويًا أو بعيدًا عنهم، بل تعبير إنساني يمكن لأي شخص أن يشعر به.”

سبق للفرقة أن قدّمت عروضاً في السليمانية وسوران ودهوك، لكن ظهورها في أربيل هذه المرة حمل طابعًا خاصًا، بحسب صباح، الذي أوضح أن التنسيق استغرق أشهرًا وشمل دعمًا من وزارة الثقافة والمديرية العامة للثقافة والفنون، إضافة إلى رعاية شركات محلية وأجنبية.

في القاعة التي ازدانت بألوان بسيطة وإضاءة مدروسة، تفاعل الجمهور مع الأصوات العالية النقية، وبدا أن وقع الموسيقى كان كافيًا لتحريك مشاعر لا تحتاج إلى ترجمة. الفتاة التي أدّت مقاطع السوبرانو أبهرت الحضور بقدرتها على مزج العاطفة بالاحتراف، فيما قدم زميلها في البايتون أداءً تقنيًا لافتًا جسّد عمق المدرسة الأوروبية.

يقول صباح إن الفعالية جزء من سلسلة نشاطات ثقافية تخطط لها القنصلية التشيكية في أربيل، مؤكدًا أن المستقبل قد يحمل مزيدًا من التبادلات الفنية التي “لا تكتفي بالعرض بل تخلق تفاعلًا وتبادلًا حقيقيًا بين الشعوب”.

كانت أمسية خاصة في أربيل، أو ما يشبه بإعلان ضمني أنها قادرة على احتضان الجمال العالمي، لا كمستهلِك بل كمشارك فاعل في صناعة الذاكرة الثقافية.

قد يعجبك ايضا