أربيل – التآخي
قال القنصل الفلسطيني السابق لدى إقليم كوردستان، نظمي حزوري، إن لقاءه الأخير مع الرئيس محمود عباس في بيروت كان فرصة مهمّة لاستعراض مسار العلاقات الفلسطينية – الكوردستانية، مؤكداً أن هذه العلاقات ليست طارئة أو بروتوكولية، بل متجذرة وعميقة، وتحمل طابعاً إنسانياً ونضالياً مشتركاً.
وأضاف حزوري: تشرفت بلقاء فخامة الرئيس خلال زيارته إلى لبنان، وقد استعرضنا خلال اللقاء تجربة دبلوماسية امتدت لأكثر من 14 عاماً في إقليم كوردستان، كانت مليئة بالمحطات التي عكست مدى الاحترام والتقدير المتبادل بين القيادتين والشعبين.
وأشار إلى أن العلاقات الفلسطينية – الكوردية شهدت خلال السنوات الماضية نقلة نوعية، بدأت منذ أيام القائد ياسر عرفات والزعيمين مسعود بارزاني وجلال طالباني، وتواصلت اليوم بقيادة الرئيس عباس، مؤكداً أن الدعم الكوردي للقضية الفلسطينية لم يكن يوماً موقفاً عابراً، بل هو التزام ثابت يعكس روح التضامن الأخوي.
وتابع حزوري في تصريحاته: أطلعت فخامة الرئيس على الدعم الذي قدّمه الإقليم، سواء من خلال المواقف السياسية المشرّفة أو الجهود الإنسانية، من رعاية الجالية الفلسطينية وتقديم المنح التعليمية، وصولاً إلى المساعدات الإغاثية المستمرة لأهلنا في غزة.
ونوّه بدور المؤسسات الكوردية في هذا المجال، قائلاً: مؤسسة بارزاني الخيرية، ومنظمة بخشين، وهيئة الرعاية الإسلامية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني، كانت على الدوام سنداً لأبناء شعبنا، وقد لمستُ منهم دعماً صادقاً في كل مراحل عملي.
وحول وداعه الرسمي من إقليم كوردستان، قال القنصل حزوري: ما لقيته من تقدير رسمي وشعبي عند انتهاء مهمتي ترك في نفسي أثراً عميقاً. هذا الشعب الوفي، وهذه القيادة الحكيمة، كانت شريكاً حقيقياً في النضال والموقف الإنساني.
وختم حديثه بالقول: العلاقة بين فلسطين وكوردستان هي علاقة أصيلة، تقوم على التقدير المتبادل، والدعم المشترك في وجه التحديات. وسأظل فخوراً بأنني كنت جزءاً من هذه التجربة التي أعتبرها من أهم محطات حياتي الدبلوماسية.