أربيل – التآخي
تُعد زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية محطة مفصلية في مسار العلاقات الدولية للإقليم، وخطوة نوعية نحو ترسيخ حضوره السياسي والدبلوماسي على الساحة العالمية.
ويؤكد مراقبون وخبراء أن هذه التحركات تمثل انتقالاً إلى مرحلة جديدة من الحضور الفاعل لإقليم كوردستان في المعادلة الدولية.
مرحلة جديدة من العلاقات الدولية
تحركات رئيس حكومة اقليم كوردستان، لا تُقرأ فقط كبروتوكول رسمي، بل كرسالة استراتيجية واضحة تُشير إلى تقدم مستمر في موقع كوردستان الدبلوماسي والسياسي.
ويذهب محللون إلى أن هذه الزيارة تضع أسساً لتحالفات أوسع وأكثر تأثيراً، وخصوصاً مع واحدة من أهم القوى العالمية.
السياسي الكوردي عمر شيخ موس قال: خطوات مسرور بارزاني نجاح كبير للدبلوماسية الكوردية، وقد أعطت هذه اللقاءات زخماً سياسياً وقوة إضافية للإقليم على المستويين الإقليمي والدولي.
دعوات لتوسيع العلاقات
من جهته، يرى الكاتب والمفكر المعروف إسماعيل بشكجي أن هذه الزيارة تمثل توجهاً استراتيجياً يجب البناء عليه، مؤكداً ل: يجب على الكورد أن يوسعوا علاقاتهم مع أمريكا بهذا الشكل، ومن الضروري اتخاذ خطوات إضافية لتحقيق إنجازات أكبر في المستقبل.
ويعكس هذا التصريح إدراكاً متزايداً لأهمية التحالفات الدولية في دعم تطلعات الشعب الكوردي وضمان استقرار الإقليم وازدهاره.
حليف استراتيجي للولايات المتحدة
أما السياسي العراقي مثال الآلوسي فقد وصف الاتفاقات التي تمخضت عن زيارة بارزاني بأنها بشرى لإنقاذ العراق من الأجندات الخارجية، مشدداً على أهمية دور كوردستان في ضمان توازن سياسي داخل العراق. وأضاف: إقليم كوردستان هو أقوى حليف لأمريكا في المنطقة، ويُمكن أن يشكّل جسراً بين واشنطن وبغداد من جهة، وبين القوى الإقليمية من جهة أخرى.
زيارة مسرور بارزاني إلى الولايات المتحدة لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية، بل جاءت لتؤكد نضج الدبلوماسية الكوردية وفاعليتها، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الدولي. وتُشكل هذه الخطوة منعطفاً سياسياً بارزاً، ليس فقط لكوردستان، بل للعراق والمنطقة بأسرها، لما تحمله من رسائل قوة، واستقرار، وشراكة استراتيجية طويلة الأمد.