عامر القيسي
لم تعد قضية رواتب موظفي اقليم كردستان بحاجة الى عرّافين وقارئي فناجين لنعرف انها ورقة لعب سياسية تستخدمها بغداد ضد الاقليم كلّما احتاجت الى صفقة او تمرير قضية ، وهو استخدام يفتقر الى ابسط قيم الاخوة والمواطنة والاخلاق والموقف الانساني ، لسبب بسيط ووحيد وواضح ، هو ان المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط في الاقليم بعقوبة على ذنب او اختلاق ذنب لم يرتكبه !
الحكومة الاتحادية لاتحتاج الى جهد كبير لاختلاق المبررات ، لانجد حاجة لتكرارها ، من أجل استخدام هذه الورقة الفاقدة لأي مبررات دستورية وقانونية . والشفافية الاخلاقية لدى الحكومة الاتحادية ووزارة ماليتها ، ان يكون قرار ايقاف صرف الرواتب قبل عطلة عيد الاضحى بأيام كهدية لموظفي ومتقاعدي الاقليم هدية مغلّفة بأخلاق صفراء حاقدة تنتمي الى عهود الاستبداد !
لايمكن اعفاء السوداني من موقف خبيث كهذا ..
لا يمكن اعفاء الاطار التنسيقي من هذا الموقف الذي يعبّر عن ” روح وطنية ” يهمها التآخي ووحدة الوطن !
لايمكن اعفاء وزيرة المالية من “صحوتها ” الضميرية المبكرة أو المتأخرة لافرق لديها لان الهدف من هذه الصحوة هو هدف عقلية شوفينية حاقدة …!
اعتقد ان الكرة الآن في ملعب الكرد ، بقدر ماهي بملعب السوداني الذي قد يكون مستهدفا من هذه الحركة المشبوهة ،لاستثمار كل الاوراق السياسية الداخلية والخارجية لاخراج ورقة لعب الرواتب من طاولة أي تسويات سياسية او مقايضات او صفقات ..
فلا صفقة ولا تسوية ولا توافق ولا مقايضات على حساب لقمة الفقراء والتلاعب بها حسب المزاجيات ..
ينبغي اخراج هذه الورقة من سياسة ” هذا الشهر والقادم الله كريم” …!
على الاحزاب الكردية ان تنفض عن كاهلها الخلافات والترضيات والخروج بموقف موحد بشأن هذه القضية الاكثر حساسية لدى الشعب الكردي..!
قضية أكبر بما لايقاس من منصب هنا أو كرسي هناك ، قضية لاتتعلق بلقمة الاطفال فقط بل ، من دون مجاملة ،بمصداقية الاحزاب التي لاتكف عن المناداة بمصالح الشعب الكردي وتشتغل بالضد منها سواء بعلم او جهل ا و غباء سياسي !
لكن هذه القضية لاتحتمل نتائج سياسات بهذا المعنى ..!