تعرفي إلى علامات نوبات التشنجات لدى طفلك لمياء جمال
يعاني بعض الأطفال من نوبات التشنجات المفاجئة نتيجة الانفجار المفاجئ وغير المنضبط للنشاط الكهربائي في الدماغ، مما يسبب تغيرات في كلٍ من السلوك والحركة ومستوى الوعي.
تحتاج أعراض النوبات لدى الأطفال إلى اهتمام خاص، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار، وهناك أنواع عديدة من النوبات يختلف نوع النوبة اعتماداً على موقعها الأولي في الدماغ ومدى انتشارها.
تستمر معظم النوبات من 30 ثانية إلى دقيقتين، لكن النوبات التي تدوم أكثر من خمس دقائق تُعتبر حالة طبية طارئة وتتطلب عناية فورية. لذا عندما يعاني طفلك من ارتفاع في درجة الحرارة ويعاني من النوبات، فهذه علامة على أن حالته الصحية تتطلب تقييماً طبياً فورياً، إليكِ وفقاً لموقع “هيلث” أسباب إصابة طفلك بنوبات التشنجات وكيفية التعامل مع طفلك؟
ما هي النوبات عند الأطفال؟
يصاب الطفل بالنوبات بسبب اضطرابات في أعصاب الدماغ- الصورة من موقع Freepik
تحدث النوبات بسبب اضطرابات في نظام الاتصالات العصبية في الدماغ. عندما تطلق الخلايا العصبية إشارات كهربائية بشكل لا يمكن السيطرة عليه، يؤدي ذلك إلى سلسلة من التفاعلات التي تسبب النوبات. كلما زاد عدد الخلايا العصبية المشاركة في هذه العملية، زادت حدة النوبات.
يحدث تلف الخلايا العصبية بسبب النوبات عندما تستمر عملية النوبات لفترة طويلة جداً، أو تحدث بشكل متكرر. ويتسبب هذا في تلف دائم لخلايا الدماغ، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على وظيفة دماغ الطفل بشكل عام.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تؤثر النوبات أيضاً على التوازن الكيميائي في الدم، وبالتالي يكون لها تأثير سلبي على الدماغ إذا استمرت لفترة طويلة من الوقت.
أسباب النوبات عند الأطفال
الحمى
عندما يعاني طفلك من ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 38 درجة مئوية أثناء الحمى، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض النوبات. وهذا ما يسمى النوبات الحموية والتي يمكن أن تهاجم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 5 سنوات.
تسمى النوبات الحموية التي تستمر أقل من 15 دقيقة بالنوبات “البسيطة” و على الرغم من أنها قد تسبب القلب لكثير من الأمهات، إلا أن مثل هذه النوبات عادةً لا يكون لها آثار ومضاعفات طويلة المدى على الطفل فبمجرد انتهاء النوبة، من المرجح أن يتعافى الطفل تماماً دون حدوث مضاعفات.
ولكن إذا استمرت النوبة الحموية أكثر من 15 دقيقة، فإنها تصبح معقدةً وقد تشكل خطر حدوث تغيرات عصبية طويلة المدى لدى الطفل. في هذه الحالات، من المهم طلب العناية الطبية الفورية لتقييم الحالة وإدارتها بشكل صحيح.
الصرع
تحدث النوبات أيضاً بسبب الصرع، وهي حالة تحدث فيها نوبات متكررة دون سبب واضح. قبل حدوث النوبة قد يقوم الطفل بأنشطة عادية، وبعد انتهاء النوبة يعود إلى ممارسة أنشطته اليومية.
يمكن أن تختلف نوبات الصرع، بدءاً من تصلب العضلات في جميع أنحاء الجسم، والتشنجات الجزئية في الذراعين أو الساقين، والوخز في عين واحدة أو وجه واحد، إلى فقدان الوعي مؤقتاً حيث يبدو الطفل في حالة ذهول أو أحلام اليقظة.
قد يعاني بعض الأطفال أيضاً من هزات مفاجئة في اليدين أو القدمين، أو قد يسقطون فجأة دون سبب واضح. تشمل مسببات النوبات عند الأطفال المصابين بالصرع قلة النوم، أو التوتر، أو المرض أو الحمى، أو الجوع، أو الإفراط في تناول الطعام، أو التعرض للضوء الساطع.
إصابات الرأس
يصاب الطفل بالنوبات بعد إصابات الرأس بشكل عام وذلك خلال الأسبوع الأول بعد حدوث الإصابة وفي المقابل، من غير المألوف أن تظهر النوبات حتى بعد مرور أكثر من أسبوع، خاصة عندما تؤدي الإصابة إلى تلف دائم في الدماغ.
يجب على الأمهات الانتباه إلى أن كل إصابة في الرأس لدى الأطفال يجب أن تُعالج بجدية، حتى لو لم يُصب الطفل بالنوبات بعد ذلك. هناك حاجة إلى إجراء طبي فوري وكذلك إجراء مزيد من الفحص من قبل الطبيب للتأكد من عدم حدوث تلف أكثر خطورة في الدماغ.
التهاب السحايا
النوبات عند الأطفال هي أحد أعراض التهاب السحايا، وهو التهاب بطانة الدماغ والحبل الشوكي. غالباً ما يسبب التهاب السحايا مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة والصداع الشديد وتيبس الرقبة والقيء والارتباك والحساسية للضوء والطفح الجلدي.
عادة ما تكون النوبات في حالات التهاب السحايا مصحوبة بأعراض أخرى، بما في ذلك بعض العلامات التحذيرية الخطيرة التي تشير إلى انتشار العدوى إلى الجهاز العصبي، فإذا كان طفلك يعاني من نوبات مصحوبة بأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة وتيبس الرقبة، فيجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور لإجراء التقييم والعلاج المناسبين.