التآخي تحتفل بميلادها الثامن والخمسون

التاخي – ناهي العامري

فجر جديد طلّ على قاعة الشهيدة ليلى قاسم في الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، فتوهجت بشموع ولادة أعرق جريدة كوردستانية، هنا اختلط دماء الشهداء التي نزفت فداء للكرامة والتحرر بحبر الاقلام التي رسمت طريق الامل والوفاء، وحفرت في القلوب قبل الورق بحروف من نور حب الوطن والتضحية في سبيلة، التآخي لم تكن مجرد صحيفة ناطقة باسم الكورد، كانت ولا زالت لسان حال العراقيين، والائتمان على حقوقهم المشروعة، لذا فان التآخي ليس مجرد شعار تسويقي، بل طريق المبادئ والقيم والأخلاق منذ أول صدورها قبل ثمان وخمسون عاما.

قاعة ليلى قاسم ازدحمت بأسرة التآخي واصدقائها ومتلقيها، جاءوها من كل شتات الوطن، تعبيرا عن فرحتهم بيوم ولادتها، وكان يوم الخميس المصادف 15 آيار 2025 ، الذي تم اختياره للاحتفاء بالتآخي واستذكار ولادتها الثامنة والخمسون، يوم ليس كباقي الايام، انه يوم جمع الشمل والبقاء على العهد الذي ولدت من اجله، لتبقى شمعة لا تنطفئ في طريق السائرين نحو الشمس والتحرر والسلام.

عريفة الحفل الاستاذة ايفان احمد هنأت الجميع، معلنة عن فقرات الحفل التي بدأت بالنشيد العراقي ثم اعقبه النشيد الكوردستاني، ثم اعلنت عن كلمة رئيس التحرير الاستاذ جواد ملكشاهي، هنأ فيها الحضور بعيد ميلاد التاخي، وكل النخب الخيرة التي ساهمت برفدها في كتاباتهم التي جعلت منها مكانة كبيرة في قلوب متابعيها.

عرج على سياسة ونهج الجريدة على مدى ستة عقود، التي لم تكن هدف القيادة آنذاك هو ضمان حقوق الشعب الكوردي حسب، بل ترسيخ النظام الديمقراطي في العراق وحرية التعبير، لذا فأن ميلاد التآخي كما عبر عنه ملكشاهي يعد منصة عربية جمعت الاقلام الحرة التنويرية، للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم. واضحت منبرا حرا لطرح افكار جديدة، لذا فأن سلطة البعث آنذاك ناصبتها العداء، وتحت ظل ظروف القمع والتنكيل بعد اصدارها في نهاية نيسان من عام1967 لم تتراجع، بل زاد استقطاب جمهور غفير من القراء والمثقفين لها  لرصانتها وحياديتها في اصعب مرحلة، اتسمت بتكميم الافواه وملاحقة كتابها، حيث كانت تتلقفها ايادي القراء منذ ساعات الصباح الأولى. لذا تعرضت لمضايقات وغلق، وخلال معاودتها الإصدار بعد 2003، لم تنج من إعتداءات الميلشيات المنفلتة التي سارت على ركب البعثيين والصداميين، اذ قامت بالعبث والاعتداء والسلب والمضايقات.
وفي نهاية كلمته ذكر ملكشاهي قدرة التآخي على مواكبة مسيرتها وهي في إصدارها الالكتروني حيث قال: ما زالت التاخي تحتفظ بجمهورها على موقعها الالكتروني ، فقد وصل متابعيها الى اكثر من 44 الف متابع، ومساهمة اقلام حرة عربية من داخل الوطن وخارجه، وفاءاً لنهجها التي ما زالت متمسكة به منذ فجر صدورها الاول، شاكراً قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وعلى رأسها الرئيس مسعود بارزاني على  استمرار دعمه السخي لديمومة
اصدارها.

بعد ذلك طلت من جديد عريفة الحفل لتعلن عن بدأ الفقرة الفنية، بحضور المطرب المحبوب جاسم حيدر المواكب لاحتفالات جل المناسبات الكوردية في الفرع الخامس وغيره داخل العراق وخارجه، وقد امطر الجمهور باغانيه الوطنية، تصدرتها اغنيته التي كان مطلعها:
حي التآخي الكوردية  جريدة تصدر يومية
ثم ادى مجموعة من الاغاني التراثية العراقية، الكوردية والعربية

وبعد ان أنهى وصلته الغنائية فاجئ حيدر الجمهور ، بانه للتو عاد من القاهرة بعد مشاركته احتفالية الذكرى 127 لعيد الصحافة الكوردستانية، حاملا معه درع الصحافة الكوردستانية من الاستاذ شيركو حبيب ، مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القاهرة، وسلمه الى الاستاذ جواد ملكشاهي لشموله بمكرمة الصحفيين المبدعين المصريين  والعرب.

قد يعجبك ايضا