التاخي – ناهي العامري
اقام منتدى بيتنا الثقافي ندوة بعنوان (رحلة غنائية في حياة الفنانة مائدة نزهت)، قدمها الباحث الموسيقيّ ستار الناصر، شاركه في الغناء الفنان علي حافظ.
بدأ الناصر التطرق الى بدايات المطربة مائدة نزهت،قائلًا “في بواكير حياتها الفنية كان للفنان والملحن الكبير أحمد الخليل حصة كبيرة في تلحين غالبية اغانيها، لذا سجلت لها الاذاعة العراقية جل اغانيها، وفي العام ١٩٥٧تركت الاذاعة وسافرت الى القاهرة لتلتقي الملحن وديع خوندة عام ١٩٥٨، تزوجها خوندة، فجاد عليها بالحانه الجميلة مما زاد من شهرتها، وفي تلك الاثناء بزغت ثورة ١٩٥٨ وسجلت هناك نشيد الثورة ( يم الفستان الاحمر .. فستانك حلو مشجر)، فظهرت شائعة ان الزعيم عبد الكريم قاسم له علاقة غرامية بمائدة، ثم زادت حساسية الاشاعة بعد اغنيتها اللاحقة التي مطلعها: گالو حلو كل الناس تهواه .. محبوبي ودليلي دوم وياه
معذبني الليالي .. وامغير احوالي
ثم لحن لها خندة اغنية؛ احبك لا اعوفك لا .. محتارة احبك لو لا
فانهالت عليها الحان الملحنيين الكبار، فبرزت من بينها أغنية:
اسألوا لا تسألوني .. اسألوه
هو محبوبي وعاوادنه ويلاه .. ويلاه
عافني والسبب ما أدري شگول
كلمة وحدة والسمعه من عذول
وآنه ما ادري اله شگول، ويلوه ويلوه عاوادنه ويلاه
وفي لقائها بالملحن عباس جميل اعجب بادائها وصوتها فقام بتلحين عدة اغان لها، ومنها أغنية: يا كاتم الاسرار ومحير الافكار .. بيني وبينك شصار، ثم غنت لفاروق هلال ؛ اسألت عنك ليلة ليلة .. ليلة. ليلة
اسألت عنك والحمام الدوح والورد الخميلة
وهكذا قرر وديع خندة ان يتبنى مائدة نزهت باعتبارها ثيمة جمالية ، ضافت للأغنية العراقية والبغدادية بشكل خاص نكهة ولون جديد.
وهكذا ابهج الاستاذ ستار الحضور، بعوده وادائه عدد من اغاني مائده بمشاركة المطرب علي حافظ الذي غنى اجمل أغانيها.
بعد ذلك شارك عدد من الحضور بمداخلات أثرت الاصبوحة، منها مداخلة الفنان طلال علي حيث قال: مائدة نزهت من طبقة الالبو (الواطئة) ما مكنها من اداء اجمل الاغاني بحرفية وموهبة عالية، كما وانها أجادت قراءة المقام العراقي، مضيفاً : صوت مائدة واضح الحروف وثابت النغم، وتمتلك اذن موسيقية متطورة، لانها عاشت بين مجتمع يحب سماع الأغاني العريقة، لم تكن صوت عادي ولا تشبه أي مطربة ولم تقلد واحدة من المطربات، غنت لملحنين مختلفين، لكن صوتها واحد ، وحين غنت چذاب كانت ملامح وترنيمة صوتها تختلف عما في صوت ياس خضر، فاحب الجمهور الاغنية بصوتها، كما انها غنت القصيدة من الحان سالم حسين، وختم طلال مداخلته مستدركا : ان مائدة نزهت تجربة فريدة في اللحنية العراقية، متمنياً ان تكون الدراسات الموسيقية حول تجربتها معمقة.
ومن المداخلات ايضا المتميزة مداخلة شاعر الاغنية فالح حسون الدراجي/ رئيس تحرير جريدة الحقيقة، مستذكرا اغانيها الرائعة في فترة السبعينات ، حاصودة وبيدي المنجل، من الحان كوكب حمزة، كذلك اغنية آنا امك يا زين اهبشلك منين، وكانت آخر أغانيها التي حققت صدىً واسعاً، من الحان طالب القرغولي هي:
لا يا هوى لا تلعب بحالي لعب لا .. ولا يا هوى لا تاخذ گليبي غصب لا..
واضاف انها اوقفت مسيرتها الفنية لانها تعرضت الى ضغوط جمة، منها شيوع الاغاني الهابطة، وفضلت الابتعاد عن الوسط الغنائي لتجنب أوامر القائد الضرورة، الذي كان يجبر المطربين بالظهور بحفلاته وفق مزاجه وما يناسب ذوقه العقيم.