ماجد زيدان
تشكل مسالة الرقابة على امتحانات الطلبة في مختلف المراحل الدراسية مشكلة تؤرق الجهات المسؤولة والطلبة وذويهم على حد سواء ومع بدء الامتحانات تنتشر الاقاويل وتشاع القصص والروايات عن الغش في الامتحانات التي تبتكر فيها اشكال متعددة من قبل ضعاف النفوس والكسالى ويتفننون في النفاد من الرقابة ..
تحاول وزارة التربية متابعة ذلك ومعالجة ما تكشفه من اساليب وتجعل الاقدام ليه عسيرا , اخر ما اقدمت عليه الوزارة بهذا الصدد اطلاق المشروع الوطني للبصمة الالكترونية الامتحانية الخاصة بالمتقدمين لأداء الامتحانات الخارجية للعام الدراسي 2024– 2025
وكانت البداية من ميسان ,اذ نفذت اللجنة الامتحانية المختصة إجراءات البصمة الإلكترونية للمؤهلين لخوض امتحانات السادس الابتدائي بالاعتماد على تقنية التحقق البيومتري لوجه الطالب والتي ستشكل هوية تعريفية محصنة للممتحن لا يمكن اختراقها لتبوء محاولات انتحال الشخصية بالفشل , وأن المديرية ستستكمل العمل بشمول طلبة الثالث المتوسط ثم السادس الإعدادي بنظام البصمة الالكترونية في الاسبوع المقبل
اتخاذ هذه الاحترازات والتحصينات في غاية الضرورة , لاسيما في الامتحانات الوزارية ,والاكثر تأثيرا واهمية في امتحانات نهاية المرحلة الثانوية , حيث يتنافس الطلبة على المقاعد الجامعية في المجموعات الطبية والهندسية وغيرها .
وكلما كانت الرقابة والاجراءات صارمة ومتينة تبدد قلق الاهالي من تسلل بعض الطلبة غير المستحقين للحصول على قبول غير مستحق وحرمان من هو الاجدر بسبب الغش , تحسين الاجراءات يسهم رفع المستوى العلمي للتعليم وزيادة رصانته ويرفع من تكافؤ الفرص بين الطلبة ويقلص من اعداد غير المؤهلين في الانتساب لكليات ليست من استحقاقهم .
التعليم من الركائز الاساسية في عملية اعمار البلاد وتنميتها وبنائها , فكلما كان رصينا تكون مخرجاته سليمة وقادرة على اداء دورها ومهامها المستقبلية وتحقيق الاهداف المناطة بها , فمن هنا ينبغي العناية بالتعليم على جميع المستويات , فالترابط فيما بين مراحله لا يمكن تجزئته او التهاون بمرحلة منه التي تسبب خللا لا يمكن اصلاحه , فهو خلل بعملية بنية الطاقات والكوادر والكفاءات التي ستكون المساوئ عنها مستمرة وتؤدي الى بناء مشوه , يتبين اعوجاجه .
حسنا حين اكدت الوزارة على للمديريّات العامة للتربية كافّة، بتوفير بيئة امتحانيه مكللة بالتعاون والضبط والالتزام لضمان سير العملية الامتحانية بكل انتظام وشفافية، والاستعداد الجيد بالحضور الذهني التام، بما يضمن أداءً عالياً يعكس جهود الطلبة وهيئاتنا التعليميّة طيلة العام الدراسي، ونشدد من خلال متابعتنا على الاداء الرقابي السليم عملا بمبدأ المساواة وعدم الافساح في المجال للعبث به .