أربيل .. مؤسسة روانكة تنهي زراعة 20 ألف شجرة زيتون تنتج ملايين لترات الأكسجين يومياً

 

أربيل – التآخي

انتهى العمل على مشروع زراعة 20 ألف شتلة زيتون إسباني في أربيل، عقب مضي عامين على إطلاقه من قبل مؤسسة روانكة، التي قالت إن الأشجار ستكون لديها القدرة على إنتاج أربعة ملايين لتر من الأكسجين يومياً.

تم الإعلان عن الانتهاء من مشروع زراعة 20 ألف شتلة زيتون إسباني في أربيل يوم الأحد 25 أيار 2025، في حفل حضره إدريس نيجيرفان بارزاني رئيس مؤسسة روانكة، ووزيرة الزراعة والموارد المائية، بيكرد طالباني، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان فوزي حريري وعدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين.

نفذ المشروع من قبل مؤسسة روانكة بالتعاون مع منظمة (جي آي زد) الألمانية ووزارة الزراعة في مرتفعات كسنزان بأربيل، وقدم حسن شيخ علاء الدين، المدير التنفيذي لمؤسسة روانكة، كلمة في الحفل أوضح فيها أنه تم العمل على المشروع منذ عام 2023، وفي نيسان الماضي قدمت منظمة جي آي زد الألمانية 11 ألف شجرة لمؤسسة روانكة التي بدأت الزراعة.

وبحسب علاء الدين، فإن الأشجار التسعة آلاف الأخرى تم توفيرها من قبل إدريس بارزاني، والآن تمت زراعة 20 ألف شجرة زيتون هنا.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة روانكة إنه إلى جانب حماية البيئة، ستكون لهذه الأشجار العشرين ألفاً القدرة على توفير أربعة ملايين لتر من الأكسجين يومياً، وهي كمية الأكسجين اللازمة لتسعة آلاف شخص.

وأوضح المدير التنفيذ للمؤسسة، أنه إذا أثمرت الأشجار العشرون ألفاً، ستكون لديها القدرة على إنتاج 120 طناً من زيت الزيتون و400 طن من الزيتون.

اختيرت الشتلات من أصناف الزيتون الإسباني،وقد أرجع المدير التنفيذي لمؤسسة روانكة السبب في ذلك إلى أنها تثمر أسرع بكثير من أشجار الزيتون العراقية، أي في غضون عامين فقط.

ولا تحتاج أشجار الزيتون سوى كمية قليلة من الماء مقارنة بالأشجار الأخرى، فيما أشار حسن شيخ علاء الدين إلى أنه “باستخدام التقنيات الحديثة، تم استخدام خزانات المياه (ووتر بوكس) لري الأشجار التي تحتاج فقط إلى إعادة ملئها مرة أو مرتين خلال فصل الصيف.

وبحسب المشروع، فقد وضع خزان مياه لكل شجرة يسع 15 إلى 20 لتراً من الماء، وقد لا يحتاج في الغالب إلى إعادة الملء سوى مرة واحدة شهرياً، مما يمنع هدر المياه تماماً.

توفير فرص عمل

من جانبها، قدمت سوما وهاب، ممثلة وكالة جي آي زد الألمانية، كلمة قالت فيها إن “زراعة هذه الأشجار العشرين ألفاً ليست مجرد مشروع بيئي، بل هي شهادة على التجديد والأمل والمرونة”.

وبحسب سوما وهاب، فإن هذا المشروع كان نتيجة عمل جماعي للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمع المضيف، بمن فيهم النساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضحت ممثلة منظمة جي آي زد الألمانية فوائد هذا المشروع كما يلي:

– يعالج مشكلة التصحر وتدهور التربة في الأراضي.

– يخلق بيئة صغيرة لتعزيز التنوع البيولوجي.

– يتوقع امتصاص 200 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

– توفير هواء نقي وظل لهذه المنطقة السياحية خارج أربيل.

– توفير فرص عمل للأشخاص الأكثر احتياجاً.

– إنتاج الزيتون يساعد في خلق سبل عيش مستدامة للمنطقة.

تعاون مع إيطاليا

بدورها، تحدثت بيكرد طالباني، وزيرة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان، خلال الحفل عن أهمية المشروع، مشيرة إلى أنه تم تنفيذه في وقت شغل فيه التغير المناخي معظم دول العالم.

وأشارت إلى تنسيق وزارتها مع مؤسسة روانكة، قائلة عندما قدموا لنا اقتراحاً للتعاون، خاصة فيما يتعلق بتغير المناخ، رأيت بالتأكيد جدية كبيرة جداً في نوايا هذه المؤسسة للقيام بعمل كبير من هذا النوع.

وأكدت وزيرة الزراعة أن هذه الأشجار العشرين ألفاً مزروعة بجودة جيدة جداً وبتقنيات زراعية حديثة، مضيفاً علينا من الآن فصاعداً أن نتعاون معاً لحمايتها، حتى تبدأ بالإثمار.

 

وشكرت طالباني، إدريس نيجيرفان بارزاني، قائلة: ما يدفعنا لنقل تعاوننا مع مؤسسة روانكة إلى مستوى آخر هو جديتهم في العمل.

وذكرت وزيرة الزراعة والموارد المائية بحكومة إقليم كوردستان، أن لديهم خطة لزيادة مساحة زراعة الزيتون في إقليم كوردستان وتدريب المزارعين ومسح بساتين الزيتون وأن يبدؤوا العمل المشترك مع دولة إيطاليا أيضاً.

ولفتت إلى أن الهدف من العمل المشترك مع الدول المتقدمة مثل إيطاليا هو تغيير ثقافة تخضير المساحات، بحيث لا تقتصر زراعة الأشجار على توفير الأكسجين وتقليل ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل نريد تطوير تلك الأشجار ذات الفوائد الاقتصادية التي يمكنها تحمل قلة المياه في مراحل الجفاف.

وتعتقد وزيرة الزراعة أنه من المهم إعداد مشروع آخر لإدارة هذه الأشجار العشرين ألفاً، حتى نتمكن في المستقبل أيضاً، بالتعاون مع القطاع الخاص، من إنشاء مصنع كبير لزيت الزيتون أعتقد أنه سيخلق عشرات الوظائف.

يعد مشروع كسنزان جزءاً من حملة واسعة بعنوان كوردستان الخضراء لزيادة نسبة المساحات الخضراء في مدن إقليم كوردستان، والتي بدأت منذ عام 2020 وتم زراعة أكثر من 200 ألف شجرة حتى الآن.

 

 

قد يعجبك ايضا