التآخي : وكالات
لم يمض وقت طويل على وجود الفنان الكوردي من روجافا، جودي ماردينلي، في النمسا، لكنه جذب انتباه النمساويين بأعماله اللافتة.
كان مدرساً للغة الإنكليزية في كوردستان سوريا، والآن يدرّس الفن واللغة الإنكليزية في النمسا.
بقول لشبكة رووداو الاعلامية: “اسمي جودي ماردينلي، من كوردستان سوريا (روجافا)، أقيم في النمسا منذ عام 2014، درست الأدب الإنكليزي في سوريا”.
ويضيف أنه جاء إلى النمسا لإكمال دراسته، مردفاً: “عندما جئت إلى هنا شعرت أن حياة جديدة تنتظرني، أردت أن أدرس وأعمل وأتعلم اللغة وأردت أيضاً أن أتعلم فن الرسم، لكن بصراحة كل شيء كان صعباً للغاية، لذا في البداية حاولت تعلم اللغة ثم بدأت العمل، ثم أكملت دراستي”.
ويوضح جودي ماردينلي: “استمررت في الدراسة لمدة خمس أو ست سنوات تقريباً حتى أكملت درجة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية فيكتوريا، وفي السنوات الأربع الأخيرة، عملت كمدرس في النمسا”، مبيناً: “أنا مدرس رسم ومدرس لغة إنكليزية، وأقوم أيضاً برسم اللوحات، وعرضت لوحاتي في العديد من الأماكن في المعارض الفنية والمعارض وحتى في متاحف النمسا”.
افتتح معرضاً للوحات في تيرول وآخر في فيينا، كما أقام عدة معارض في مدينة لينز، وشارك أيضاً في ألمانيا وذهب مرة واحدة إلى التشيك كفنان وشارك بلوحاته.
الآن هو مبعوث النمسا إلى بعض البلدان لمدة شهر أو أكثر، حيث يبقى هناك ويعرض أعماله.
حصل على جائزتين في النمسا، إحداهما في عام 2020 والأخرى في عام 2022 وهي جائزة “في ليغر”، والتي كانت مشروع رسالة الماجستير الخاصة به حول قدومه من سوريا إلى النمسا.
كما حصل على جائزة أخرى عن قضية سنجار في عام 2022، واصفاً اياها بأنها كانت “جيدة جداً، بصراحة كانت جائزة لا مثيل لها، جائزة قيمة جداً بالنسبة لي”.
كما ألف كتاباً عن سبب ترك الناس لبلدانهم واختيار حياة الهجرة، وتحدث أيضاً عن تاريخهم، مضيفاً أن “هذا هو العمل الذي تحدثت عنه في كتابي المكون من ثلاثة أجزاء، وأتحدث أيضاً عن أعمالي، كيف جئت إلى النمسا، كل ذلك كتبته باللغة الإنكليزية”.
منذ عامين بدأ في جمع المعلومات حول هذا المشروع، وأجرى مقابلات مع بعض الأشخاص وكتب مقالاً عن حلبجة وتحدث أيضاً عن أسباب قتل الناس هناك، وتحدث أيضاً عن كارثة متاوزن التي راح ضحيتها آلاف الأشخاص قبل ثمانين عاماً.
ويوضح أنه “إذا رأيت مكاناً حزيناً كهذا، أتذكر حلبجة. لماذا هنا وحلبجة؟ حلبجة ضحية الأسلحة الكيميائية، لقد تحدثنا دائماً عن تاريخ حلبجة”.
جودي ماردينلي من مواليد عام 1988، أي أن كارثة حلبجة وقعت قبل بضعة أشهر من ولادته، والتي راح ضحيتها آلاف الأشخاص من كبار السن والشباب والنساء والأطفال.
كما يقول: “كان من المهم جداً بالنسبة لنا أن نتعرف على فنان يعرف نفسه ويروي لنا تلك الذكريات التي تمنحنا أفكاراً جديدة. تعرفنا على بعضنا البعض بشكل أفضل، ثم خططنا معاً لإقامة معرض، في البداية كانت لدينا فكرة، ثم أصبحت الفكرة شيئاً حقيقياً، بعد ذلك أقمنا معرضاً في عام 2025، وبهذه الطريقة تعرفنا على فنان كإنسان من ناحية، وفنان كفنان من ناحية أخرى”.