ماجد زيدان
وافقت المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والأجنبي في وزارة التربية على قبول خريجي مراكز محو الأمية والتعليم المسرع واليافعين الحاصلين على شهادة الدراسية الابتدائية في الدراسة المتوسطة المسائية وزيادة سقف القبول من عمر 20 سنة ولغاية 28 سنة .
هذه الخطوة جاءت في مكانها , لأنه الدراسة والتعلم وتجاوز الامية ثبت بالتجربة الناجحة انه لا تقتصر مكافحتها على الصفوف الاولية , وهي غير كافية لمنع الارتداد عنها , لذلك لجات الدول الى ابقاء المتعلم اطول فترة في الدراسة والتمكن منها , حتى انها جعلت مدة الدراسة الالزامية ليست ستة سنوات , وانما تسع سنوات ,أي تكون لنهاية المرحلة المتوسطة .
في الواقع من خلال احصاءات وزارة التربية هناك اقبال على مراكز محو الامية , لانه اقترن بالامتيازات والاشتراطات التي تفرضها العملية التعليمية والتربوية واشغال فرص العمل الشاغرة , التي اصبح من متطلباتها ان يكون المتقدم اليها اولا يعرف القراءة والكتابة وخريج المرحلة الالزامية في التعليم ,اضافة الى علاقة بعضها بتحديد الراتب والاجور ..
الرغبة في التعلم والدراسة لا تتحدد بعمر معين , وان الحياة ومواكبة تطورها صارت الدراسة احدى مستلزماتها , وتقدم الكثير من الدول الاغراءات وكل ما يشجع على الاستمرار في الدراسة وعلى مختلف المستويات, المهم ان تكون هناك رغبة وانتظام فيها وسعي جاد اليها ..
كثير من الاصدقاء في الخارج يذكرون لنا , وهم من اعمار كبيرة انهم يدرسون ويتعلمون في مهن شتى , وينتظمون في المعاهد والكليات ويلتحقون في الدورات التدريبية والورش كي لا يتخلفوا عن تطور المهن او تخطي انقراض بعضها , لا يوجد ما يعيق من تحقيق طموحاتهم وتطور امكاناتهم , بل ان عدم الاقدام عليها يعتبر في بعض المجتمعات عوق جسدي وذهني , وليس مثلما هو الحال في بلدنا , حيث الغالبية الساحقة تعمل بالمثل القائل ” من شاب ودوه للكتاب ” , الطموح في مواكبة النمو والتطور في العلم والحياة اصبح سمة لهذه الشعوب وجزء اساس في تنميتها لا جدال ونقاش بشأنه , ولا تهرب منه , بل بالعكس ضغط للتمكين منه , وليكون عملا متكاملا يؤدي الغرض والهدف الذي استحدث من اجله, ونهاية لمرض الامية الخبيث .
ان هذه الخطوة كي تأتي اؤكلها بحاجة الى ان تقترن بحوافز للذين يجتازونها بنجاح , وبذلك تعم الفائدة للمتلقي ولمن يقدمون عليها .
,