دور الاعلام في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة في الوعي المجتمعي

التاخي – ناهي العامري

أقامت هيئة النزاهة الإتحادية بالتعاون مع نقابة الصحفيين العراقيين، ندوة تثقيفية حوارية بعنوان: دور الاعلام في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة في الوعي المجتمعي.

بدأت الندوة بسماع النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على شهداء العراق، على قاعة نقابة الصحفيين العراقيين، يوم الاحد المصادف ٢٥ آيار ٢٠٢٥، ثم كلمة مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين، الذي رحب بالحضور ، كذلك أثنى عل هيئة النزاهة في سعيها المحموم لمكافحة الفساد، كما أثنى على الاسرة الصحفية لتعاونها ليس فقط مع هيئة النزاهة، بل مع باقي الهيئات ، كالمالية والاقتصادية وغيرها.

بعد ذلك اعتلى المنصة مدير عام دائرة العلاقات في النزاهة الاستاذ نذير عزيز الشوك، والدكتور ناظم الربيعي / مدير القسم القانوني في النقابة والاستاذ هادي جلو مرعي/ رئيس اتحاد المحللين السياسين.

وبدأ الحوار بحديث الشوك عن أهمية الندوة وقال: الندوة تأتي باطار اتفاقية التعاون المشترك بين هيئة النزاهة الاتحادية مع نقابة الصحفيين، وقد اثمر هذا التعاون عن اقامة العديد من النشاطات، والنقابة لها جهود عديدة لمساندة الدولة، في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة.

كما تطرق في حديثه الى عمل النزاهة قائلا: الهيئة مستقلة مالياً وادارياً، ولديها رئاسة بدرجة وزير، وتمتلك تسع دوائر، منها تعمل من اجل مكافحة الفساد، واخرى متابعة الذمم المالية في جميع دوائر الدولة، كذلك استرداد الاموال المهربة خارج البلاد واسترجاعها الى خزينة الدولة، وهناك دائرة منفتحة على المجتمع المدني، ودائرة لتعزيز الثقافة، وهناك ايضاً من دوائرنا الاكاديمية العراقية لمكافحة الفساد، كل هذه التشكيلات اتت بناءا على ما شرع من قبل المشرع في الدولة العراقية.

جاء دور الربيعي، الذي تطرق الى، قوانيين حماية الصحفي، الذي يعاني كثيرا في خضم الفوضى وعدم الاستقرار الأمني من كتابة التحقيقات والمقالات وباقي الفنون الصحفية، واشار الى ان هناك جهود لبلورة قوانين فاعلة والتصويت عليها في مجلس النواب.

من جانبه عرج رئيس اتحاد المحللين السياسيين هادي جلو مرعي على قضية الفساد ووصفها بأنها مستعصية، والقضاء عليها يعد نوع من الترف الفكري، وأسباب ذلك يعود كما اوضح الى طبيعة النظام السياسي الذي تولى الحكم بعد التغيير من عام ٢٠٠٣، معللا ذلك ان النظام غير جاد في القضاء علي الفساد، فهو يحاول تقليل نسب الفساد في حالة بلوغ الازمات الى ذروتها، تماشيا مع سياسته البقاء في السلطة واستخدامها لمنافعه الحزبية او الشخصية وكذلك استغلالها في كسب الأصوات الانتخابية.

على هامش الندوة التقت التاخي مع هادي جلو مرعي، واستمعت لرأيه في اهمية الندوة فأجاب قائلا: الندوة جاءت لتعزيز دور الشراكة بين وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة في مختلف المجالات والقطاعات، وايضا بيان ما وصلت اليه الهيئة في اجراءاتها، على مستوى ملاحقة الفساد والفاسدين واسترداد الاموال المسروقة، وملاحقة جرائم الفساد خارج العراق باعتبار هناك أموال تنقل خارج الحدود، وهذا الامر يحتاج الى تعزيز العلاقة بين مؤسسات الدولة وبين وسائل الإعلام، وما لم يتم التركيز على دور حقيقي لها فان الدور يبقى هامشياً في اطار نقل الاخبار وكتابة التقارير من دون الوصول إلى نتائج ملموسة.

لقائنا التالي كان مع الدكتور عصام فيلي استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية / رئيس مستشاري نقابة الصحفيين، وعن علاقة التعاون بين النقابة وهيئة النزاهة قال: هناك نشاط يكاد يكون كل ١٥ يوم، تجريه النقابة مع مختلف موسسات الدولة فيما يؤدي الى دعم الديمقراطية وتعزيز مسيرة العمل السياسي،  ويأتي نشاط اليوم من اجل السعي لاظهار دور الاعلام في معالجة واحدة من اهم التحديات التي تواجه الدولة العراقية، ألا وهي موضوع النزاهة ، الذي تحول ألى عائق كبير في مجال النمو والتطور، كذلك السعي الى تأسيس ثقافة عامة لتفعيل دور الاعلام في كشف الفساد، وبفعل التطور التقني الذي جعل كل مواطن ان يكون جزء من السلطة الرابعة، عن طريق تفاعله وحضوره اليومي في الحياة العملية ومن خلال مراجعة مختلف دوائر الدولة، وبذلك يشكل مجسا متقدماً للإعلام في كشف كثير من ملفات الفساد. ثم اضاف: اما من ناحية هيئة النزاهة في هذه الندوة سيتمّ تسليط الضوء على أهم الملفات التي تم كشفها من خلال جملة من الاجراءات التي اتخذتها هيئة النزاهة، كذلك التأكيد على اهمية الاعلام كونه يشكل حالة تكاملية مع الهيئة.

قد يعجبك ايضا