البارزاني المرجع والملجأ

 

 

8

 

سعد الهموندي

البارزاني المرجع والملجأ هو عنوان كتاب بقلم الدكتور سعد الهموندي مستشار الرئيس مسعود بارزاني و رئيس مؤسسة رؤى للتوثيق والدراسات الأستراتيجية والمستقبلية، الذي يتضمن محطات مهمة من شخصية الرئيس مسعود بارزاني ومواقفه وبعض الأحداث، التي جعلت منه مرجعًا سياسيًا يستشار ويأخذ بتوجيهاته ونصائحه عند حدوث الأزمات والأنسدادات السياسية ، وملجأ لجميع العراقيين اثناء المحن والظروف الصعبة، لذلك نسعى من خلال نشر اجزاء الكتاب ان نلقي الضوء على خصوصياته الأخلاقية ومواقفه ازاء خصومه و صبره وحنكته وذكائه في التعامل مع المواقف الصعبة التي واجهته سواء اثناء ايام الكفاح المسلح او عند النزول من الجبل لينشأ اقليمًا عامرًا زاهرًا ليصبح رقمًا صعبًا في المعادلات السياسية والتوازنات في العراق والمنطقة.

 

الحلقة التاسعة عشر

 

فالنظام السياسي الذي اختار القهر والعنف والقتل والتعذيب، ومنع الناس من ممارسة حقوقهم السياسية والثقافية، كخيار لإنجاز استقراره السياسي وتحقيق أمنه الشامل، لم يجنِ إلا المزيد من التوترات والاضطرابات، بل لا نبالغ حين القول: إن هذا الخيار عجّل في انهيار الكثير من الأنظمة السياسية في العديد من مناطق وقارّات العالم، وسياسة العراق وبعض دول الشرق أوسط أكبردليل على ذلك.

فالظلم بكل مستوياته وأشكاله، لا يحقق مواطنة متساوية، بل يساهم في تدمير المنجزات وإضاعة المكاسب، وممارسة القوة العارية ضد قوى المجتمع وتعبيراته السياسية والثقافية، لا تصنع استقرارًا، ولا تخلق أمنًا، بل على العكس من ذلك تمامًا، حيث إن ممارسة القوة القهرية، تزيد من تناقضات المجتمع، وتسرّع من وتيرة المواجهة بين مختلف المكونات والتعبيرات.

وتعلّمُنا تجارب السياسة البارزانية التي انتهجتها مسعود البارزاني وقبله الملا مصطفى البارزاني الخالد، أن الأمن بمعناه الحقيقي، هو نتاج شرعي للديمقراطية وسيادة القانون وصيانة حقوق الإنسان.

فصحيح أن التحول الديمقراطي في مجتمعنا، تكتنفه العديد من الصعوبات والتحدّيات والهواجس، ولكننا نعتقد وبعمق أن هذا الخيار هو أسلم الخيارات وأقلُّها خسائر وتداعيات.

وإذا تمعنّا ودرسنا شهادات واعترافات أهل التطرف والعنف، نجد أن القمع والاعتقال التعسفي، وممارسة التعذيب في السجون بحقهم، هو أحد الأسباب التي قادتهم إلى تبني خيار العنف.

 

“لن نجد ومن خلال تجارب العديد من الأمم والشعوب، أفضل من خيار المعالجة الحضارية لعلاج أزمات واقعنا وتحدياته، القائم على سيادة القانون، وفسح المجال القانوني والسياسي لجميع قوى المجتمع، للمشاركة في الحياة العامة، وتأسيس حياة سياسية وثقافية جديدة، قوامها الديمقراطية والمواطنة المدنية المتساوية وصيانة حقوق الإنسان، فالعدالة بكل مخزونها الرمزي والمعرفي والفكري، ومضمونها السياسي والاجتماعي، هي سبيلنا لتجاوز محن الغلو والعنف والإرهاب الذي يعصف في منطقتنا بين الفينة والآخرى”

 

فملء السجون بالمعتقلين السياسيين، لا ينهي الأزمة الوطنية، ولا يعالج التحديات الداخلية التي تواجه الوطن.

بل تعلّمُنا التجارب أن التعسف في الاعتقال والتعذيب، والإسراف في ممارسة الخيار الأمني، هو الذي يعزّز خيار العنف والتطرف في المجتمعات.

والأمن الحقيقي بحاجة إلى رؤية جديدة ومعالجة حضارية، تتجاوز تلك الرؤى والمعالجات التي تفاقم من الأزمات، وتوفّر لها أسبابًا جديدة للتجذّر والتمّدد والانتشار.

من هنا لابد من القول: إن المحن والتحديات السياسية والأمنية كما وصفها البارزاني، بحاجة إلى معالجة جذرية، تزيل كل الأسباب والعوامل المفضية إلى هذه المحن.

ولن نجد ومن خلال تجارب العديد من الأمم والشعوب، أفضل من خيار المعالجة الحضارية لعلاج أزمات واقعنا وتحدياته، القائم على سيادة القانون، وفسح المجال القانوني والسياسي لجميع قوى المجتمع، للمشاركة في الحياة العامة، وتأسيس حياة سياسية وثقافية جديدة، قوامها الديمقراطية والمواطنة المدنية المتساوية وصيانة حقوق الإنسان، فالعدالة بكل مخزونها الرمزي والمعرفي والفكري، ومضمونها السياسي والاجتماعي، هي سبيلنا لتجاوز محن الغلو والعنف والإرهاب الذي يعصف في منطقتنا بين الفينة والآخرى.

مسعود البارزاني هو الملجأ الوحيد في نظر الرئيس جلال طالباني:

الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، والذي توفى عن ثلاثة وثمانين عامًا هو أول رئيس كردي للعراق، ارتبط اسمه بالنضال من أجل حقوق الأكراد.

كان طالباني سياسيًا محنكًا ومفاوضًا ماهرًا، تمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 وإعادة انتخابه رئيسًا في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010 حتى إصابته بالمرض من مدّ الجسور بين الأطراف المتناحرة في البلاد، ما ساهم في التخفيف من حدة التوترات.

كان طالباني يحظى باحترام شرائح واسعة مختلفة من المجتمع العراقي، كما لعب الملقب (مام جلال) أي (العم جلال)، دورًا بارزًا في تهدئة الأزمات بين العرب والكُرد في البلاد وتحسين العلاقات مع دول الجوار.

وكان العراقيون يطلقون عليه لقب (صمام الأمان) وكان أنصار طالباني يرون أنه لا يخشى تغيير مساره السياسي عندما يرى فرصًا أفضل، حتى لو أن البعض كانوا يوجهون له اتهامات التلون.

هذا الرجل ورغم تعمقه القومي والسياسي كان ينظر إلى مسعود البارزاني على أنه الملجأ القومي والإنساني الوحيد الذي بيده يستطيع أن يُخرج جميع الكُرد من مستنقع مشاكلهم مادًا يده للمساعدة بين الشرق والغرب.

وحين انتخبت جموع الشعب الكُردي مسعود البارزاني مجسدة وحدة الصف الوطني الكُردي، وقف (مام جلال) ليؤكد أن مسعود البارزاني هو ملجأ الكُرد الوحيد، فخطب في جموع الناس خطبة تستحق أن تُوثق للتاريخ، حيث قال فيها :

(الأخ العزيز كاك مسعود رئيس إقليم كردستان المحترم، إن هذا الانتخاب الذي جرى بالأجماع له دلالات هامة، فبجانب الثقة؛ ثقة جميع الأحزاب والممثلين لشعب كردستان في المجلس الوطني الكردستاني بالأخ مسعود البارزاني، يجسد هذا القرار والاختيار وحدة الموقف الكردي، ووحدة الصف الكردي الذي هو أساس متين لوحدة الموقف الكامل.

وفي نفس الوقت يؤكد بأن الشعب الكردي إذ يحرص على تقدير أبنائه البررة، وفي نفس الوقت يحرص على أن يكون الشعب الكردي عاملًا هامًا لتعزيز الوحدة الوطنية.

فالمنصب لدى المناضلين الذين أفنوا حياتهم في الجبال والوديان كبيشمركه مناضلين هو امر طبيعي، وهو تكليف بمهمة وتشريف بإنجاز وطني يجب على المكلف به أداؤه بكل أمانة وإخلاص.

 

“أراد مسعود البارزاني البحث أولًا عن الحلول السياسية والعملية السهلة، وطرح وجهات النظر غير المستعصية بخصوص معالجة المشكلات المزمنة والتعامل مع المتغيرات المستقبلية بعقلانية، كي لا تفرض الحروب والنزاعات المزيد من الآلآم، خاصة أن السياسات التي تعتمدها بعض الحكومات تقوم على مبدأ الهيمنة، وهذا ما قد يفجر المنطقة بحروب متتالية، وهذا بالفعل ما حصل من حرب داعش ولجوء الملايين إلى الحضن الكُردي من داخل العراق وخارجه”

 

وأرى أن الأخ مسعود البارزاني هو أهل لهذه المهمة، وسيقوم بأدائه بشكل عميق ليكون سندًا للجميع.

فالوحدة الحقيقة بين القوميات المختلفة هي الوحدة التي تقوم على الاختيار، وعلى أرادة القوة والحرية، فحين يكون الاخ مسعود البارزاني رئيسًا للكورد فهذا يعني أنه الملجأ الآمن لهم، وكردستان كانت ومازالت ملجأ ومكانًا للأحرار والمناضلين، والثورة التي اندلعت في جبال كردستان كانت ثورة الأحرار في طبيعتها وشعاراتها وأهدافها، فكانت كردستان المحررة وطن الجميع، وطن جميع الأحرار الذين لم يستطيعوا ممارسة حقوقهم في مناطقهم، فكان لهم أن يمارسوا حريتهم الكاملة في كردستان.

لذلك فإننا نعتقد أن تجربة كردستان الديمقراطية المنشودة تستطيع أن تكون خطوة رائدة خاصة حين يكون مسعود البارزاني على رأسها.

وهنا علي القول إن الأخوة الكُردية العربية برهنت أنها ضرورة تاريخية، وهي حجر الزاوية في تلاحم قوى السلام مع بعضها البعض.

فالتاريخ برهن على أن التكاتف والتلاحم والتعاون والتعاضد بين جميع الوطنيين هو شرط أساسي لانتصارنا).

مسعود البارزاني الملجأ الإنساني:

عندما وجه الرئيس مسعود بارزاني رسالته إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال فيها : (الدماء الكوردية أغلى وأثمن من المال والسلاح).

أراد من الأمريكان المساهمة في منع دخول المنطقة في أزمة أشد فتكًا من كل الأزمات، أزمة تؤدي إلى الخراب والدمار ونتائج غير متوقعة، وتصب في خانة إلحاق الخسائر بالجميع، كما أراد تذكير العالم بثمن وقيمة الدماء الكُردية.

فالبارزاني كان على يقين بأن الخارطة السياسية للمنطقة تعيش أحرج مراحلها، وتتجه نحو التغيير وتعاظم ميل التوازنات لصالح البعض على حساب البعض الآخر، والمنطق والعقل يدعوان إلى الحفاظ على المصالح الإستراتيجية والعلاقات الإنسانية بين مكونات وشعوب المنطقة ووضعها في مقدمة الأولويات.

كيف لا وهو الرجل الذي يعارض بشدة الحروب والدماء والإقتتال، ولكن إن فُرضت عليه فأهلاً وسهلًا بها، إنه رجل السلام وأب الأيتام وملجأ الإنسانية.

فأراد مسعود البارزاني البحث أولًا عن الحلول السياسية والعملية السهلة، وطرح وجهات النظر غير المستعصية بخصوص معالجة المشكلات المزمنة والتعامل مع المتغيرات المستقبلية بعقلانية، كي لا تفرض الحروب والنزاعات المزيد من الآلآم، خاصة أن السياسات التي تعتمدها بعض الحكومات تقوم على مبدأ الهيمنة، وهذا ما قد يفجر المنطقة بحروب متتالية، وهذا بالفعل ما حصل من حرب داعش ولجوء الملايين إلى الحضن الكُردي من داخل العراق وخارجه.

فالسياسة التي عمل عليها مسعود البارزاني على مدى أعوام عديدة، جعلت من المسألة الكردية بصورة خاصة مسألة إقليمية تخص دولًا عديدة في المنطقة، وجعل أربيل ركنًا أساسيًا بالنسبة إلى معادلات التوازن في المنطقة وتفاعلاتها؛ كذلك في الحالة العراقية، فأربيل اليوم تمتلك خصوصية تميزّها عن الحالات الأخرى من جهة تاريخها وجغرافيتها، والتضحيات التي بُذلت من أجل إيجاد حل عادل لها؛ هذا بالإضافة إلى دورها في ظل وضعية الاستقطابات السياسية المتعددة.

وإذا ما أردنا تسليط الضوء بشكل أكبر على سياسة اللجوء العميقة التي اتخذها مسعود البارزاني في نفسه ومحيطه، سيظهر لنا على الفور الاستراتيجية العميقة التي عمل عليها لإيقاف الحرب بين الكُرد والتُرك.

فكان يتوقع المواجهات الدامية بين الكورد في غربي كُردستان (أي شمال وشمال شرق سوريا) مع القوات التركية.

فهنا ظهرت رسالة البارزاني للجانب الأمريكي المحرض لهذه الحرب، فجلبت رسالته الإنتباه وأثارت الإهتمام، ولكن ليس من قبل الرئيس الأمريكي فقط، بل من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان والحريصين على الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم، عبر الدعوة إلى العدول عن الإنسحاب المستعجل والمتعجل للقوات الأمريكية، وعدم إخلاء قواعدها ومعسكراتها، وعدم ترك من كانوا يوصفون بالحلفاء تحت رحمة المدفعية والطيران التركيين، والإلتزام بالوعود والتصريحات السابقة.

جلبت رسالته كذلك انتباه المصممين على الدفاع عن الأنفس والمكتسبات، وإنتزاع الحرية والتمتع بها، عبر إبداء المرونة والحوار والتفاهم، وحتى القبول بتمريربعض المعالجات الجزئية والسطحية لمشكلات وخلافات معينة، ونبذ العنف والسعي للتوصل إلى الحلول المقبولة.

وتم تجاهلها من قبل المتجاهلين للواقع وحدوده المعقولة، والخاضعين لثقافة الإستعلاء والتسلط والعقلية الإستبدادية وسوء النية، والمؤمنين بأن العنف يصلح كوسيلة لمعالجة المشكلات.

أما عدم تطبيق الرئيس الأمريكي لفحوى الرسالة، وتغريداته اللامبالية التي تدل على نقص كبير في الخبرة والدراية بأمور السياسة الشرق أوسطية، وموازين القوة العسكرية والمثيرة للسخرية لدى الأمريكيين وغيرهم، وفسح المجال أمام القوات التركية للدخول إلى المنطقة، وإستيلاء بقايا داعش والعناصر التابعة للتنظيمات المتشددة على أراضي شاسعة وواسعة، وعمليات القصف والقتل والنزوح الجماعي.

فقد أظهرت، من جهة أولى، الإخفاق المربع والفشل الذريع للسياسة الترامبية القائمة على لغة التجارة والدولار التي مهدت لإرتكاب أخطاء جديدة ربما أكثر فداحة من الأخطاء السابقة.

وأظهرت، من جهة أخرى، وبالذات عندما غرد ترامب بشأن ما حدث في إكتوبر عام 2017، صواب قرارات الرئيس مسعود بارزاني.

وهنا نذكر اللقاء الذي أجراه الرئيس مسعود البارزاني مع إحدى القنوات، حين كشف فيه عن الكثير من الحقائق التي تحتوي على معلومات  كانت مخفية عن العراقيين قبل وبعد احتلال العراق.

وكيف تعامل البارزاني حينها مع الأطراف التي شاركت في مؤتمر لندن، واعتراضه على المنادين للإنتقام من المنتمين لحزب البعث ودعوته إلى بناء دولة مؤسسات وليس دولة أحزاب وكتل ومنتفعين.

ومسعود البارزاني رفض قرارات (بول برايمر) المتسلّط على دفّة الحُكم والذي أرسى لتأسيس مجلس الحكم الذي لا يختلف في إدارته للدولة العراقية عن الأسلوب الدكتاتوري السابق.

هذا الموقف الوطني للبارزاني كان له الأثر الكبير في أن يُصحّح مسيرة التغيير المنشودة والتي عمل عليها وناضل من أجلها جميع المخلصون، لكن بعض الأطراف لم يُعجبهم أن يكون العراق بموقع صاحب القرار بمفرده وتحقيق طموح كل الشعب وفئاته بكل حرية واقتدار،هذه الأطراف أرادت للعراق أن يكون تابعًا لهذا الطرف الإقليمي أو ذاك الدولي.

حتى أصبح العراق يدار من قبل بعض الكيانات التي ليس لها توجهات وطنية تحافظ على أمن العراق وسيادته من أجل بناء دولة المؤسسات الأمر الذي حققه بالفعل مسعود البارزاني في إقليم كُردستان.

فهو الذي حافظ على مواقفه رافضًا كل أشكال التبعية موجدًا صيغة ثابتة لطريق الحفاظ على المواطن وبناء المؤسسات التي تخدم أبناء شعبه.

وتأتي رؤيته الإنسانية بعيدة عن المجاملات أو استعراض العضلات، فالبارزاني كان الملجأ الذي فتح أبواب بلاده لكل من أراد الأمن والأمان من العراقيين وغيرهم، مع رفضه مبدأ الانتقام والتشفي، فكان إقليم كُردستان ملاذًا آمنًا ليس فقط لأبناء جلدته، وإنما للكثير من الذين اتهموا بالديكتاتورية البعثية وكان لهم دور وظيفي كبير كالأطباء واساتذة الجامعات، وصار الإقليم أنموذجًا يحتذى به لما يتمتع به من احترام الإنسان مهما كان وضعه.

فمسعود البارزاني أحب شعبه وأيد حقوق الآخرين وكان ملجأ لهم، فهو يتحدث بالصراحة المستقيمة ويبحث كل الجوانب من زاوية المصلحة للمستضعفين.

وتحليل المواضيع وتوضيح الناحية الإنسانية التي أرادها والتي مازال يسعى إليها تبقى أحد أهم سمات حزبه وفلسفته.

ومن هذا المنطلق بأمكان أي متابع للقضية الإنسانية في فلسفة مسعود البارزاني أن يتطلع إلى الجوهر الإنساني في مواقفه وبدائله السياسية التي دائمًا ما كان يقدمها.

والعكس أن ما يميز خطابات الآخرين وخاصة الأحزاب السياسية في  العراق فهي دائمًا ما تبحث في عدم التقرب من الإنسان ومنافعه، بل هي لغة التهديد والوعيد.

لننظر مثلًا إلى أغلب خطابات الأحزاب العراقية، ولننظر إلى كل الخطابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وصلتها بالإنسانية، سنرى خطابًا مليئًا بالكراهية ضد الإنسانية والدفاع عن الأغنياء ومصالحهم، والدفاع عن كل ما هو غير مقدس للإنسانية مثل الخرافات الدينية، وتدنيس الضمائر الإنسانية من أجل حفنة من الأثرياء وأصحاب الأموال.

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا