محمد رشيد
بين فترة واخرى تتم معالجة بعض المسميات والمصطلحات من قبل الجهات المختصة بشكل أجمل واكثر قبولا في المجتمع حتى لا تخدش او تجرح مشاعر ضحايا المجتمع مثلا الايتام بات ينادوهم (فاقدي الرعاية الوالدية) واللقطاء اصبح اسمهم (مجهولي النسب) والمنغوليين نناديهم(ذوي الهمم) والمعاقين اصبح اسمهم(ذوي الاحتياجات الخاصة) وهكذا ، واليوم نشاهد بعض الأعمال الفنية الهادفة اخذت على عاتقها بث رسائل وبرقيات للمجتمعات والحكومات بشأن المساهمة في معالجة الأخطاء وتجفيف منابع التنمر والعنف والمقاطعة والتشهير بحق بعض فئات المجتمع الذين ليس لهم أي ذنب سوى انهم ولدوا ضحايا .
مسلسل [للعدالة وجوه كثيرة]
للمخرج محمد فاضل كتب القصة والسيناريو والحوار السيناريست مجدي صابر يُعد من المسلسلات المصرية التي سلطت الضوء على قضية مهمة ومسكوت عنها لكنها موجودة وبكثرة في مجتماعتنا العربية الفنان المبدع يحيى الفخراني لعب دورا مهما ومركبا في شخصية البطل (جابر) الذي حاول بكل مايملك من ثروة وعلاقات طيبة وتبرعات سخية وفتح دور للأيتام ومعامل للعاطلين و…و… في سبيل ان يعيش بعيدا عن عقدة كبيرة جدا جثت على قلبه وفكره كونه يجهل اسمه و نسبه وعائلته لذا بدل (اسمه وعائلته) في قضية تزوير في سبيل ان يعيش بشكل طبيعي ويندمج ضمن عائلات المجتمع المحترمة لكن لسوء حظه (تشابه الأسماء) اوقعه في فخ كبير ضمن جريمة قتل ضابط شرطة تورط بها وهو البريء تماما وهو المعروف في مجتمعه رمزاً للإنسانية والمحبة ومساعدة الفقراء ولكن هكذا هي الاقدار وقوانين المحاكم دائما تكشف المستور وفجأة وجد نفسه في السجن محكوم بالإعدام وتخلت عنه زوجته وأهلها بضمنهم عمه الوزير واقرب الناس له إلا بعض الأوفياء الذين وقفوا معه في محنته هم الاسطه رضا و صديق قديم ومدير مكتبه و ابنته التي تعرضت لشتى انواع القهر والابتزاز والخديعة كونها تحبه كما يحبها وهي الوريثة الوحيدة لثروته الكبيرة ولكن دائما في نهاية المطاف تظهر الحقائق بقدرة قادر مرة واحدة وتظهر براءته ليعود لدفء حنان ابنته ومحبيه من جديد ليكمل مشواره الانساني مرة أخرى في الحياة . وفي نهاية المطاف تبقى رسالتنا للجهات المختصة بان مجهولي النسب والمغتصبات و وارثو خطايا غيرهم هم ضحايا أفراد وقوانين ومجتمعات متخلفة الواجب الانساني والوطني يقتضي الاهتمام بهم وانصافهم واعلاء شأنهم في المجتمع كونهم بلا خطايا .