د. ابراهيم احمد سمو
في مشهد سياسي إقليمي ودولي معقد، يبرز رئيس إقليم كوردستان – العراق، السيد نيجيرفان بارزاني، كأحد الشخصيات القيادية ذات الثقل، حيث أصبح مرجعية معتمدة في كثير من المتغيرات السياسية ومحل استشارة لدى العديد من الأطراف. لقد أسس خلال مسيرته السياسية حضورًا دبلوماسيًا لافتًا، جعل من مشاركته في أي حوار سياسي إقليمي ضرورة تفرضها المعادلات الجيوسياسية.
جولات دبلوماسية مكثفة: بين تركيا وأبوظبي وفرنسا
قبل أقل من شهر، قام السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، بجولات مكوكية شملت تركيا وأبوظبي وفرنسا، حيث أجرى لقاءات مثمرة عززت مكانته كدبلوماسي سلام ورجل حوار قادر على تقريب وجهات النظر المتباينة. كانت هذه الجولات بمثابة تجسيد لدوره المحوري في ملف السلام الكوردي في تركيا، حيث بات من الصعب إبرام أي اتفاقية ذات استمرارية دون المرور عبره.
بغداد تدعو… والسيد رئيس الإقليم يجيب
لم يكن غريبًا على بغداد أن توجه دعوة رسمية للسيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، خاصة اثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية. لقد أدركت بغداد أن هذا الحدث الدولي البارز لا يمكن أن يمر دون وجود بارزاني، الذي لم يعد مجرد ضيف بل شريك استراتيجي تسعى إليه العواصم الكبرى لخبرته في معالجة القضايا الشائكة. إن دعوة بغداد تأتي كتأكيد على مكانته السياسية، حيث يُنظر إليه كسند قوي في أي محادثات جانبية بين بغداد والضيوف المشاركين.
إيقاع دبلوماسي سريع… واستثمار للوقت في طهران
رغم ضيق الوقت، استطاع السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، أن يستثمر وجوده في طهران، بعد ان التقى في قمة بغداد الأمين العام للأمم المتحدة وعددًا من وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة، بينهم وزير الخارجية السوري. في كل لقاء، أظهر مرونة في الحوار وحكمة في الطرح، ما جعله نقطة ارتكاز لأي مبادرة سياسية، خصوصًا إذا استجابت الأطراف لتوصياته.
دور لا تحجبه عدسات الإعلام
ورغم أن صوره المتداولة لا تكشف كل تفاصيل اللقاءات ، إلا أن إشاراته وحركاته تحمل دلالات قوية لمن يقرأ بين السطور. إن السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، لا يعبر فقط بالكلمات، بل بتركيز فائق على التفاصيل التي تُظهر وضوح رؤيته السياسية ورغبته في إيجاد توازن بين المصالح المتضاربة.
صانع التوازنات بين الكورد والأطراف الإقليمية
لقد بات واضحًا أن السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، يلعب دورًا محوريًا في تهدئة الصراع الكوردي – التركي من جهة، والكوردي – السوري من جهة أخرى. فهو يجمع بين الحكمة السياسية والقدرة على المبادرة، ما يعزز حضوره كقائد يسعى لتوحيد الصفوف وسط حالة الاستقطاب الإقليمي.
طهران… زيارة بنكهة دبلوماسية خاصة
وصل السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، إلى طهران بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية، وسط جدول مزدحم باللقاءات المهمة التي لم يُعلن عنها بعد. ورغم ذلك، يبقى الهدف الرئيسي هو تعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر حول قضايا الأمن الإقليمي.
بين السطور… قراءة في المشهد السياسي
كمراقبين ومهتمين بالشأن السياسي، ندرك أن حضور السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، في الساحة الدولية لم يعد مجرد مشاركة عابرة، بل هو عنصر أساسي لا يمكن تجاوزه. إن قراءتنا لتحركاته وتصريحاته تعكس فهمًا أعمق لدور القيادة الكوردية في صياغة علاقات متوازنة بين بغداد والعواصم الكبرى.
خاتمة: رجل المواقف الاستراتيجية
إن السيد رئيس إقليم كوردستان – العراق، نيجيرفان بارزاني، لم يعد مجرد قائد إقليمي، بل شخصية دولية تجمع بين الثبات في الموقف والمرونة في الحوار. إن دوره كجسر للتواصل بين القوى الإقليمية والدولية يعكس نضوجًا سياسيًا يجعله محط الأنظار، ليس فقط في كوردستان والعراق، بل على المستوى الإقليمي والدولي.
غدًا، تتضح الصورة أكثر حول زيارته إلى طهران، وننتظر من هذا القائد الحكيم المزيد من الخطوات التي تعزز السلم والاستقرار في المنطقة