نحو إنشاء ضريح الخالدين

 

 

 

د. توفيق رفيق التونچي

 

قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة.

الصروح والأضرحة بصورة عامة رموز لشخصيات دينية، وطنية وأدبية او مجرد رمزيه كما هي عليها صرح الجندي المجهول والمتواجد في معظم دول العالم الصرح يقام لتثمين هؤلاء ولتخليد ذكراهم. هؤلاء ممن ضحوا أنفسهم وبحياتهم من سبيل أوطانهم وقضايا امتهم.

 

لا ريب ان إقامة صروح للقادة وللشخصيات السياسية والأدبية تقليد اتبع في جميع أنحاء العالم. شعب كوردستان يرى من قائد الأمة الخالد البارزاني البيشمركة رمزا وطنيا وشخصية وطنية أوصل شعب كوردستان إلى ما هو عليه الآن وعرف قضيته في العالم وكل مكتسبات اليوم جاء نتيجة لنضاله وصبرة وضحى بالغالي في سبيل القضية المركزية لتحرير شعبه ونيل حقوقه المشروعة.

 

لا ريب علينا قبل البدا بالحديث عن إنشاء “ضريح الخالدين” يجب احترام التقاليد الدينية في الدفن وقبور المسلمين ولذلك سأكون محددا في اقتراحي في إنشاء هذا الصرح على شكل فقط قبة كبيرة مفتوحة الجوانب على قبر الخالد البارزاني وولده الشهيد إدريس البارزاني التعين مكان حديد ونقل رفاتهم ووفاة البيشمركة. احترام التقاليد والأعراف مهم جدا ولذا اقترح عدم إجراء اي تغير على القبور نفسها، ولكن تخطيط شارع او مسار من المرمر كطريق مسقوف يصل إلى القبة تزين جانبي بتماثيل او بأسماء الشهداء وعظماء الأمة من سياسيين من البيشمركة ورجال الأدب والفن وجميع العقائد ولتكن القبة وأعمدتها من زخارف من الخزف الكاشاني الجميل من زخارف يجيد صنعها في كوردستان ايران والمرمر من والحجر من سوريا وتركيا كي تكون مواد البناء من كافة أجزاء كوردستان. قد يحتاج الأمر نقل بعض القبور لإنشاء الطريق او المسار المؤدي إلى الضريح في حالة إنشاء المجمع والضريح في المقبرة الحالية ولكن من الأفضل نقل الرفاة مرة أخرى الى وادي يخصص لهذا المشروع.

 

الجدير بالذكر وكما ذكرت هناك أضرحه مشابهة في جميع أنحاء العالم في أمريكا لرؤساء الدولة للرئيس ابرهام لينكولن وفي موسكو ل لينين وفي بلغاريا وتركيا لعدنان مندرس وفي اليابان والصين ومنغوليا وإسبانيا ودول أخرى كثيرة.

الضريح كما هو معروف بناء يشيّد فوق قبر أو مكان دفن شخصية مهمة تخليدًا لذكراها يزوره الناس وتتحول إلى مكان لزيارات الرسمية وللضيوف القادمين من جميع أنحاء العالم. وفي مكان ليس ببعيد عن الصرح لينشأ متحف الخالدين يجمع فيه تذكارات تاريخيّة احتفظ بها، وكما اعرف للخالد البارزاني وللبيشمركة هناك العديد من المقتنيات.

 

يلحق بالمجمع بإضافة الى المتحف والضريح كذلك قاعات الاجتماعات ومرافق أخرى. يكون الضريح مكانا للذاكرة الجمعية ولتكريم وتخليد وللتأمل والدراسة والتعليم للأجيال القادمة. ربما يقوم المعماري الذي سوف يصمم المكان بإنشاء قنوات للماء الجاري ونافورات على جانبي الطريق المؤدي إلى الضريح وزرع الزهور على جانبي الطريق.

 

هذا بالنسبة لي قارئي الكريم، أمنية سوف لن أراه في حياتي لكني ملزم بكتابة هذا الاقتراح للحكومة الإقليم بإسراع في دراسة إنشاء هذا المعلم التاريخيّ تقديرا لنضال الخالد البارزاني والبيشمركة الخالدين. لا ريب ان هذا المقترح لإنشاء الضريح يجب ان يناقش في برلمان الإقليم وإصدار قانون خاص بإنشاء الضريح وتخصيص ميزانيةً خاصة وفرز الأراضي وأمور خاصة بادرتها والاعتناء بها وتطويرها في المستقبل.

 

السويد

٢٠٢٥

قد يعجبك ايضا