بصوت ضفدع ورق ورق …

فاطمة علي

هذا كان شعاراً يستخدمه بعض من كانوا في زمن النظام السابق، وقد أصبح بمثابة علامة مميزة لتلك الفترة المظلمة في تاريخ البلاد. يتذكر الجميع كيف كانت هذه العبارة تجوب الأحياء كجرس إنذار، تعبر عن معاناة المواطن الذي أُخمد صوته بفعل قمع النظام، محاصراً بين تقارير الفساد وسلسلة من الوعود السياسية الفارغة. أما اليوم، فقد تعود الأصداء لتُسمع من جديد، ولكن هذه المرة يتردد صدى “ورق ورق” لننتقد حكومتنا الحالية ووزيرة المالية، التي بدت وكأنها تحمل مفاتيح الخزينة، بينما يجد المواطن نفسه في بؤره من القلق والفقر.
كل شيء أصبح مرهوناً بمبلغ من المال؛ فالمستشفيات تفتقر إلى أساليب العلاج الأساسية، والأدوية الضرورية، مما يجعل حياة المرضى تحت وطأة الانتظار والقلق.
والكهرباء والمياه، وهما من أبسط حقوق الحياة، قد تحوّلا إلى كماليات لا يستطيع المواطن العادي تحمل تكلفتها.
إن كل زيارة طبية أو علاج باتت تكلّف مالاً يحتاج المواطن لمد يد العون للحصول عليه، لتغطية نفقاته اليومية التي لا تنتهي.
في خضم ذلك، نجد أن العديد من المواطنين يسعون إلى مجاملة الدول المجاورة، ربما كتعبير عن الاستسلام أو حتى الشك في إمكانية تحقيق أي تغيير حقيقي.
فمع كل رحلة للعمل، يجد المواطن نفسه في سباق محموم بين السيطرة على متطلبات الحياة اليومية وتحقيق أحلامه المتعثرة.
هذه الشريحة من الشعب تعيش في حالة من التشويش المتواصل حول هويتها ومكانتها، تتصارع بين الرغبة في التغيير والمعاناة اليومية، مما يُجسّد حال أمة تمزّقها الفجوة الكبيرة بين الأمل واليأس.
عن أي دولة نتحدث، وأي إنصاف يُمكن أن يحظى به أبناء الشعب؟وسط هذا الواقع المؤلم، نجد أن من يصمت عن الحق يصبح كشيطان أخرس، حيث إن الصمت لا يُعتبر بادرة سلام أو استسلام، بل يُظهر مدى الخوف والتردد الذي يعاني منه المجتمع في كسر جدار العادات والتقاليد والتمرد على الظلم.
ومع تقدم الزمن، يتوجب على الضمير الشعبي أن يستفيق ويجهر برغبة حقيقية في التغيير، مُعلناً أن نهاية هذه الغابة من السرقة والفساد تحتاج إلى صرخة حقيقية من القلب، تطهر المجتمع من تلك الشياطين التي لا تزال تسعى للنهب في وضح النهار وتخضع لحياة كريمة مُهدّدة.

قد يعجبك ايضا