اقليم كوردستان: لن يُجبر أي نازح على العودة و لاسيما بمناطق سيطرة داعش سابقاً

 

أربيل – التآخي

جدد منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كوردستان ديندار زيباري، يوم الثلاثاء، موقف حكومة الإقليم برفض العودة القسرية للنازحين الى مناطقهم ومدنهم داخل العراق.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر الخبراء الإقليمي حول الأشخاص المفقودين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي حضره ممثلون عن 8 دول والبعثات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد.

وأكد زيباري في كلمته، على التزام حكومة إقليم كوردستان الراسخ بالكشف عن مصير المفقودين و ضمان المساءلة عن جرائم الاختفاء القسري.

وقال إن، شعب كوردستان تحمّل النصيب الأكبر من الجرائم، بدءًا من حملة الأنفال سيئة الصيت وصولاً إلى جرائم داعش ضد الإيزيديين والأقليات الأخرى.

واستذكر اختفاء أكثر من 182,000 مدني خلال عمليات الأنفال، من بينهم 8,000 رجل من البارزانيين، مشيرا إلى استخراج رفات الضحايا من 75 مقبرة جماعية في جميع أنحاء العراق، مع تحديد هوية 3,659 ضحية وإعادة رفاتهم. وتعكس هذه الإجراءات جهودًا مؤسسية مستمرة لمواجهة إرث العنف وإيصال الحقيقة إلى المجتمعات المتضررة.

وتطرق زيباري الى انقاذ اقليم كوردستان ضحايا داعش. من بين 6,417 حالة اختطاف موثقة، للايزديين، تم إنقاذ 3,587 شخصًا، بينما لا يزال 2,830 شخصًا في عداد المفقودين.

وسلط الضوء على العمل التعاوني مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة (يونيتاد)، والذي أدى إلى حفظ ورقمنة أكثر من 408,000 صفحة من ملفات التحقيق، وهي تعتبر أساسية للإجراءات القضائية المستقبلية بحق مجرمي داعش.

كما تطرق الى موضوع إعادة التأهيل والدعم من قبل حكومة الإقليم، بما في ذلك مرافق متخصصة مثل معهد العلاج النفسي في دهوك، ومركز توثيق الجرائم الجنسية المتعلقة بالإبادة الجماعية، ومركز مخصص لمساعدة النساء المحررات.

وذكر زيباري قد قدمت هذه المؤسسات مجتمعة الدعم النفسي والقانوني لأكثر من 1,278 ناجيًا. كما عُرضت مبادرات الطب الشرعي المتقدمة، بما في ذلك تحديد الحمض النووي، كأدوات رئيسية في تحديد هوية الرفات وتسهيل طي صفحة الماضي لعائلات الضحايا.

و اوضح موقف حكومة إقليم كوردستان من عودة النازحين قائلا: لن يُجبر أي فرد على العودة، لا سيما في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، مؤكدا أن العودة الطوعية والآمنة والكريمة تظل ركيزة أساسية في السياسة الإنسانية لحكومة الإقليم.

‏ديندار زيباري اشار الى التوصيات الدولية حول ملف المفقودين و المختفين قسرا قائلا: تؤيد حكومة إقليم كوردستان للعديد من التوصيات المقدمة خلال الاستعراض الدوري الشامل للعراق لعام 2025.

وتشمل هذه التوصيات الاعتراف الرسمي بالاختفاء القسري كجريمة جنائية مستقلة، وتوسيع نطاق القدرة على التحقيق، وإنشاء سجل وطني للمفقودين، وتعزيز حماية الأقليات والنساء والأطفال. وتُعد هذه التدابير جزءًا لا يتجزأ من خطة حكومة إقليم كوردستان لحقوق الإنسان (2021-2025)، التي تضع العدالة والمساءلة ودعم الناجين في صميمها.

وفي الختام، ناشد منسق التوصيات الدولية المجتمع الدولي القيام بواجباتها الإنسانية و تقديم الدعم الفني والمالي واللوجستي للاسراع في التقصي عن حالات الاختفاء القسري.

وأكد مجددًا أن إحراز تقدم ملموس يتطلب تعاونًا مستدامًا بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية والشركاء الدوليين، بهدف منع تكرار هذه الجرائم، وتحقيق العدالة، وتوفير إجابات طال انتظارها لعائلات المفقودين.

قد يعجبك ايضا