ماجد زيدان
قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعتماد سلسلة من الإجراءات لمعالجة حالات رسوب الطلبة للعام الدراسي الحالي 2024-2025، شملت منح كيرف (خمس درجات) للطلبة الراسبين في مختلف المسارات التعليمية .
وتأتي هذه الاجراءات للتغطية على نسب الرسوب العالية في الجامعات الحكومية والاهلية والتي تعكس في احد اوجهها عمق التدهور الذي وصلت اليه الدراسة في الجامعات ببلادنا , ومن سماته عزوف بعض الطلبة والطالبات عن الدوام واتساع ظاهرة الانقطاع عن الدراسة لغموض مستقبلهم وانعدام الافق في الحصول على فرص عمل بعد التخرج .
ووفقًا للوثيقة الصادرة عن الوزارة خولت الوزارة الجامعات والكليات الحكومية والأهلية صلاحية منح كيرف (5 درجات) للطلبة الراسبين في الدور الأول فقط، بشرط أن تسهم الدرجات في تغيير حالة الطالب من الرسوب إلى النجاح، فيما يُسمح في الدور الثاني بتوزيع هذه الدرجات لغرض العبور (التحميل) أو تقليل عدد مواد الرسوب.
ومع ذلك لم تعالج الاجراءات المشكلة لسعتها , وتدني نسب النجاح , وهي في جوهرها لا تقتصر على الدراسة وتلقين المعلومات المنهجية , وانما تتعلق بمحاولة لطمس التسيب في الدراسة والنظرة الدونية للحصول على الشهادة التي تفشت بين الاوساط الطلابية لقتامة المستقبل لحامليها وانعدام فرص العمل للكثير من فروعها , وانضمامهم الى جيش البطالة الجرار …
ولا تتحدد اضرار هذه ” المكرمة ” في زاوية محلية وانما يمتد تأثيرها السلبي على سمعة الجمعات العراقية في الخارج , فبعد ان كانت مخرجات التعليم الجامعي تحظى بالاحترام والتقدير في الاوساط الاكاديمية العالمية , اصبحت موضع شك ونظرة دونية حتى ان الكثير من الجامعات واماكن العمل تفرض على العراقي المتخرج من بلده ان يؤدي امتحانا للكفاءة قبل قبول في الدراسات العليا او منحه فرصة عمل باختصاصه .
اصبح الطلبة يعولون على هذا ” الكيرف ” ويضعونه في حساباتهم ويطالبون به ويعتبرونه مكسبا لا يجوز حجبه من اجل التعليم الجيد بذريعة الاوضاع غير الطبيعية في البلد التي كل مرة يتم تسبيب القرار بها !.
لقد انتهت درجة النجاح الصغرى المعمول بها , ووضع مكانها حد ادنى آخر , متحرك حسب نسب الفشل الدراسي المتحقق , ترتفع ” المكرمة ” وتنخفض بموجبه وتتكرر , للتستر على نسب النجاح المتدنية .