حرية الانسان

علي جابر

تعلمنا مذ كنا صغارا ان الحرية تؤخذ وتنتزع انتزاعا ولا تستجدى او تعط. فهي ليست هبة من احد يهبها لهذا ويمنعها عن ذاك ،وهي ليست مكرمة من مكارم السياسي لصاحب الرأي. بل هي مقوم اساسي من مقومات الحياة السوية اقرتها الشرائع الدولية وامضتها الدساتير الوطنية .

ولكن من يتمتع بها ومن يستثمرها ويسبح في فضائها؟ نقول ان حرية التعبير يتمع بها صاحب الرأي الحر الذي يفرض هيبته واستقلاليته ويتمتع بالمصداقية والموضوعية والحرص والنزاهة فيما يكتبه .

والسياسي الايديولوجي لا يمكن ان يمنح الحرية للأخرين لانه لا يرى الا موثقاته الايديولوجية، بل يشعر ان الحرية تهدده لأنها تفتح الافاق للآراء الاخرى. لهذا فالحرية ارضية التعدد والتنوع وعدوة الواحدية والوثوقية

هذه الحرية لا يمكن ان يتمتع بها من تحاصره ايديولوجيته التي تحوله الى مومياء او حجرة صماء ، ففاقد الشيء لا يعطيه، بل الايديولوجية والحرية على طرفي نقيض ، اذ ان هكذا عقلية لا يمكن ان تسمح للأخرين ان يمارسوا حرياتهم الا وفق ما ترى احجار الايديولوجيا الصماء. فهي لا تسمح لاحد ان يتجاوزها او يقفز عليها او ينفلت من اطارها او ترسيمتها، فسماؤها محدودة ومحددة سلفا ومنطقة المناورة فيها محاصرة ومحددة فتكبل من يعتنقها مهما ادعت من مدعيات ، فهي لا تغني الا على ليلاها، و لا تسمح لاحد ان يغرد على اغصانها الا وفق ما ترى وتشتهي .

المؤمنون بالديمقراطية والتعددية والحياة المدنية التي تعد العمود الاساس ، عليهم مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها الدستور على يد البعض ممن يتجاوز على الحريات الفردية والعامة

قد يعجبك ايضا