أربيل – التآخي
شهدت جامعة صلاح الدين في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، يوم الأحد، حفل افتتاح النسخة الـ24 من مسابقة (الجسر الصيني للطلبة الأجانب والدوليين)، والتي تقام للعام الرابع على التوالي، بتنظيم مشترك بين قسم اللغة الصينية في كلية اللغات والقنصلية الصينية في المدينة.
وجرى الافتتاح بحضور رسمي وأكاديمي واسع ، من بينهم الدكتور سامان حسين عميد كلية اللغات، ومسؤولون حكوميون وممثلون عن الأحزاب السياسية، إلى جانب شخصيات دبلوماسية بارزة، منهم القنصل العام الصيني في الإقليم ليو جون، والمستشار فلاح مصطفى ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية سفين دزيي.
وقال القنصل العام الصيني، خلال كلمته في حفل الافتتاح، إن هذه المسابقة لا تقتصر فقط على الجانب التعليمي، بل تمثل جسراً حقيقياً للصداقة والمحبة والتفاهم بين الشعوب.
وأضاف ليو جون: شعار هذا العام هو عالم واحد، عائلة واحدة، وهو مستوحى من فكرة صينية قديمة تؤمن بإمكانية تعايش الحضارات المختلفة كعائلة واحدة.
وأكد أن القنصلية الصينية ستواصل دعمها لتطوير تعليم اللغة الصينية في إقليم كوردستان، من خلال توفير منح دراسية وفرص أكاديمية، وإرسال الطلبة إلى الصين ضمن الدورات الصيفية، إضافة إلى تسهيل منح التأشيرات السياحية وتعزيز الأنشطة الثقافية المشتركة، كتنظيم مهرجان السينما الصينية والمخيمات الصيفية للطلبة في الصين.
من جهته، أوضح الدكتور سامان حسين، أن حفل الافتتاح يشكل بداية سلسلة من الأنشطة الثقافية واللغوية ضمن المسابقة التي تحولت إلى تقليد سنوي يعكس عمق التعاون الأكاديمي بين قسم اللغة الصينية في جامعة صلاح الدين والقنصلية الصينية.
ولفت حسين، إلى أن خمسة من طلبة القسم يدرسون حالياً في الصين ضمن منحة دراسية لمدة ستة أشهر، بينما يتحضر آخرون للمشاركة في دورة صيفية تعليمية وثقافية هناك.
وتخلل حفل الافتتاح، عروضاً فنية صينية تقليدية، من بينها الموسيقى والرقصات الشعبية، وفقرات تعريفية باللغة والثقافة الصينية، وسط تفاعل لافت من الحضور.
من جانبه، ذكر سفين دزيي، في كلمته أن الصداقة بين كوردستان والصين تمتد لتشمل مجالات متعددة، من الاقتصاد والثقافة إلى التعليم ، مضيفاً: نأمل أن تتوسع هذه العلاقات لتشمل القطاع السياحي أيضاً، فمدينة أربيل، التي تعود حضارتها إلى العام 6000 قبل الميلاد، تمتلك المقومات لبناء جسور تواصل مع حضارات عريقة كالصين.
وأشار دزيي، إلى أهمية هذه الأنشطة في تعزيز الاستقرار المستقبلي، مردفاً بالقول: كلما زاد التفاعل بين الثقافات، كلما استطعنا بناء مستقبل أكثر استقراراً للأجيال القادمة”.
يُشار إلى أن اللغة الصينية، التي تُعد من أغنى اللغات في عدد الأحرف، تُعبر عن تراث حضاري عميق، وتعمل المؤسسات الأكاديمية والدبلوماسية في الإقليم على ترسيخ حضورها من خلال برامج تعليمية ومسابقات ثقافية سنوية.
ويأتي هذا الحفل، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثقافية والأكاديمية بين شعبي كوردستان والصين، وتأكيداً على أهمية الحوار الحضاري والتبادل المعرفي في بناء جسور دائمة من الصداقة والتفاهم .