خاص صحيفة التآخي
صدرت حديثاً، للشاعر الكوردي السوري، إدريس سالم، مجموعة شعرية حملت عنوان “مراصدُ الروح”، عن دار “نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب”، في هولندا، والتي وقعت في (120) صفحة، من القطع المتوسط، وتضمّ ثلاث وعشرين قصيدة، منها قصيدة مطولة، بلوحتي غلاف من ريشة الفنّان الكوردي وابن مدينة ديرك، ديلاوَر عمر.
وفي تصريح خاص لصحيفة التآخي الكوردية، قال سالم أن المونولوجات الشعرية في المجموعة، تحاكي انطباعات النفس، وتمنحها – مجتمِعـة – صورة واحدة لذات تقف أمام هذا العالم، محتشدة بالتساؤلات والغرابات الرمزية، ذات تنتمي إلى ذاكرة حيّة، تتفاعل باستمرار فيها، تحاصرها بالألم والحزن حيناً، وتمنحها الأمل مرات قليلة.
ومن طقوس المجموعة، نقرأ قصيدة “أغصانٌ مكسورةٌ بالهزيمة”:
“أنا… مُحطَّمٌ مُجبَّرٌ
أراهنُ على الصمتِ والوقتِ
بخطواتٍ عابثةٍ حافيةٍ من التمسّك
ليعبرَني ألمٌ اكتهلَني.
أُصلّي، وصلواتي غَرقى
أحاصرُ اللغةَ والضوءَ والصورَ وامرأةً حقيقيةً
شُكّلَتْ في مناراتٍ لتضليلِ الحياة.
أُصلّي، ودمي ينهبُني
يخنقُني
يشلُّ ألواني
ويُكسِرُ مَزاجي الأزرقَ
ورغبتي الخضراء.
الدمُ متاهاتٌ حمراءُ تصفعُنا
الدمُ كسّاراتٌ تهرسُنا
والدمُ مِصفارُ زامفير وصوتُ رشيد”.
وأضاف الشاعر الكوردي أن حالة داخلية حيوية كانت تجسّد يأساً وقلقاً وجودياً، وصراعاً داخلياً بين الألم والأمل، بين الحبّ والحزن، بين القدر ورفضه، وأزمة خارجية بين مساكنة الغربة وتآلفها واللجوء ورفض قراراته الجائرة، بين سقوط الاستبداد ومحاولات ولادة استبداد آخر ورفضه ونقده شعرياً ورمزياً، فكانت إيقاعات القصائد مأساوياً مشحوناً بالخيبة والخذلان، مؤكّداً لصحيفة التآخي: “في داخل كلّ ألم.. حزن.. يأس.. خيبة… هناك أمل وحياة جديدة آمنة”.
يذكر أن إدريس سالم، هو شاعر وكاتب كوردي سوري، مقيم في تركيا. من مواليد قرية «بُورَاز»، التابعة لمدينة «كوباني» الكوردية السورية. عمل مدرّساً للغة العربية، إلى جانب هوايته كمحرّر لعدد من الصحف والمواقع الإلكترونية. هو محرّر وعضو في موقع وجريدة «سبا» الثقافيّة، ومدير «مكتبة فيرمين للكتاب» في تركيا.
يعتبر كتاب «جحيمٌ حيٌّ» هو أول عمل أدبي له في الشعر، صدر طبعته الأولى عن دار فضاءات للنشر والتوزيع (تموز 2020م)، والطبعة الثانية عن دار الدراويش للنشر والترجمة (أيلول 2022م)، والطبعة الثالثة عن دار نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب (كانون الثاني 2025م)، أما كتاب «مراصدُ الروحِ» فهو ثاني عمل أدبي، يصدر بطبعته الأولى، عن دار نوس هاوس للنشر والترجمة والأدب (أيّار 2025م).