■قصيدة مميّزَة ولمحة نقديّة■ القصيدة ■”من أيِّ معدنٍ أنا”■ للشاعر… سامي عوض الله|| بيت جالا لا فضةٌ أنا و لا أنا ذهبْ. في معدني انصهارُ كلّ شيءٍ آخر ٍ و رغم أنني وُجدتُ بين عنصر الحديد ِ و الحجرْ لا حجرٌ يكسرني و لا يصيبني صدأ أنا البُرونزْ. يشبهني القمرْ مُطَعَّمٌ بخضرةِ الزيتون بشرتي بنيةٌ كالقمح. ليس البريق من شمائلي لكنّ صوتي واضحٌ و جارحٌ أنا صانعُ الأجراس ِ و الأجراس ُ صوت الوقت و الصلاة قلادةٌ على صدور الباسلات التّرسُ معدني و السيفُ معدني و نفخةٌ في الصورِ بوقٌ في فم الإله أنا لا أتوّجُ الملوك. و لا أذوب في معالقِ النبلاء و قد أكونُ قطعةً نقديةً بخيسةً في قبضة الفقراء لكنها مجبولةٌ بالكدحٍ و الدماءِ و الغضب بُرونزيٌّ أنا لا فضةٌ أنا و لا أنا ذهب. ■سامي عوض الله البيتجالي■ ■■■■■ الشاعرة ريتا في تحليلها للقصيدة : يبدأ الشاعر رحلة البحث عن الذات من خلال طرح السؤال: (من أيّ معدن أنا؟! ) وذلك انطلاقا من المثل القائل: (الناس معادن) متأرجحًا على ميزان الاحتمالات ما بين كفَّتَيً النًفي واليقين. على كفّة النًفي نجد هذه الاحتمالات: أنا لست فضة. أنا لست ذهبا. لا حجر يكسرني. لا يصيبني الصدأ. البريق ليس من شمائلي. أنا لا أتوّج الملوك. أنا لا أذوب في معالق النبلاء. من جهة أخرى، نجد على كفّة اليقين، الاحتمالات التالية: – في معدني انصهار كلّ شيء. – أنا بين عنصريّ الحديد والحجر. -أنا البرونز. – القمر يشبهني. -بشرتي بنيّة كالقمح. -صوتي واضح وجارح. – أنا صانع الأجراس. – الترس معدني..السيف معدني.. ما بين هذه الكفّة وتلك يكتشف الشًاعر ويكشف لنا أنّه (انسان)، (لا معدن) ويكشف عن أصالته كإنسان من خلال التًعابير التالية: هو لا يتملّق الأغنياء( لا أذوب في معالق النبلاء), ليس له سلطة على تتويج الرؤساء(تتويج الملوك)، لا يبحث كشاعر عن أضواء الشّهرة (البريق ليس من شمائلي)، معنوياته قويّة (لا حجر يكسرني)، وطاقاته ايجابيّة( لا يصيبني الصدأ)، صوته كشاعر واضح وجارح، تضامنه مع الفقراء واضح( قد أكون قطعة نقديَّة في قبضة الفقراء..). أمّا البرونز فهو لون بشرة الفلاح الذي لفحته الشمس. من هنا، نرى أنّ الشاعر ليس مجبول من (معدن) إنّما هو (إنسان) يتعاطف مع قضايا شعبه ( الكدح والدماء والغضب) ويعيشها. ■■■ تعقيب الشاعر ريتا عودة، المبدعة ليس في سماء الشّعر ، فقط، و انما في سبره و الغوص في اعماقه و اكتشاف ما لم يكتشفه باحث متمرس ذواق و خلاق. لا ادري كيف اشكركِ على هذا التحليل الفائق في جماله و عمقه لقصيدتي ( مِن إيّ معدن أنا)