نورالدين زازا وجيلبرت فافر: نضال وحب يتجاوز الحدود

آناهيتا حمو .باريس

الفرانكوفونية جيلبرت فافر السويسرية، تسرد بلغتها الفرنسية حبها لكردستان بأنها زارت كصحفية ومع والد إبنها الوحيد شنكو.
كانت قد زارت كردستان وهي تناهز من العمر عشرون عاماً ،التقينا في المعهد الكُردي في باريس أثناء تقديم كتاب الدكتور الطبعة الثانية للكاتب نورالدين زازا
بالأمس كتبت مقالة وفاءاً لنضال الدكتور نورالدين زازا، واليوم تسرد وهي ما تزال تروي حياتها معه، بلغتها الفرنسية، وهي عضوة هامة، الشرف “فخري”،في المعهد الكُردي، بمدينة لوزان:جيلبيرت فافر في كلمة ألقتها تبارك وتهنىء إفتتاحية المعهد الكُردي في لوزان السويسرية، زوجة الكاتب الكُردي زازا
نورالدين زازا وجيلبرت فافر: نضال وحب يتجاوز الحدود
في تاريخ الشعوب، تظهر شخصيات نادرة تجسّد ضمير أمة، وتُخلّد في ذاكرتها. من بين هذه الشخصيات يبرز الدكتور نورالدين زازا، المفكر والمناضل والشاعر الكردي، الذي لم يكن فقط أحد أبرز أعمدة الفكر السياسي الكردي في القرن العشرين، بل رمزًا إنسانيًا للعطاء والإصرار.
جذور النضال
وُلد زازا عام 1919 في مدينة “معدن” بتركيا، لعائلة كردية عريقة. منذ صغره، عايش الإضطهاد الذي تعرّض له الكُرد، مما شكّل وعيه السياسي مبكرًا. في كتابه حياتي الكُردية، يصف كيف أن “الظلم الذي لحق بشعبي كان دافعاً لي لأكرّس حياتي للدفاع عن حقوقهم”.
مسيرة سياسية حافلة
شارك زازا في تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا عام 1957، وكان له دوراً بارزاً في صياغة مبادئه. تعرض للإعتقال والتعذيب عدة مرات بسبب نشاطه السياسي. في إحدى المرات، وبعد تعرّضه للتعذيب، كتب: “رغم الألم، لم أشعر بالندم، بل زادني إصراراًعلى المضي قدمًا في درب النضال”.
جيلبرت فافر: شريكة الحياة والنضال
في سويسرا، التقى زازا بـ جيلبرت فافر، التي أصبحت شريكة حياته. لم تكن جيلبرت مجرد زوجة، بل كانت داعمة ومساندة له في مسيرته النضالية. بعد وفاته، حافظت على إرثه الفكري، وسعت لنشر أفكاره، مؤكدة أن “الحب الحقيقي يتجسّد في الوفاء للقيم والمبادئ التي ناضل من أجلها الأحبة”.
إرث لا يُنسى
يُعد كتاب حياتي الكردية شهادة حية على معاناة ونضال الشعب الكردي. من خلاله، نقل زازا تجربته الشخصية، مسلطًا الضوء على التحديات التي واجهها الأكراد. كما أن وفاء جيلبرت فافر لذكراه يُعد مثالًا على الحب الذي يتجاوز الحدود والثقافات.

قد يعجبك ايضا