أربيل – التآخي
رفض رئيس الوزراء القطري امس الثلاثاء، الانتقادات الموجهة لبلاده على خلفية إهداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار لتكون بمثابة طائرة رئاسية جديدة.
واعتبر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني خلال منتدى قطر الاقتصادي أن هذه الهدية “تبادل بين دولتين”، مضيفا أن المسألة “أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء. وباختصار، لا أعرف لماذا يعتقد البعض أن هذا يُعتبر رشوة أو أن قطر تسعى لكسب النفوذ لدى هذه الإدارة”.
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلن في مقابلة تلفزيونية الأربعاء أنّ بلاده لا ترى سببا للسجال الدائر في واشنطن بشأن رغبة الإمارة الخليجية بتقديم طائرة رئاسية جديدة هدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مبديا دهشته لأن القضية “تمّ تسييسها بهذه الطريقة”.
وقال آل ثاني في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” التلفزيونية الأميركية “لن نفعل أيّ شيء غير قانوني. لو كان في الأمر شيء غير قانوني، لكانت لدينا طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات كي لا يكون ظاهرا للعامة”.
وأضاف “هذه معاملة واضحة للغاية بين حكومتين، وهذه أمور نراها تحصل في سائر أنحاء العالم. لا أرى أيّ سبب للجدل، ولا أعلم لماذا اتّخذ الأمر اتجاها آخر، وتمّ تسييسه بهذا الشكل”.
وتستعدّ العائلة المالكة في الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز لتقديم طائرة فخمة من طراز بوينغ 747-8 إلى الولايات المتحدة، يقدّر الخبراء قيمتها بنحو 400 مليون دولار وتقول وسائل إعلام أميركية إنّها أشبه بـ”قصر في السماء”.
وتثير هذه الهبة تساؤلات حول احتمال وجود تضارب في المصالح، بخاصة وأنّ الدستور الأميركي يحظر على من يشغلون مناصب عامة قبول أي هدية “من ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
وتعليقا على هذه المسألة قال الوزير القطري لسي إن إن “لن نتراجع عن قرارنا. إذا احتاجت الولايات المتحدة شيئا، وكان قانونيا تماما، وكنا قادرين على مساعدتها ودعمها، فلن نتردّد في ذلك. نحن أناس فخورون، وإذا صدر من قطر أي شيء للولايات المتحدة، فهو بدافع الحب، وليس مقابل أي شيء”.
ودافع ترامب عن قراره قبول طائرة بوينغ من قطر هدية، معتبرا أنّه سيكون “غبيا” إذا ما رفض مثل هكذا هدية، التي يخطط لاستخدامها كطائرته الرئاسية الجديدة.
وأثارت هذه القضية ردود فعل غاضبة من جانب معارضي الملياردير الجمهوري.
وندّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الثلاثاء بالهدية القطرية، واصفا إياها بأنها “فساد محض” ومحذرا من أنّه سيوقف عملية المصادقة على تعيينات ترامب في وزارة العدل.