وعود بلا رواتب

علاء الخطيب

يبدو ان مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان ، التي تجدد بين الحين والآخر ، ليست بسبب التمويل ، ولا حتى الإجراءات القانونية ، بل هي مشكلة سياسية بامتياز ، و ورقة ضغط تستخدمها الأطراف السياسية في بغداد، لتطويع أربيل، والضحية، الموظف البسيط الذي يرسم على وجوه أطفاله البسمة مع اقتراب اول كل شهر ، بناءً على وعود ” هوائية ” من وزارة المالية التي تقول استكملنا جميع الإجراءات ولم يتبق سوى صرف الاموال وإرسالها.
ويبدو وزارة المالية الموقرة. تعتقد ان بغداد بعيدة سنوات ضوئية عن اربيل ، لذا يتأخر وصول الاموال. ويبقى الموظف المسكين ينتظر ويعلق اماله على وزارة المالية التي تنتظر موافقة رئيس الوزراء ، والطلب من البنك المركزي بالصرف .
يالها من معضلة كبيرة وعويصة، وبيروقراطية معقدة ان صحت أقوالهم .

من يدفع ثمن هذه التعقيدات، هو الموظف وعائلته ، فهو مهدد برزقه وقوت عياله ، وليس لديه وسيلة سوى ان يشكو أمره إلى صاحب الأمر .
ففي كل يوم نسمع ان المشكلة حلت وان بغداد ارسلت اموال لأربيل ، وتثار زوبعة من التحليلات ، ويتنفس المواطنون الصعداء ، وتعود حليمة لعادتها القديمة ، وتحجب الرواتب .

وهنا علينا ان نتسائل، ونحتاج إلى إجابة شفافة من قبل حكومة المركز ” بغداد ” .

 

اولاً: ما ذنب الموظف المسكين وهو يؤدي وظيفته و عمله ، وبالتالي يحرم من حقه؟ .

ثانياً : أليس هؤلاء عراقيون ، يحملون الجنسية العراقية وحالهم حال ابناء الوسط والجنوب من الموظفين ؟.

ثالثاً لماذا لا تضع بغداد آلية منطقية لحل المشكلة ، عن طريق حوار جاد ، وصادق؟ .

رابعاً : لماذا تساوم الكتل السياسية وتقايض رواتب موظفي الاقليم بالتنازلات السياسية من أربيل ؟

خامساً: لماذا لا تلزم الحكومة العراقية وزارة المالية ، بصرف الرواتب بشكل روتيني وبانسيابية، ان لم تكن هناك مشكلة اجرائية كما يدعون؟

وأخيراً لماذا نخلق مشكلة في البلد من مسألة قانونية وعادية.

فالوعود بلا رواتب أسوء من التأخير او القطع ، الوعد يعني الأمل ، وعندما يكون كاذباً فسيكون هناك احباط لدى الناس ، وهذا يسبب نقمة . دعونا نبتعد عن الاحباط فالعراق متخم بما يكفي من المشاكل .

قد يعجبك ايضا