الفن التشكيلي الكوردي .. مرآة تعكس هوية وتاريخ وثقافة الشعب الكوردي

التآخي : وكالات 

لا يوجد تعريف واحد أو موحد للفن التشكيلي الكوردي، ولكن يمكن القول بأنه ذاك النوع من الفنون البصرية التي تعبر عن هوية وثقافة وتاريخ الشعب الكوردي في الفنون الجميلة، من خلال الرسم والنحت والخزف وغيرها من الفنون البصرية.

يستخدم الفنانون التشكيليون الكورد مختلف المواد والتقنيات والأساليب لإنشاء أعمال فنية تحمل معاني ورسائل وقيم تهم المجتمع الكوردي والعالم. يوتأثر الفن التشكيلي الكوردي بالمدارس والاتجاهات الفنية المختلفة، مثل الواقعية، الانطباعية، التكعيبية، السيريالية، التجريدية وغيرها.

وهناك العديد من الفنانين التشكيليين الكورديين المعروفين محلياً ودولياً، مثل عبد السلام عبد الله، لقمان أحمد، إسماعيل خياط ودارا محمد علي. هؤلاء الفنانون استخدموا ألوان وأشكال مستوحاة من طبيعة وتقاليد ومناسبات كوردستان، مثل النوروز والزهور والجبال، لإظهار جمال وتنوع وصمود شعبهم.

سمات الفن التشكيلي الكوردي:

وهي مجموعة من الخصائص والمميزات التي تعكس هوية وثقافة وتاريخ الشعب الكوردي في الفنون البصرية.

وبشكل عام، يمكن تلخيص بعض هذه السمات على النحو التالي:

– استخدام الألوان الزاهية والحيوية والدافئة، مثل الأحمر والأصفر والأخضر، لإظهار جمال وتنوع وحياة كوردستان، وخاصة في مناسبات النوروز والزهور.

– استخدام الأشكال الهندسية والتكعيبية، مثل المربعات والمثلثات والدوائر، لإنشاء تكوينات متوازنة ومتناغمة، ولإظهار تأثير المدرسة التكعيبية² في الفن التشكيلي الكوردي.

– استخدام الرموز والإشارات التي تحمل معاني ثقافية ودينية وسياسية للشعب الكوردي، مثل الشمس والجبال والأعلام والأسلحة، لإبراز هوية وتاريخ ومقاومة كوردستان.

– استخدام التجريد والتجريب في الفن التشكيلي الكوردي، خاصة في الفترة الحديثة، لإظهار التجدد والابتكار والانفتاح على الفن التشكيلي العالمي، ولإثارة قضايا اجتماعية وإنسانية تهم المجتمع الكوردي.

مدارس واتجاهات الفن التشكيلي الكوردي:

هناك العديد من المدارس والاتجاهات في الفن التشكيلي الكوردي، ولكن بشكل عام يمكن تقسيمها إلى ثلاث فترات رئيسية:

– الفترة الأولى: 

تمتد من بداية القرن العشرين إلى عام 1960، وتتميز بالتأثر بالفنون التقليدية والشعبية والدينية الكوردية، وبالتعبير عن المعاناة والقمع والمقاومة الكوردية في مواجهة الأنظمة الحاكمة.

كما تتميز بالتأثر بالفن التشكيلي الغربي، خاصة المدرسة الواقعية والرومانسية والانطباعية.

من أبرز الفنانين في هذه الفترة: جلادت محمود، فؤاد علي، خليل خضر، جليل ميركه سعيد وعبد القادر كوجر.

– الفترة الثانية: 

تمتد من عام 1960 إلى عام 1990، وتتميز بالتجديد والابتكار والتجريب في الفن التشكيلي الكوردي، وبالاستفادة من المدارس والاتجاهات الغربية المختلفة، مثل التكعيبية، الوحشية، السيريالية، المستقبلية والتجريدية.

كما تتميز بإبراز هوية وثقافة وحضارة كوردستان، وبإظهار التنوع والغنى والحيوية في الحياة الكوردية.

من أبرز الفنانين في هذه الفترة: عبد السلام عبد الله، إسماعيل خياط، لقمان أحمد، صلاح نوري، خوشناف جاف وآزاد ناناكيلي.

– الفترة الثالثة: 

تمتد من عام 1990 إلى يومنا هذا، وتتميز بالانفتاح والتواصل مع الفن التشكيلي العالمي، وبالاستخدام المتقدم للتقنيات والوسائط المختلفة، مثل التصوير الضوئي، التصوير المتحرك، التثبيتات، التصوير ثلاثي الأبعاد وغيرها.

كما تتميز بإثارة قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية تهم المجتمع الكوردي والعالم.

من أبرز الفنانين في هذه الفترة: آلا رستم، آرو جبرائيل، آزاد ناناكيلي، آلان علي وآمنة حسين.

ويعد الفن التشكيلي الكوردي، جسراً للتواصل بين الكورد وباقي شعوب العالم، ووسيلة هامة للتعريف بالكورد وقضاياهم

قد يعجبك ايضا