أربيل-التآخي
شارك غفور مخموري السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني (YNDK)، بعد ظهر يوم الخميس الموافق 22 أيار 2025، في ندوة بعنوان (التسامح والتعايش) تلبيةً لدعوة من جامعة تيشك الدولية ومؤسسة بنياد للتنمية والتأهيل الوطني.
أقيمت الندوة، التي حضرها عدد من الأساتذة والطلاب والضيوف، في قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة تيشك الدولية، وخلال الندوة، قدم غفور مخموري موضوعاً بعنوان (التسامح والتعايش أساس متين لبناء مجتمع آمن ومستقر).
ومن أجل بناء مجتمع متسامح ومستقر، أكد مخموري على ضرورة تعميق روح التعايش وتطوير الحوار الوطني لتحقيق وحدة من اجل حل مشكلات جنوب كوردستان.
في بداية الندوة، رحّب الدكتور محمد صالح رئيس قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة تيشك الدولية، بأسم جامعة تيشك ومؤسسة بنياد للتنمية والتأهيل الوطني بالحضور، وتحدث عن أهمية موضوع الندوة، ثم اعرب غفور مخموري السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني (YNDK)،عن سعادته بالاستضافة، بعد ذلك، انتقل إلى تقديم موضوع بعنوان (التسامح والتعايش أساس متين لبناء مجتمع آمن ومستقر)، مسلطاً الضوء على مفهوم التعايش السلمي وتاريخ ظهور نظرية ومفهوم التعايش، وقال: “إن مفهوم التعايش السلمي في العلاقات الدولية يعني أن المجتمعات متعددة الأيديولوجيات والأديان والمكونات العرقية المختلفة تتقبل بعضها البعض، وتلجأ إلى الحوار والتفاهم والوسائل السلمية لحل المشكلات والصراعات” وأضاف مخموري: “التعايش مفهوم مهم لترسيخ السلام والاستقرار والابتعاد عن الحرب والصراعات ومفهوم التعایش يتضمن العيش مع الآخرين بسلام، مع احترام حقوقهم ومعتقداتهم وثقافاتهم، دون أي تمييز أو تهميش، لأن التعايش يعني قبول الآخر باختلاف المعتقدات والأعراق واللغات، والتعايش مع بعضنا البعض بسلام، وحل المشكلات والقضايا بالطرق السلمية.”
واضاف مخموري في سياق حديثه عن موضوعة قيم وأبعاد مفهوم التعايش، وقال: “إن مفهوم التعايش يرتكز على عدة قيم هي: التسامح والتفاهم والتعاون والعدالة، وله كذلك عدة أبعاد هي: البعد الفردي والمجتمعي والدولي والعالمي.” بعد ذلك، تحدث مخموري باستفاضة عن قيم وأبعاد مفهوم التعايش، وعرض رؤيته، قائلاً: “إن التسامح والتعايش في أي مجتمع هما أساس متين لترسيخ السلام والاستقرار وبناء مجتمع متآلف ومتعاون.”
وفي جانب آخر من حديثه ،تطرق االى التعايش السلمي في المجتمع العراقي والمجتمع الكوردستاني، وأجرى مقارنة للتعايش في كلا المجتمعين، وقال: “إذا نظرنا، نجد أنه منذ يوم تأسيس العراق وحتى الآن، لم يشهد البلاد استقراراً، وهذا يعود إلى أن تأسيس العراق لم يقم على أساس سليم وكان على حساب القوميات الأخرى، كما أن روح قبول الآخر والتعايش لم تكن موجودة بين مكونات المجتمع العراقي، ولكي يشهد العراق سلاماً واستقراراً، يجب أن يتم الاهتمام بروح التسامح، وأن يشعر المواطنون العراقيون بمواطنتهم، وأن يتقبلوا بعضهم البعض، ولهذا، يجب أن يتم العمل على مستوى المجتمع والدولة، وبهذه الطريقة، يمكن لمكونات المجتمع العراقي أن تطور مفهوم التعايش وترسخه، لأنه يساعد التعايش السلمي في تحقيق الأمن والاستقرار على مستوى المجتمع والدولة، ويساهم التعايش السلمي في بناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث يشعر كل فرد بالانتماء والمسؤولية، وإذا لم يتم العمل بهذه الطريقة، فسيظل العراق باستمرار في اجواء من عدم الاستقرار والتعقيد.”
وتحدث مخموري عن التعايش في المجتمع الكوردستاني، وقال: “المجتمع الكوردستاني مجتمع متعدد القوميات والأديان والمذاهب والثقافات، لقد تعايشت قوميات وأديان ومذاهب كوردستان معاً عبر التاريخ، هذا التعايش في كوردستان أصبح ثقافة ومنح كوردستان صورة جميلة، وعزز مكانة كوردستان على المستوى الدولي، وهذا ما جعل المجتمع الدولي ينظر باهتمام إلى هذه الحالة في كوردستان. إن التعايش الموجود في كوردستان هو تعايش عفوي، وقد لعب أفراد المجتمع الكوردستاني والقيادة السياسية الكوردستانية وجميع القوى والأطراف السياسية في كوردستان دوراً في تعميق روح التعايش وتطوير مفهومه ، لذا، يجب أن نفخر جميعاً بذلك التعايش في كوردستان، الذي جعل منها ملاذاً آمناً ومجتمعاً مستقراً.”
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد أنْ قدّم مخموري موضوعه، فُتح باب النقاش للحضور، حيث عرض الحاضرون وجهات نظرهم بخصوص موضوع مخموري، بعد ذلك، قُدّم هدية تقديرية إلى مخموري من قبل جامعة تيشك الدولية ومؤسسة بنياد للتنمية والتأهيل الوطني.