(دور المثقف في صناعة البديل، قراءة في الراهن الثقافي)

التاخي – ناهي العامري

اقام منتدى بيتنا الثقافي ندوة بعنوان (دور المثقف في صناعة البديل، قراءة في الراهن الثقافي)، تناوب على تقديمها المحاضر الدكتور علي ابراهيم والشاعرة والاعلامية ابتهال بليبل.

ادار الندوة الشاعر حسين المخزومي، الذي بدأ بتقديم الدكتور على ابراهيم بقراءة سيرته الذاتية، بكالوريوس آداب من الجامعة المستنصرية، حصل على الدكتوراه من جامعة صوفيا، ومن مؤلفاته (الزمان والمكان في روايات غائب طعمة فرمان، السرد العراقي بعيدا عن سماواته.
بدأ ابراهيم بتعريف المثقف حيث قال: هو ليس فقط المبدع والمؤلف والقارئ ، انما هو الذي يستطيع ان يغير المجتمع، ويجب عليه ان لا يكون منزوي وغير فعال، بل عليه ان يغير من ثقافة المجتمع ، وعدم قبول ثقافة متخلفة تسيء للبلد، وطرح البدائل، واضاف : ان الاعتزاز بالثقافة البالية ما الا قصور المثقف وعدم قدرته على ايصال الثقافة المتطورة، كما ان الابداع ضروري لكنه لا يكفي لتوصيل الثقافة ما لم يعزز بالفعل الثقافي، وهذه المحصلة تقودنا الى ان الثقافة بدون حريات ووعي اجتماعي واقتصادي تبقى قاصرة في استنهاض ثقافة المجتمع وتطويرها.

ثم تطرق ابراهيم الى حالة مهمة في حياة المثقف، الا وهي ان يكون بعيد عن الاستبداد، سواء كان في وقت النضال أو خارجه، ولا يستسلم للثقافة السائدة المتخلفة، بل عليه السعي لتغيرها، وهذا يعني ان دور المثقف لا يقتصر على العملية الابداعية حسب، بل يكون طليعيا في عملية التغيير وفي ذات الوقت الابتعاد عن الجمود والخمول الفكري.؟

بعد ذلك قرأ المخزومي سيرة الشاعرة والإعلامية ابتهال بليبل، وهي عضو الإتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، عضو نقابة الصحفيين العراقيين، حاصلة على شهادة بكالوريوس في الاداب قسم الاعلام، عملت في الصحافة المكتوبة والمرئية، منها صحيفة التاخي، وهي الان محررة الصفحة الثقافية في جريدة الصباح.

استهلت بليبل محاضرتها بتعريف المثقف، وقالت: يقصد بالمثقف الشخص الذي يمتلك وعيا نقديا بقضايا المجتمع، ويسعى الى تفكيك الواقع وتحليله عبر ادوات فكرية أو فنية أو إبداعية، وقد يكون كاتبا ، فنانا، اكاديميا، ناشطا، او صانع رأي عام، ويكون دوره متجاوزا للنقد السلبي، ويشمل ذلك: الكشف عن الازمات، مثل التهميش الاجتماعي، الاستبداد السياسي او انهيار القيم.
طرح رؤى بديلة عبر افكار أو مشاريع ثقافية تقدم حلولاً أو نماذج مغايرة للواقع المهيمن.
التنوير والتوعية عبر خلق حوار مجتمعي حول قضايا معقدة كالديموقراطية  الهوية، أو العدالة الاجتماعية.

عرجت بليبل على كيفية صناعة البديل، ويشمل ذلّك الصناعة في المجال الثقافي مثل انشاء مشاريع ثقافية، الصناعة في المجال السياسي مثل بناء مؤسسات وحركات سياسية قادرة على التغيير وليس الاكتفاء بالخطابات والشعارات السياسية، وفي المجال الفني مثل انتاج أعمال فنية مكتملة العناصر كالافلام والالبومات الموسيقية او المعارض الفنية المتطورة.

واضافت بليبل ان اهمية الصناعة تكمن في التأثير المباشر على الواقع المجتمعي، مثل بناء مدارس ومشاريع ملموسة، كذلك تدعم الصناعة بناء الهوية، فالمشاريع الثقافية تشكل وعي الاجيال، كالافلام التي تعكس التراث. كما ان تلك المشاريع تخلق فرص عمل، كالوظائف في الانتاج والتسويق وغيرها.
وهذه الصناعة تساعد على مواجهة الهيمنة التي تبديها مجموعة أو طبقة على المجتمع، أو الانظمة الفكرية المُسيطرة، وعززت بليبل رؤيتها بالفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي، الذي يرى ان الهيمنة الثقافية تُحافظ على السلطة عبر جعل الاديولوجية السائدة مقبولة حتى من قبل المضطهدين.

قد يعجبك ايضا